رسميا انتهت أمس في الساعة السادسة مساء، آجال تصحيح القائمات المترشحة للانتخابات البلدية، التي تقدمت لها 2173 قائمة لم تكن كلها مستجيبة للشروط القانونية، وفق ما أشارت له الهيئة التي أعلن نائب رئيسها عادل البرينصي لـ«المغرب» ان التقديرات الأولية للقائمات المسقطة تتجاوز 100 قائمة، بين ائتلافية وحزبية ومستقلة، مشيرا إلى أن الإحصائيات الدقيقة ستعلن غدا السبت.
ينتظر آهل القائمات الـ2173 المرشحة للانتخابات البلدية موعد الغد، للاطمئنان الى ان قائماتهم المترشحة قد قبلت بصفة رسمية لخوض الاستحقاق الانتخابي في 6 ماي القادم، بعد ان قامت طوال الأسبوع الفارط بإجراءات التصحيح والتعديل على ضوء الملاحظات التي وجهتها الهيئة العليا المستقلة للانتخابات لهم.
فمنذ يوم الجمعة الفارط، موعد الكشف عن عدد القائمات المرشحة وأصنافها وتوزعها، أعلنت الهيئة ان 10 أحزاب وائتلافين لم يحققوا شرط التناصف الأفقي مما يهدد بإسقاط قائمات لهم، ان لم يقع التدارك في فترة البت التي امتدت لأسبوع، وانتهت مساء أمس.
فترة اشار نائب رئيس الهيئة العليا المستقلة للانتخابات عادل البرينصي الى ان الهيئة استغلتها لتوجه مراسلات للهيئات الفرعية ومنها للمترشحين بهدف تعديل او اصلاح النقائص في قائماتهم المترشحة، وأشار إلى أن من ذلك مسألة التناصف التي يمكن للمعني بها إما القيام بتعديلات على رؤساء القائمات بما يحقق الشرط، أو ان يقع إعادة تصنيف القائمة لتتقدم كقائمة مستقلة وإلا سيقع إسقاطها وهنا ستعمد الهيئة إلى إسقاط القائمات التي قدمت متأخرة لتحقيق شرط التناصف.
القائمات التي تقدمت متأخرة.
مسألة التصحيح ليست بالبسيطة ففيها تعقيدات هي الأخرى، حيث انحصرت إمكانيات التصحيح في خيارات محدودة تحتكم، مما جعل نائب رئيس الهيئة يعلن أن قائمات حزبية وائتلافية ومستقلة سقطت رسميا لعدم قدرتها على استغلال فترة التصحيح.
من بين القائمات التي يشير إليها قائمة الجبهة الشعبية بدائرة سيدي بوسعيد التي وقع إسقاطها لان القائمة التكميلية تضم مرشحين غير مسجلين في الدائرة، وبحذف ترشحهما يصبح عدد أعضاء القائمة التكميلية اقل من 3 وهذا يسقط أليا القائمة.
تفاصيل تقنية عديدة تؤدي إلى إسقاط القائمات، حيث أكد البرينصي أن أكثر من 100 قائمة ستسقط، وهذا الرقم مرشح للارتفاع بعد استكمال عملية جمع المعطيات من الهيئات الفرعية الـ27، التي أغلقت أمس أبواب التصحيح أمام القائمات وينتظر أن تكون قد أرسلت معطياتها المتعلقة بالقائمات المقبولة والمسقطة اليوم وفق ما أكده عضو الهيئة فاروق بوعسكر.
المعطيات ستتضمن أسباب إسقاط القائمات، هذا ما أشار إليه البرينصي الذي حدد الأسباب المؤدية لإسقاط قائمة، ومنها نقص الوثائق وعدم استكمالها في فترة البت، والوثائق المقصودة هي وثيقة خلاص الاداءات البلدية والجبائية وان تعلق الأمر بعدد الأحزاب فوثيقة تثبت أنها قامت بإرجاع قيمة التمويل العمومي للحملة الانتخابية في 2014 ، أو عدم تحقيق شرط التناصف الأفقي والعمودي وحصة الشباب في القائمات بعد التعديل، أو وجود أقارب في نفس القائمة.
أسباب ادت لسقوط قائمات، حددها أنور بن حسين، عضو الهيئة، وقسمها على صنفين، قائمات مرفوضة مباشرة وهي قائمات غير قابلة للتصحيح والتي لم يقع تنبيه أصحابها بضرورة الإصلاح، والصنف الثاني هو القائمات التي لم تقم بالتصحيح في الآجال القانونية، وهو 24 ساعة، والتي ستمنح اليوم فرصة للتدارك قبل الإعلان رسميا يوم السبت. بن حسين أكد أن الأرقام النهائية للقائمات المقبولة ستتجاوز 2000 بقليل، في تلميح إلى إمكانية سقوط 100 قائمة.
تلميح الهيئة الى اسقاط قائمات حزبية دون تحديد هوية الاحزاب يقابله، توفر معطيات تشير الى ان نداء تونس اسقطت له على الاقل قائمة رشحت عن دائرة شنني بقابس، ليفقد بذلك تصدر المشهد مع حركة النهضة، خاصة وان الاخيرة وعلى لسان رئيس مكتب الانتخابات والحكم المحلي محسن النويشي، قامت بالتدارك وتعديل قائماتها، لترشح على رأس بلدية سيدي بوسعيد امرأة لتحقيق التناصف الافقي، كما قامت باستكمال وثائق ثلاث قائمات اخرى.
عملية التصحيح شملت ايضا قيام الاتحاد المدني بتغيير صفة عدد من قائماته الائتلافية الى قائمات حزبية لتجنب اسقاط بعضها بسبب عدم تحقيق شرط التناصف الافقي كما قال جنيدي عبد الجواد القيادي بالاتحاد في تصريح سابق لـ«المغرب».
ساعات قليلة وتعلن الهيئة بالتفصيل عن القائمات المرشحة رسميا للانتخابات، مع ترك باب الطعن مفتوحا لمن سقطت قائماته الى غاية الثلاثاء القادم، وبهذا تختتم مرحلة جديدة في مسار الانتخابات البلدية، وتنطلق اخرى.