على إثر العملية الارهابية بجبال جندوبة: تشييع الشهداء الستة من الحرس الوطني إلى مثواهم الأخير في جنازات مهيبة

• الناطق الرسمي باسم وزارة الداخلية لـ «المغرب» «الحرب على الارهاب .. طويلة وتتطلب نفسا طويلا»
انيس الورغي رادس، حمزة الدلالي جرزونة ببنزرت،

العربي قيزاني منوبة ، اشرف الشارني الكاف، حاتم ملاط القيروان، حسام خليفة قليبية.. شهداء الحرس الوطني الذين سقطوا يوم الاحد المنقضي اثر كمين نصب لهم من قبل مجموعة إرهابية شيعوا أمس بالزغاريد إلى مثواهم الأخير في جنازات مهيبة.

مع منتصف نهار يوم الاحد 8 جويلية 2018، تعرضت دورية تابعة لفرقة الحدود البرية للحرس الوطني بعين سلطانة على الشريط الحدودي التونسي الجزائري الى كمين تمثل في زرع عبوة ناسفة ثم استهدافها باطلاق نار كثيف مما اسفر عن استشهاد الاعوان الستة الى جانب جرح ثلاثة آخرين تم نقلهم الى المستشفى الجهوي بجندوبة اين تلقوا الاسعافات وخضعوا إلى عمليات جراحية.

منذ سنتين تقريبا تمكنت الوحدات الامنية والعسكرية من التصدى الى عدة تهديدات ومخططات ارهابية وأصبح الحديث عن عمليات استباقية اكثر منه عن الكمائن والهجوم الارهابي، وتمكنت بفضل العمل الاستخباراتي والمعلوماتي من القضاء على العديد من القيادات سواء في كتيبة عقبة ابن نافع او جند الخلافة أي تنظيم داعش الارهابي والتى تتمركز عناصر غالبا في مرتفعات جبال القصرين، الا انه وبصفة مباغتة استشهد يوم الاحد 6 اعوان من الحرس الوطني فضلا عن تمكن المجموعة الارهابية من الاستيلاء على عدد من الاسلحة.

الناطق الرسمي باسم وزارة الداخلية سفيان الزعق افاد في تصريح لـ «المغرب» ان العملية كانت نتيجة كمين في منطقة جبلية وعرة متاخمة للحدود الجزائرية وان عمليّة التمشيط وملاحقة الإرهابيين بمنطقة عين سلطانة من ولاية جندوبة أين تمّ استهداف دورية الحرس الوطني مازالت متواصلة .

وفي ما يتعلق بالحالة الصحية للجرحى اكد الزعق ان حالتهم مستقرة وفي تحسن وان عملياتهم الجراحيّة التي أجريت عليهم كلّلت بالنجاح، وبخصوص الاسلحة التى تم الاستيلاء عليها اوضح أنّه لم يتم سرقة السيارة التي وجدت على بعد أمتار من مكان الحادثة من قبل الإرهابيين كما تمّ الترويج لذلك وإنما أحد الناجين من أبناء الحرس الوطني هو من قادها قبل أن يتم التفطّن إليه وإسعافه من قبل المواطنين مؤكدا أنّه تم العثور على بعض الأسلحة والمعدات التي استولى عليها الإرهابيون في حين لا يزال البعض الآخر مفقودا، مشيرا الى ان وحدة مكافحة الارهاب تعهدت بالبحث في الحادثة .

وبخصوص البيان الصادر عن كتيبة عقبة ابن نافع والذي تبنت فيه العملية الارهابية وأكدت انها استولت على اسلحة ونشرت تفاصيل عن العملية، رفض التعليق على ذلك مشددا على ان هذه العملية الإرهابية تثبت نجاعة المجهودات الأمنية في عزل المجموعات الإرهابية في مناطق جبلية وعرة معزولة، وعدم قدرتها على التنقل إلى المدن، معتبرا أنّ استهداف دورية للحرس في كمين يعتبر محاولة يائسة للإرهابيين لكسر الحصار والطوق الأمني حولهم وان العملية كانت في منطقة وعرة وصعبة.

وأكّد ان الحرب على الارهاب «حرب طويلة وتتطلب نفسا طويلا وقال إنّ المعلومات والمعطيات تتواتر بصفة دائمة وأنّ التنسيق جار بصفة مستمرة بين المؤسستين الأمنية والعسكرية وخاصة مع «جيراننا» من الجانب الجزائري ويتمّ التعاطي ايجابيا مع المعلومات الأمنية وبصفة حينية.

الزعق شدد على ان الكمين كان بصفة مباغتة وان هذه بعض «الجيوب» الارهابية تتحرك في المناطق الجبلية وعلى الحدود مع الجزائر وهي تثمل نفس المشكل لهم ، ولذلك من الضرورى توحيد الصفوف والنأي بالمؤسسة الامنية عن كل التجاذبات.

اما فيما يتعلق بتأثير ذلك على الموسم السياحي خاصة وان العملية تأتي في ذروة الموسم، فقد شدد على ان الوحدات الامنية متمركزة وتؤمن كل المناطق منذ بداية الموسم وعلى طيلة السنة الوحدات الامنية على يقظة مشيرا الى انه لا داعي للخوف او القلق داعيا الجميع الى ممارسة نشاطاتهم بشكل عادي لان هدف الارهابيين هو ارباك الوضع وبث الخوف .

هذا وقد أعلنت ما يسمى بـ كتيبة «عقبة بن نافع» الارهابية التابعة لتنظيم القاعدة في المغرب الاسلامي تبنيها للعملية الارهابية.

رئيس الجمهورية خلال زيارته إلى المستشفى العسكري:
سنكوّن صورة حقيقة عن الهجوم الإرهابي خلال اجتماع مجلس الأمن القومي
أدى رئيس الجمهورية الباجي قايد السبسي زيارة الى اعوان الحرس الوطني من مصابي عملية عين سلطان الإرهابية المتواجدين بالمستشفى العسكري بالعاصمة، وقد إعتبر رئيس الجمهورية ان الواقع في المناطق الحدودية والجبلية ليس كما الحال في المدن، وقال «نحن في تونس سيطرنا على الوضع في المدن بعد تضحيات وحدات الجيش والحرس والامن ولكن المناطق الحدودية والجبلية لا يمكن السيطرة عليها في وقت قصير».
كما ابدى قائد السبسي إستغرابه من التأويلات والقراءات للعملية الإرهابية وعلى رأسها إرجاعها الى التغييرات التي شهدتها المؤسسة الامنية مؤخرا، واكد ان التاويل الحقيقي سيكون اليوم الثلاثاء خلال إجتماع لمجلس الامن القومي الذي دعا لإنعقاده بصفة إستثنائية وسيقع الإستماع خلال الإجتماع وفق رئيس الجمهورية الى شهود عيان وفنيين وآمر الحرس الوطني لمعرفة تفاصيل الهجوم الإرهابي لتكوين صورة حقيقية عن الحادثة ومن ثم كشفها للتونسيين.
ووجه رئيس الجمهورية دعوة للتونسيين الى التضامن وقال «انا اوجه هذه الدعوة لاني ارى ان التونسيين في الوقت الحالي ليسوا يدا واحدة».

تأبين شهداء عملية جندوبة بثكنة الحرس الوطني بالعوينة
انتظم صباح أمس بثكنة الحرس الوطني بالعوينة موكب تأبين شهداء الوطن حاتم ملاط، أنيس الورغي، العربي قيزاني، حمزة الدلالي، حسام خليفة، أشرف شارني. وتم اثر ذلك تسليم جثامين الشهداء الأبرار الذين سقطوا في عملية عين سلطان الإرهابية الأحد، إلى عائلاتهم ليقع تشييعهم إلى مثواهم الأخير.

المشاركة في هذا المقال

من نحن

تسعى "المغرب" أن تكون الجريدة المهنية المرجعية في تونس وذلك باعتمادها على خط تحريري يستبق الحدث ولا يكتفي باللهاث وراءه وباحترام القارئ عبر مصداقية الخبر والتثبت فيه لأنه مقدس في مهنتنا ثم السعي المطرد للإضافة في تحليله وتسليط مختلف الأضواء عليه سياسيا وفكريا وثقافيا ليس لـ "المغرب" أعداء لا داخل الحكم أو خارجه... لكننا ضد كل تهديد للمكاسب الحداثية لتونس وضد كل من يريد طمس شخصيتنا الحضارية

النشرة الإخبارية

إشترك في النشرة الإخبارية

اتصل بنا

 
adresse: نهج الحمايدية الطابق 4-41 تونس 1002
 
 
tel : 71905125
 
 fax: 71905115