الحرائق بالمبيتات المدرسية جعل من القائمين على الشأن التربوي من سلط جهوية ونقابية ترجح كفّة العمل الاجرامي المتعمد في انتظار استكمال الابحاث القضائية.
لا تزال الابحاث متواصلة في اسباب نشوب حريق اعدادية 25 جويلية بتالة من ولاية القصرين في 6 فيفري المنقضي والذي أسفر عن وفاة تلميذتين وقد تعهد قاضي التحقيق بالمحكمة الابتدائية بالقصرين بملف حريق مبيت تالة وتم وفق ما افاد به الناطق الرسمي باسم المحكمة الابتدائية لـ«المغرب» انه تم تسخير خبراء من اجل المعاينة..
15 حريقا بالقصرين
ووفق بعض الاحصائيات من قبل وزارة التربية والتي اعدتها على خلفية حريق مبيت تالة فان ولاية القصرين شهدت 15 حريقا طال المبيتات منذ 2011 الى غاية اليوم .
اخر هذه الحرائق كانت صباح امس حيث نشب حريق في اعداديّة ابو بكر القمودي بسيدي بوزيد المدينة اسفر عن اضرار مادية طفيفة، وقد سبق ان نشب حريق في ساعة متأخرة من الليل في 13 من الشهر الجاري في مبيت للفتيات في المعهد الثانوي بكسرى وخلف أضرارا مادية دون أن يخلف أضرارا بشرية، كما نشب حريق اخر في مبيت الفتيات بمعهد بوزقام من معتمدية القصرين الجنوبية في الثامن من نفس الشهر وقد تم فتح تحقيق في مختلف هذه الحوادث ولم تصدر نتائج أي تحقيق الى حد الان باعتبار ان الفحوصات الفنية تتطلب وقتا ومن الممكن ان تستغرق اشهرا وفق نفس المصدر القضائي.
الحريق الاخير بمبيت الذكور بالمدرسة الاعدادية ابوبكر القمودي بمدينة سيدي بوزيد والذي اندلع وفق المدير الجهوي للتربية بسيدي بوزيد حسين العكرمي في الليل كان باحدى الغرف. التابعة للجزء المخصص للذكور وبفضل تدخل اعوان الحماية المدنية و اعوان الامن تم اجلاء كافة التلاميذ و ايواءهم باحدى القاعات. و قد تسبب هذا الحريق في احتراق عدد من الحشايا والاسرّة والخزانات الحديد ية مع اضرار اخرى طالت سقف الغرفة.و لم يصب اي من التلاميذ وفق العكرمي الذي افاد انه يستبعد ان يكون الحريق ناجما عن تماس كهربائي وان السلطات القضائية هي التى ستتولى الامر.
هذا و تعطلت الدروس بالمؤسسة المذكورة يوم امس حيث طالب المربون المسؤولين بضرورة الكشف عن الجناة خاصة ان كل المؤشرات تشير الى ان ما حدث كان بفعل فاعل.و من جانبها قامت الجهات الامنية بالجهة بفتح تحقيق في الغرض للكشف عن ملابسات هذه الحادثة.
تقصير واهمال
الجامعة العامة للتعليم الثانوي نبهت الى الوضعية المتردية للمبيتات المدرسية وطالبت بضرورة صيانتها وقد أمكن لها الحصول على تعهدات من قبل سلطة الاشراف حول مبيت تالة لكنها لم تلتزم بتطبيق التزاماتها، وتؤكد الجامعة ان الذهاب من قبل مسؤولي وزارة التربية الى ان الاحداث المتواترة للحرائق بالمبيتات مفتعلة هو تنصل وتهرب من المسؤولية على حد قول الكاتب العام للجامعة العامة للتعليم الثانوي الاسعد اليعقوبي لـ«المغرب».
اليعقوبي اعتبر في تعليقه على احداث الحريق الاخير ان تواتر هذه العمليات ناتج عن اهمال وتقصير تجاه هذا المرفق وان الجامعة لا تعتمد على تقارير الوزارة وانها لايمكن ان تكون محايدة ولذلك دعت الجامعة الى فتح بحث تحقيقي مستقل في مختلف هذه الحوادث وخاصة منها حريق مبيت 25 جويلية بتالة يشمل اطارات ومسؤولي الوزارة ولكن اليوم مرّت 15 يوما على ذلك ولا وجود لاي معلومات حول المسالة .
وقد شدد اليعقوبي على ان الجامعة لا تعتمد على منطق المزايدة ولكن الواقع هو ان نسبة كبيرة من التلاميذ في المبيتات مهددين امام تقصير واضح من قبل سلطة الاشراف خاصة وان وضعية عدد من المبيتات سيئة والوزارة على علم بذلك.