ان هذه الحوادث مفتعلة وبفعل فاعل مما جعلها تعلن حالة الطوارئ في المؤسسات التربوية، ولم يستبعد وزير التربية في اخر تصريح له وجود «الجانب الارهابي» .. فان مختلف التحقيقات لم تسفر بعد عن نتائج، هذا فضلا عما تعيشه الساحة التربوية من جدل حول تمسك الجانب النقابي بحجب الاعداد عن الادارة للسداسي الثاني.
تالة ، كسرى ،بنزرت ، السبيخة القيروان ، سيدي بوزيد، قفصة ...حوالي العشرة مبيتات مدرسية 95 منها للإناث طالتها النيران في الفترة الاخيرة، من بينها 6 حوادث خلال الثلاثة اسابيع الاخيرة من شهر فيفري، اخر هذه الحوادث كان صباح امس بولاية سيدي بوزيد مرة اخرى اين اندلعت فجرا النيران بمبيت الإناث بمنطقة السبالة وقد أتى على قرابة ثلثي المبيت وتسبب في خسائر مادية كبرى دون اضرار بشرية .
وزير التربية حاتم بن سالم والمدير الجهوي للتربية اكدا ان الحريق اندلع من داخل المبيت أي ان الفاعل احد المقيمين به، لم يمر الاسبوع على حرق المؤسسات التربوية فقد عمد مجهولون إلى حرق مكتب بطاقات الدخول بمعهد 9 افريل المجاور للإعدادية ابو بكر القمودي والتى نشب بها حريق مع نهاية شهر فيفري وتم الاستماع فيها الى تلميذ .
الأبحاث جارية في حرائق مبيتات سيدي بوزيد
في السياق ذاته افاد الناطق الرسمي باسم المحكمة الابتدائية بسيدي بوزيد وكيل الجمهورية حسين الجربي في تصريح لـ«المغرب» ، ان اخر تطورات حرق مبيت ابو بكر القمودي هي انحصار الشبه في تلميذ وان التحقيق معه مازال متواصلا وهو الان في حالة سراح باعتباره لا يتجاوز سن 15 .
اما فيما يتعلق بحادثة يوم امس بمبيت السبالة فقد اكد ان الموضوع تعهدت به منطقة الابحاث والتفتيش بالمنطقة والابحاث ما زالت في طور البداية مشيرا الى ان كل الفرضيات مطروحة وانه لا يمكن توجيه الاتهام الى حين انتهاء الابحاث ، ولكن وفق المعطيات الاولية هناك استبعاد لفرضية تماس كهربائي ...
حريق تالة : في انتظار نتائج الاختبارات الفنية
حادثة حريق مبيت تالة الذي كانت ضحيته تلميذتين، بينت تدهور البنية التحية للمبيتات المدرسية ونقص الاطار التربوي، ووفق خالد الخضراوي مساعد اول لوكيل الجمهورية بالقصرين لـ«المغرب» فإن اخر التطورات لملف مبيت تالة وايضا بوزقام، مازالت الاختبارات الفنية والتساخير الفنية جارية خاصة فيما يتعلق بمبيت تالة نظرا للخسائر البشرية التي نتجت عنه موضحا ان العمل جار بالتنسيق مع الادارة العامة الى حين جمع مختلف المعطيات ونتائج الاختبارات الفنية، علما وان وزير التربية اشار الى ان الاختبارات الفنية تم ارسالها الى مخابر في الخارج.
المبيت الاخير المتضرر، اكد بخصوصه المدير الجهوي للتربية بسيدي بوزيد انه يخضع لحراسة وانه من بين المبيتات التي تتمتع بالإحاطة والعناية، ولذ ا شدد وزير التربية في تصريح له لاذاعة شمس امس، ان حوادث الحرق بفعل فاعل، وانها عمليات اجرامية بامتياز وان الهدف من ورائها هو القتل مشيرا الى ان المبيت يضم اكثر من 75 تلميذة وان 95 بالمائة من المبيتات المستهدفة هي مبيتات الاناث وهو ما يؤكد ان العملية مفتعلة ، وان هذا الوضع اصبح خطيرا وان اطرافا اخرى متورطة، مشيرا الى ان احد المبيتات التي تعرضت للحرق كان بعد ان تلقى التلاميذ أموالا!!، وبالتالي اعتبر ان المؤسسات التربوية اليوم اصبحت مستهدفة مشيرا الى ان فتيات في مبيت بئر الحفي هددن بحرق المبيت.
الوزير اكد ضرورة الاستعداد لمجابهة هذه الظاهرة «الكارثية» التي تستهدف المؤسسات التربوية بتظافر الجهود معتبرا انه عمل جماعي بين القضاء والأمن والوزارة والتلاميذ.. ، والانطلاق في حملات تحسيسية للتلاميذ وتوعيتهم بخطورة الوضع.
الجانب الإرهابي موجود
ولحماية المؤسسات بيّن الوزير حاتم بن سالم ان ذلك اصبح من الاولويات ، والوزارة تعمل على ايجاد الطرق الكفيلة لذلك في اقرب وقت من اجل مراقبتها وحمايتها من كل الظواهر حرائق، سرقة ، نهب، خلع ... مبينا في الان نفسه ان العملية ليست سهلة لأنها ستشمل ما بين 350 و360 مبيتا.... خاصة وان الذين تريد ان تحميهم من بينهم من يقوم بمثل هذه العمليات، وهناك اجراءات مثل التفتيش الالي وقد اعلنا منذ حريق تالة حالة الطوارئ.
لم يستبعد الوزير الجانب الارهابي لمختلف هذه العمليات، وقال «هذا الجانب موجود بصفة مكثفة وهو يؤثر بطريقة غير مباشرة، فعندما يتسلم تلميذ نقودا يجب معرفة من وراء ذلك وما الهدف على حد قوله.
لا تقتصر الاحداث بقطاع التعليم الثانوي هذه الفترة، على وقع تواتر وحوادث الحرائق للمبيتات بل تتجاوز الى مسالة حجب الاعداد، حيث ربطت الجامعة العامة للتعليم الثانوي مسالة التخلي عن ذلك وفتح باب للمفاوضات الجدية، وذلك على خلفية دعوة وزارة التربية تسليم الاعداد الى ادارة الاعدادية أوالمعهد قبل يوم 12 مارس الجاري وهو ما اعتبرته الجامعة تهديدا وتصعيدا مبطنا رافضة ذلك، متمسكة بتنفيذ قرارات الهيئة الادارية والذهاب الى تنفيذ وقفة احتجاجية وطنية يوم 22 مارس واضراب عام قطاعي في 28 مارس في انتظار انعقاد هيئة ادارية اخرى. علما وان الوزير دعا الجامعة العامة للتعليم الثانوي الى ضرورة اتباع نهج التعقل في معالجتها للشأن التربوي و العودة الى طاولة المفاوضات، إن الادارة العامة للتعليم الثانوي لا تمتلك الى حد اليوم لا الأعداد ولا المعدلات واكد أنه في صورة عدم تسليم الأعداد للإدارات قبل يوم 12 مارس ستتحرك الوزارة على جميع المستويات وستتخذ الحكومة «موقفا جديا» من هذا الأمر وفق تعبيره.