بعد هجوم يوسف الشاهد على حافظ قائد السبسي: الانتظار القلق ...

يقال ان «انتظار البلاء أشد من وقوعه» هذا حال كل من رئيس الحكومة يوسف الشاهد

والمدير التنفيذي لحركة نداء تونس حافظ قائد السبسي ان تعلق الامر بالموقف الذي سيصدر عن رئيس الجمهورية بخصوص «الحرب» بين الاثنين، اما عن غيرهما، وأساسا الطرفين الفاعلين في المشهد، اتحاد الشغل والنهضة فكلاهما خير الصمت وعدم الخوض في الحرب وانتظار أي صف يختار الرئيس.
مر يومان منذ اطل يوسف الشاهد عبر الوطنية الأولى ويعلن عن بداية «حربه» مع المدير التنفيذي لنداء تونس حافظ قائد السبسي وحمله والمحيطين به، والقصد الوافدون الجدد على الحزب، مسؤولية الدمار الذي لحق بالحزب وانتقال الازمة الى مؤسسات الدولة.

الشاهد الذي اعتبر ان نجل الرئيس الذي استاثر هو والمحيطين به بقرار الحزب ومنعوا انعقاد هياكله، تسببوا في خسارة الانتخابات الجزئية بالمانيا والانتخابات البلدية وهم يقودونه لخسائر اخرى ستنتهى بزوال الحزب الذي لم يعد يشبه ما كان عليه في تاسيسه.
حرب الشاهد التي اعلنت على الملأ قابلها الصمت المطلق من الجميع، فلا احد يريد ان يكسر حالة الانتظار ويغامر بموقف قبل ان تتضح وجهة رئيس الجمهورية الباجي قائد السبسي وكيف سيعلق على المسائل.

انتظار يبدو انه قد يطول، فالرئيس لم يصدر عنه أي موقف رسمي او غير رسمي ولم يفرج عن اية مؤشرات قد تساعد متلقيها على استشراف موقفه، فقد لازم الصمت ورفض الخوض في الملف حتى مع مقربين منه، ويبدو انه سيحافظ على هذا التوجه خلال الساعات القادمة مما يفاقم من قلق المنتظرين.

فالانتظار علل في اليوم الاول بان الرئيس في فرنسا للمشاركة في القمة الليبية، لكنه عاد اول امس واستقبله يوسف الشاهد الذي اراد من الاجراء البرتوكولي ان يكون رسالة سياسية لخصومه وللمنتظرين. والمنتظرون ينقسمون لشقين، اولهم من هم غير معنيين بشكل مباشر بالحرب وانما هم مراقبون او فاعلون بدرجات اقل، على غرار حركة النهضة التي التقى رئيسها وبطلب منه برئيس الجمهورية الباجي قائد السبسي أمس الخميس في قصر قرطاج.

لقاء لم يطل كثيرا ولم يخصص الا لاعلان رئيس حركة النهضة انه وحزبه يدعمون ويتعاطفون مع رئيس الجمهورية ضد الحملات التي يتعرض لها هو واسرته، لينتهى اللقاء دون الخوض في اية ملفات راهنة، واساسا ثلاثة، نقاشات وثيقة قرطاج2 التي علقت، ملف الحكومة ورئيسها وثالثا الحرب بين الشاهد وحافظ.
عدم الخوض في هذا لا يعني انه لا توجد دلائل سياسية، انما هي صريحة ووضاحة فالمسكوت عنه في السياسة أشد إفصاحا من المنطوق، وفي حالة اللقاء، صمت الرجلان عن الخوض في الملفات الحارقة معناه انه لا جديد في المواقف للرجلين، وان الموقف السابق، سواء التعليق بالنسبة للرئيس او رفض التخلي عن الشاهد للنهضة لايزالان قائمين.

حركة النهضة التي شاب موقفها خلال اليومين الفارطين بعض الغموض في ظل مؤشرات عن استعداد الحركة لمراجعة المواقف، يبدو انها حسمت الامر امس وانتصرت لمقاربتها على حساب شريكها النداء، والاتصالات بين الطرفين ابلغ فيها ان النهضة لن تغامر بالاستقرار السياسي والحكومي للبلاد.
وضوح موقف النهضة ولقاء رئيسها برئيس الجمهورية يقابله ارتباك شديد في صفوف نداء تونس، واساسا في صفوف مجموعة حافظ قائد السبسي، فالرجل الذي قاد خلال الايام الفارطة هجوما حادا وعنيفا على الشاهد ووصفه بالفاشل، لم يصدر عنه أي موقف علني في الساعات الـ48 الماضية.

حالة من الصمت التام تكشف ان المدير التنفيذي للنداء ومجموعته خيروا عدم الرد على رئيس الحكومة باي شكل، وهم ينتظرون ما سيقرره الرئيس ليتحركوا على ضوئه، ووفق الصمت يبدو ان وضعهم غير مريح بالمرة بعد ان اكتشفوا ان أوراق اللعبة تغيرت قليلا وان مواقعهم ليست محصنة كما اعتقدوا، فخيروا الحذر في الرد والتحرك، وتأجيل اي خطوة لوح بها سابقا، على غرار استقالة وزراء النداء من الحكومة.

حذر يكشف ان الشاهد تقدم بخطوة على غريمه حافظ ومجموعته، وهذه الخطوة لا تكمن في الصمت الذي انتهجه شق نجل الرئيس في النداء بل في التراجع التكتيكي لاتحاد الشغل، الذي خير بدوره ان يؤجل اية خطوة له بعد إعلان الحرب.
اتحاد الشغل الذي كان قاب قوسين من تصعيد الامور بعد تعليق نقاشات وثيقة قرطاج2 التي عنت له المحافظة على الشاهد وحكومته، يبدو انه خير ان يتخذ موقع المراقب لا الفاعل هه المرة، لتجنب ان يكون مصطفا مع شق نجل الرئيس حتى وان لم يكن الاتحاد يبحث عن هذا.

دخول الجميع في مرحلة الخمود وترقب ما سيصدر عن القصر لا يقتصر على الثلاثي السابق بل الحكومة ورئيسها، اذ ان الشاهد وفي كلمته أعلن عن نيته إجراء تحوير وزاري لكن لم تتضح خلال الساعات الفارطة كيف سيقوم بذلك والى اي حد قد يصل مدى التحوير ومن سيشملهم.
كما يبدو أن الحكومة تجنبت تهديدات النداء بسحب الوزراء، وباتت تدرك ان التململ شق صفوف الندائيين وان لم يصل هذا الى السطح ويصبح تمردا سواء من الوزراء او النواب، ولهذا قد تسارع باستغلاله لتعمق حالة الارتباك في شق المدير التنفيذي وتضييق الخناق حلوه.

المشاركة في هذا المقال

من نحن

تسعى "المغرب" أن تكون الجريدة المهنية المرجعية في تونس وذلك باعتمادها على خط تحريري يستبق الحدث ولا يكتفي باللهاث وراءه وباحترام القارئ عبر مصداقية الخبر والتثبت فيه لأنه مقدس في مهنتنا ثم السعي المطرد للإضافة في تحليله وتسليط مختلف الأضواء عليه سياسيا وفكريا وثقافيا ليس لـ "المغرب" أعداء لا داخل الحكم أو خارجه... لكننا ضد كل تهديد للمكاسب الحداثية لتونس وضد كل من يريد طمس شخصيتنا الحضارية

النشرة الإخبارية

إشترك في النشرة الإخبارية

اتصل بنا

 
adresse: نهج الحمايدية الطابق 4-41 تونس 1002
 
 
tel : 71905125
 
 fax: 71905115