في القائمات المقبولة مبدئيا لخوض الانتخابات البلدية، يعلن قادة الاتحاد المدني إنهم تقدموا في 380 دائرة بلدية بقائمات ائتلافية وحزبية ومستقلة، إعلان لم يحجب تعثر الاتحاد عن تحقيق أول أهدافه التي رسمها وهو التقدم في 48 دائرة باسمه كائتلاف، ولكن هذه العثرة يقلل أهله من أهميتها.
يوم الجمعة الماضي اعلنت الهيئة العليا المستقلة للانتخابات عن احصائيات عملية الترشح للانتخابات البلدية، جاء فيها ان عدد القائمات الائتلافية 177 قائمة، 43 منهم قائمات باسم الاتحاد المدني، هذه المعطيات استبقها الاتحاد المدني بساعات قليلة، بانه ترشح في 48 دائرة بلدية باسم الائتلاف وتقدمت احزابه بـ144 قائمة حزبية خاصة، فيما شارك ويدعم 190 قائمة مستقلة.
هذه الارقام التي قدمها الاتحاد المدني ظلت مصدرا رسميا الى حين إعلان الهيئة ان الاتحاد لم يتقدم الا في 43 دائرة، فيما تقدمت أحزاب تكونه بقائماتها واكثرهم قياما بذلك حركة مشروع تونس المتقدم بـ84 قائمة.
معطيات الهيئة جاءت لتشير صراحة ان الائتلاف تعثر في الخطوة الاولى لكن هذا لا يقر به من قبل القادة، على غرار الجنيدي عبد الجواد، المنسق العام لحزب المسار، الذي يشدد على انهم حققوا هدفهم، فالاتحاد تقدم ليشارك بقائمات ائتلافية وجبهوية ومواطنية، ويشير الى أنّ حزبه اختار ان لا يتقدم بقائمات حزبية بل بقائمات مواطنية تقدمت كقائمات مستقلة تتركب من اعضاء الحزب ومستقلين.
كلمات القيادي بالمسار تتقاطع مع تصريح عصام الشابي، الامين العام للحزب الجمهوري، الذي قال لـ«المغرب» ان الاتحاد المدني منذ البداية رسم هدفه و قال انه سيتقدم في حوالي 48 دائرة، تعهد بمحاولة الوصول قال الشابي انهم اقتربوا من تحقيقها لكن بعض العراقيل حالت دون ذلك كما ان عامل الوقت لم يسمح بتجاوزها.
الشابي الذي قال ان الاتحاد المدني كان قريبا من مضاعفة عدد48 قائمة لم يغفل عن الاشارة الى ان الاتحاد وجد طريقة اخرى، فتقدمت مكوناته بقائماتها الخاصة، على غرار المشروع وافاق والمبادرة، فيما تقدمت احزاب بقائمات مستقلة عن حزبه الذي تقدم بـ53 قائمة مواطنية.
عصام الشابي الذي شدد على ان الاتحاد تقدم بـ380 قائمة متفرقة على الاصناف الثلاثة، ائتلافية حزبية مستقلة، اعتبر ان البعض يحاول ان يقزم ما قام به الاتحاد، وبالتحديد حركتي النهضة والنداء اللتين قال الشابي انهما تريدان تقديم الاتحاد في صورة القزم الذي عجز عن تحقيق هدفه لخشيتهما من نجاحه في توحيد القوى الديمقراطية. محاولات قال عصام انه سيقع الرد عليها بالارقام. والارقام تقول ايضا ان الاتحاد عجز عن التقدم في 5 دوائر بلدية خطط لها، من بينها دائرة سكرة والشابة وجندوبة المدينة وسوسة المدينة والكرم، حيث لم يتمكن الاتحاد لاسباب عدة من استكمال قائماته.
في انتظار عملية التقييم التي ستقوم بها الاحزاب لمبادرة الائتلاف، من بينها آفاق تونس الذي قال رئيس مكتبه السياسي انهم سيعقدون في الايام القادمة اجتماعا تقييميا للتجربة من اجل الوقوف على اسباب عدم استكمال القائمات الـ48 فالقيادات المركزية للائتلاف المتكون من 11 حزبا ومستقلين لا تعلم بعد اسباب التعثر، خاصة وان التقارير اليومية كانت تشير الى ان القائمات الجاهزة يتجاوز عددها 48. لكن ممثلي الاحزاب في الجهات يبدو انه تعذر عليهم الوصول الى اتفاقات في الساعات الاخيرة مما ادى الى عدم تقديم القائمات، كما يشير الهلالي.
قادة الاتحاد المدني، يدركون جيدا ان تجربتهم انطلقت متعثرة، فعدم تحقيق الهدف مهما كانت اسبابه يكشف لهم صعوبة العمل المشترك من جانب كما يكشف عدم اكتمال النقاشات، فان كانت الهياكل المركزية للاحزاب قد انخرطت فلاتزال الهياكل الجهوية تحترز.