خطة قيادة نداء تونس للانتقام من يوسف الشاهد: ربح الوقت وتوحيد الجهاز واستئناف نقاشات وثيقة قرطاج 2

لليوم الثالث والصمت متواصل بشأن خطاب الشاهد وهجومه على المدير التنفيذي، من قبل الهياكل الرسمية للنداء. صمت جثم على الجميع لم

تعكره غير بعض التدوينات أو الدردشات الخافتة في الكواليس، وهما بالكاد يكشفان إحدى زوايا الصورة في نداء تونس وكيف يعالج الحزب «الحرب» عبر ربح الوقت.

لم يتغير الوضع عما كان عليه قبل يومين، حالة من الخمود والترقب القلق لما ستحمله الأيام القادمة من تطورات في ملف الصراع الدائر بين القصبة والبحيرة، مقرّ الحكومة وحركة نداء تونس، بعد أن أعلنت الحرب بين يوسف الشاهد وحافظ قائد السبسي بشكل علني منذ ثلاثة أيام.

مدة استغلها المدير التنفيذي في ترتيب اوراقه داخل البيت الندائي، فالرجل عقد جملة من اللقاءات مع المقربين منه كما انه يعتزم عقد لقاء اليوم بالمنسقين الجهويين، حيث دعاهم لمأدبة إفطار ولقاء يعقبها.

هذا اللقاء ليس للمسامرة والاطلاع على اوضاع الحزب جهويا وانما لهدف وحيد واوحد وهو الاجابة عن سؤال اساسي له يتمثل في «هل المنسقين معه ام ضده؟ والى اي حد تمكن الشاهد من اختراق الهياكل الجهوية؟». سؤال مركب يريد قائد السبسي الابن ان يطلع بشكل مباشر على اجابته من قبل المنسقين.
اجابة يطمح المدير التنفيذي ومجموعته إلى ان تكون تجديد الولاء له، فهذا سيعني له انه لا يزال ممسكا بأغلب الجهاز الحزبي الذي لم يتبق منه غير المنسقين الجهويين والكتلة البرلمانية.

قائد السبسي الابن الذي راقب خلال الساعات الـ72 الفارطة ردود فعل النواب وجس نبضهم ليعلم إن كان هناك تمرد او بداية له في صفوف الكتلة وان كان خصومه صلبها قد اصطفوا خلف الشاهد ام يستعدون للقيام بذلك. وسيظل يراقب الأمر إلى حين اللقاء بهم مرة أخرى خلال الأيام القادمة.

خطة المدير التنفيذي والماسكين معه بدواليب نداء تونس اليوم في مواجهة «حرب الشاهد» تتكون من ثلاثة عناصر، الاول ضمان وحدة الجهاز ووقوفه خلف المدير التنفيذي، وهذا عنصر انطلق تنفيذه، العنصر الثاني هو تجنب التصعيد المباشر تجاه الشاهد والعمل على ربح الوقت اكثر ما يمكن خاصة وان الوقت عامل حاسم لصالح المجموعة باعتبار ان الحكومة ستواجه في اية خطوة قادمة لها مطبات عدة جلها لن يكون من نداء تونس.

ثالثا الهجوم المعاكس، حيث يحرص الندائيون اليوم على استئناف نقاشات وثيقة قرطاج2 ، من منطلق بسيط جدا يتمثل في ان الاستئناف سيكون افضل أداة للهجوم المضاد ضد الشاهد، حيث سيحرص النداء على استغلال كل اوراقه لاقناع الجميع في النقاشات بضرورة التخلي عن الشاهد مهما كان الثمن.

فالنداء يدرك ان قبول الرافضين لتغير الشاهد، واساسا حركة النهضة بالتخلي عن الرجل مقترن بالوصول الى توافق على اسم رئيس الحكومة الجديد وهذا ليس بالامر الهين الوصول له، لكن مع ذلك يبحث النداء عن استغلال رغبة الجميع في استئناف الحوار ليدفع بهم الى قبول المبدأ.

فالقبول سيكون بمثابة «انتقام» النداء من الشاهد عبر ضرب اية امكانيات له، فهم يدركون ان بقاء الشاهد على رأس الحكومة يعني توفير قدرة على المناورة واستقطاب، وهذا ما يريدون فعله لعزل الرجل وتركه وحيدا قبل الاجهاز عليه، اي انهم يريدون ابلاغ رسالة لمن يعتزم الالتحاق بمركب الشاهد ان المركب بات بلا ربان، فهم يعتبرون ان لا احد قد يناصر الشاهد بعد صدور قرار الاستغناء عنه من قصر قرطاج .

هذه الخطة كشفت عنها دردشات مع قيادات من الحركة، تشير بشكل صريح الى ان اللقاءات التي تجمع «قادة الحزب» متواصلة ومفتوحة، وانها تطرقت لملف الشاهد وخطابه الذي اعتبر تصديرا لأزمة الحكومة الى الحزب، وان ردهم على الامر هو العمل على استئناف مفاوضات وثيقة قرطاج2.

كما ان مقاربتهم للاوضاع تعتمد على عدم صدور اي موقف مساند للشاهد الى غاية امس، وان توحيد صف الحزب خلف قادته سيقابله امتناع رئاسة الجمهورية عن التدخل في الازمة بشكل مباشر او غير مباشر، بل ان نجاحهم في اقناع البقية باستئناف النقاش سينتهي بهم الى توافق يقدم لرئيس الجمهورية الذي يشددون على انه اعلن سابقا انه مع «التوافق مهما كان وهذا بالنسبة لهم يعني انه ان تم التوافق فالرئيس لن يكون في صف الشاهد.

قادة الحركة لا يعلنون خطتهم بشكل علني وفي تصريحات رسمية، فقط هم يقولون ان كانت دردشة او حديث كواليس، لكن منهم من يقبل التصريح على غرار شوكات الذي اعتبر ان حزبه منكب على حث الأطرف الممضية على وثيقة قرطاج لتعود للحوار باعتباره اطارا «يمكن تسميته بإطار الحوار الوطني» والتونسيون اعتادوا على حل المشاكل بهذه الصيغ من الحوار.

ليقول بشكل صريح ان الحل الوحيد للازمة الراهنة وانقاذ البلاد من الاتجاه للخطر هو «العودة لحوار قرطاج»، ليشير ايضا الى ان الحكومة الراهنة لن يكون بمقدورها ممارسة الحكم في اطار تعددي يسمح بوجود قنوات تواصل بينها وبين الاحزاب والمنظمات الاجتماعية، فهي تعيش في عزلة حقيقة ولا تمتلك الا سندا هشا من حركة النهضة، وهذا يجعلها غير قادرة على تطبيق الإصلاحات والإجراءات المتخذة في وثيقة قرطاج2.

ما يفهم من قول شوكات ان النداء يريد ان يكسر ثنائية اما مع الشاهد او مع حافظ كي يوفر مناخات للاتحاد بشكل اساسي لاستئناف صدامه مع الشاهد وهذا يعني للنداء أكبر نصر فهذا قد يحتم على الرئيس اما البقاء على الحياد او التدخل لصالحهم في الصراع مع الشاهد، لكن حسابات الحقل تختلف عن حسابات البيدر.

المشاركة في هذا المقال

من نحن

تسعى "المغرب" أن تكون الجريدة المهنية المرجعية في تونس وذلك باعتمادها على خط تحريري يستبق الحدث ولا يكتفي باللهاث وراءه وباحترام القارئ عبر مصداقية الخبر والتثبت فيه لأنه مقدس في مهنتنا ثم السعي المطرد للإضافة في تحليله وتسليط مختلف الأضواء عليه سياسيا وفكريا وثقافيا ليس لـ "المغرب" أعداء لا داخل الحكم أو خارجه... لكننا ضد كل تهديد للمكاسب الحداثية لتونس وضد كل من يريد طمس شخصيتنا الحضارية

النشرة الإخبارية

إشترك في النشرة الإخبارية

اتصل بنا

 
adresse: نهج الحمايدية الطابق 4-41 تونس 1002
 
 
tel : 71905125
 
 fax: 71905115