ومعها تنتقل القائمات الى مرحلة جديدة في العملية الانتخابية، ومن بين القائمات قائمات حركة نداء تونس الـ350، التي اكد عبد العزيز القطي انه وقع تدارك مسألة التناصف فيها ، كما اعلن عن اهداف حزبه في الاستحقاق البلدي وذلك في حوار مع «المغرب» شدد فيه القيادي وعضو مجلس النواب على ان النهضة تمثل خطرا على تونس ان فازت في الانتخابات البلدية.
• تشير الى ان حزبكم أثبت انه الاول في البلاد رغم الحملات التي استهدفته، كيف تعتبر انكم اثبتم ذلك؟
الجميع يعلم ما حصل في نداء تونس بعد الانتخابات 2014، لقد شهدنا مشاكل وانشقاقات، وتعرض الحزب وقياداته لحملة تشويه وسباب، على منابر التواصل الاجتماعي او المنابر الإعلامية، كل هذا كان بهدف إضعاف النداء لان البعض من اصحاب القلوب المريضة والعقول المتحجرة راهن على ان نداء تونس قد انتهى وطرح البعض على انفسهم انهم الورثاء الشرعيون لهذا الحزب الذي حسب رؤيتهم الضيقة قد ولى ولا يمكنه ان يصمد طويلا لكن أثناء الانتخابات البلدية في جزئها الاول وهو اعداد وتقديم القائمات اثبت النداء مرة اخرى انه الحزب الاول وتمكن من ايداع قائماته في كافة الدوائر بأريحية مثبتا انه حزب كبير يمثل كل التونسيين، وقد لمسنا هذا في الاقبال الكبير للمشاركة في القائمات وتاكد مرة اخرى ان النداء مشروع جماهيري يسكن وجدان اغلب الشعب التونسي.
• اشرت الى ان الحزب قدم قائماته بأريحية والحال انه لم يستجب للتناصف كما انه واجه صعوبات وفق قادته؟
الحزب قدم قائماته بكل اريحية وليس هنالك اية صعوبات ودليلنا على ذلك انه يمكن ان نقدم 350 قائمة اخرى، اما مسالة التناصف فنحن بصدد المعالجة بعد تلقينا لمراسلة وجهتها لنا الهيئة واليوم سنقوم بالتصحيح لتحقيق التناصف الافقي، الذي لم يحقق منذ البداية بسبب عدم اقتناع بعض الهياكل في الجهات بأن تكون امرأة على راس القائمة والان الحزب بهياكله المركزية تدخل للاصلاح.
• أنتم وحركة النهضة حققتم 350 قائمة والتنافس ينحصر بينكم فهل سيكون على قاعدة «التوافق» ام الصراع؟
تاكد مرة اخرى ان في تونس مشروعين، المشروع الوطني المدني الديمقراطي الحداثي ومشروع الاسلام السياسي وعليه فان التنافس سيكون بين هذين المشروعين وبقية مكونات المشهد، والقاعدة ستكون التنافس الديمقراطي الشريف في اطار الدستور والقانون، والتنافس سيكون على اشده باعتبار ان الحكم المحلي له تبعات مباشرة على الحكم المركزي في الاستحقاقات القادمة ولا يمكن اليوم ان ننسى ما حصل في السنوات ما قبل 2014 عندما كانت حركة النهضة في الحكم وما يمكن ان يحصل لا قدر الله لو انها ربحت الانتخابات البلدية وسيطرت على الحكم المحلي في البلاد، نداء تونس أنقذ تونس منذ نشأته بإحداثه للتوازن السياسي والتصدي لكل الانحرافات التي حصلت في فترة حكم التروكيا وكان صمام الأمان لإنقاذ تونس على مستوى الأمني بضرب الإرهاب في الصميم وإرجاع صورة تونس على المستوى الدبلوماسية الدولية بفضل خبرة الرئيس المؤسس الأستاذ الباجي قائد السبسي الذي يحاول ان ينقذ البلاد على المستوى الاقتصادي بعد حصيلة سنوات كارثية ما قبل 2014
• عاد الحديث عن الإسلام السياسي والاخوانجية، فهل هذه حملة مبكرة؟
هذا لا يمكن ان يكون برنامجنا الانتخابي، ولكن من ناحية أخرى هذا واقع سياسي يجب التذكير به والمواطن يدرك ذلك جيدا باعتبار ان خطر الاسلام السياسي في دولة مدنية مثل تونس لا يزال قائما والممثل لهذا التوجه هي حركة النهضة التي ورغم محاولات نفي ذلك او المراجعات التي تحاول ان تقوم بها فان الخطر قائم ولا يمكن الاطمئنان نهائيا لها، ويجب ان يتم التصدي للاسلام السياسي بصندوق الاقتراع وتقليص تأثيره على المشهد أكثر ما يمكن.
• تقول ان هناك خطرا على تونس ان فاز الإسلاميون بالحكم المحلي؟
نعم هناك خطر في صورة فوز حركة النهضة بالانتخابات البلدية، باعتبار ان الفوز يعنى لها «التمكين» وفق الاصطلاح المعتمد منها، والخطر ان السيطرة على مفاصل الحكم في الجهات يفتح الطريق امام النهضة للفوز بالانتخابات التشريعية او الرئاسية، وهذا ان تحقق ستفتح الابواب لهم لتطبيق مشروعهم الذي تصدى له نداء تونس وكل القوى المدنية بعد اعتصام الرحيل وإسقاط دستور 1 جوان الذي هدف لجعل تونس بلدا يحكم بالشريعة، وتكون المرأة فيه مكملة للرجل والتراجع عن مجلة الأحوال الشخصية، لكن تم اسقاط ذلك المشروع وتم انقاذ ما يمكن انقاذه بفضل حنكة الباجي قائد السبسي مع كل القوى المدنية والديمقراطية.
• تراهنون على الفوز بالمرتبة الأولى فكيف ستحققون ذلك؟
سنحقق الفوز في الانتخابات البلدية أولا بمواصلة عملية النقد الذاتي والإصلاح داخل الحزب وتقييم التجربة منذ 2014 ومصارحة الشعب التونسي بما حصل في نداء تونس وبأننا استوعبنا الدرس ونعمل اليوم على رص الصفوف والاعتبار من أخطاء الماضي وان نضع تجربتنا في الحكم بعد التعديل والإصلاح على ذمة المواطن في البلديات من اجل تحسين ظروفهم الحياتية اليومية التي تبقى دون المأمول طوال سبع سنوات منذ الثورة، هذا بالإضافة لتقديم برامج واقعية لكل بلدية نلتزم بتقديمها وانجازها والعمل على اصلاح ما فسد في السنوات الفارطة.
• ماذا لو فشلتم في إقناع التونسيين بالتصويت لكم في البلديات؟
لا اظن ان حركة نداء تونس التي اثبتت انها الحركة الاكبر وانها حزب ولد من رحم الشعب، ونجح في تقديم 350 قائمة فيما فشلت احزاب اخرى طرحت على نفسها ان تكون بديلا لنداء تونس ان تقدم ما قدمته الحركة، قد تكون غير قادرة على اقناع التونسيين بالتصويت لقائماتها. لكن عملية الإقناع تتطلب برنامج عمل واقعي لكل ولاية ولكل بلدية، وخطاب يطمئن ويقنع ويعيد الأمل للتونسيين مع التأكيد على ان اختيار رؤساء وأعضاء القائمات تم بطريقة تشاركية قدمت الأفضل في كل بلدية وسيكون لهذه القائمات وأعضائها القدرة على إقناع الناخبين من اجل التصويت لقائمات تمثل كل التونسيين.
• تقولون أنكم ضد إقصاء التجمعيين من الترشح لمكاتب الاقتراع، والحال ان نوابكم صادقوا على القانون؟
غير صحيح القانون وفصل الإقصاء مصادق عليه في القانون الانتخابي المصادق عليه في المجلس التأسيسي عندما كانت الأغلبية البرلمانية بيد الترويكا بقيادة حركة النهضة ونحن في المرة الأخيرة صادقنا على التعديلات التي تهم الانتخابات البلدية.
• كان يمكن ان تقدموا مقترح تعديل للفصل 121؟
لم يقع التفطن لذلك والتفكير فيه لان التركيز كان متجها اساسا إلى الفصول المتعلقة بالانتخابات البلدية، لكن اليوم نعمل على امكانية تقديم مقترح تعديل في الايام القادمة بخصوص الفصل 121 الذي اصبح غير ذي موجب.