الهيئة العليا المستقلة للانتخابات، قبل ان يتطور اللقاء ويصبح اللقاء تحالفا انتخابيا باسم « الاتحاد المدني» الذي يضم 11 حزبا ومستقلين يراهنون على ان يحصدوا نتائج ايجابية في الانتخابات البلدية ماي 2018، «المغرب» التقت عصام الشابي الامين العام للحزب الجمهوري احد احزاب الاتحاد في الحوار التالي:
• أعلنتم في الاتحاد المدني أنكم ستترشحون في 48 بلدية اليوم ماهي المرحلة التي بلغتموها ؟
هذا الإعلان كان مبدئيا استند الى دراسة الوضع الانتخابي وعامل الوقت الذي مثل تحديا كبيرا أمامنا فوصلنا إلى أن الاتحاد بمكوناته الـ11 لن تكون عملية تكوين قائماته الانتخابية بالمسألة الهينة وهذا يضاف لعملية اختيار رؤساء القائمات والاستجابة للشروط المجحفة التي لا خيار إلا الإذعان لها .
كل هذا جعلنا نختار التقدم مبدئيا في 48 دائرة وهي اكبر الدوائر على تراب الجمهورية
• هل انتهيتم من ضبط القائمات ؟
هناك تقدم في الاستعدادات لكن لم ننته بعد من بناء القائمات رئاسة وأعضاء وتناصفا .العملية تأخذ وقتا إذ يجب الاختيار والقيام بعملية غربلة للمرشحين والوقوف على استجابة المترشحين للمعايير والضوابط القانونية إضافة للمعايير التي اتفقنا عليها في إطار الاتحاد وضمنت في محضر اتفاق يوم الأربعاء الفارط ووزعت على كل الدوائر البلدية التي سنتنافس فيها.
• ماهي هذه المعايير ؟
هي معايير موضوعية تبتعد بالقائمات المرشحة عن منطق المحاصصة الحزبية حيث صغنا معايير تهدف لعكس التنوع تمنح الأولوية في رئاسة القائمات للمستقلين وتعطي أيضا الأولوية للمرأة لرئاسة القائمات إضافة لمعايير أخرى سيقع إسقاطها على عملية ضبط القائمات وفي عملية الفرز وأهلية التقدم في قائمات الاتحاد المدني كما وضعنا آلية للحسم والتصويت والأخرى للتحكيم ان وجد خلاف وأكيد سيكون.
هذه التحضيرات نهدف بها الى الانتهاء من ضبط القائمات يوم الأحد القادم كموعد أقصى لتقدم الجهات قائماتها في الدوائر 48 وننطلق من يوم الاثنين في عملية الضبط النهائية عبر اجتماع للأمناء العامين للأحزاب والمستقلين
• اي ستتقدمون بقائماتكم يوم الخميس 15 فيفري ؟
نتمنى ان نكون جاهزين قبل موعد الخميس والأكيد أننا سنتقدم في الآجال القانونية وفي اقرب وقت ممكن وهذا سينطبق على الدوائر 48 وهنا اشدد على أن العمل في إطار الاتحاد المدني يتجاوز هذا العدد بكثير .
• كم من دائرة ستتقدمون فيها ؟
لا يمكن تقديم عدد دقيق الآن هناك طلبات من الجهات الداخلية للانخراط في هذا المسار وهذا يجعل من الممكن بلوغ رقم 100 دائرة
• أشرت الى انه من بين هذه المعايير أولوية ترؤس المستقلين والمرأة للقائمات ؟
المعايير تتضمن أولوية المستقلين والمرأة والشباب والإشعاع المحلي.
• هناك خلاف بين حزبين على قائمة بلدية تونس المدينة واحدهما رشح تجمعيا ؟
حقيقة هذا لم يطرح فلا احد من الأحزاب قدم مرشحا تجمعيا وتم الاعتراض عليه. وبالنسبة لبلدية تونس هي بلدية رمزية حيث تعتبر أهم بلدية على مستوى الجمهورية ونحن نعمل من اجل الوصول الى شخصية تجسد معاييرنا ومنها أن يكون مستقلا وله معرفة بالميدان وبالعاصمة ومشاكلها ومشاغل سكانها وله رؤية لتطوير أحياء العاصمة وله إشعاع وقدرة.
• هذا قد لا يتوفر لاي من مرشحي الأحزاب الا أمنائها العامين ؟
الأمناء العامون لحد علمي لا يوجد من تقدم أوعبر عن رغبته أو نيته الترشح في البلديات القادمة دون أن يكون هناك قرار بهذا الشأن. و هناك وجوه وأسماء مطروحة ووقع الاتصال بها والارجح ان تكون شخصية مستقلة على رأس قائمتنا المرشحة في بلدية تونس .وشخصية مستقلة لا يعني انها ليست شخصية سياسية وبعيدة عن الاحزاب بل هي شخصية لها تجربة سياسية
• حاليا النهضة تناقش ترشيح عبد الفتاح مورو ونداء يتجه لترشيح كمال ايدير شخصيتان لهما وزن وإشعاع وهذا يعسر مهمتكم ؟
اقول لك ان الاتحاد المدني سيكون في بلديات تونس العاصمة والاتفاق هو ان شخصية مستقلة ستكون على راس القائمة ولو كان الأمر يتعلق بالجمهوري ومن يرشح لكانت الإجابة عن هوية هذا المترشح سهلة ولكننا في اطار الاتحاد المدني الذي ندرك ان عوده لايزال اخضر نعمل على توفير كل عوامل النجاح له وعليه فان الامر متروك الى حين استقرار الرأي على اسم مرشح الاتحاد وسنعلن عنه خلال الايام والساعات القادمة وهو بالتاكيد سيكون شخصية مستقلة وملمة بقضايا العاصمة ومشاغلها وسبل تطويرها وتطوير الاحياء التاريخية لها اضافة لتقديم خدمات بلدية محترمة وناجعة لسكانها ونحن نعمل على توفير كل عوامل النجاح ليكون لمرشحنا القدرة على اقناع الناخبين الى جانب اسم الاتحاد المدني .
• انتم من المرجح ستتقدمون في 100 بلدية وهي تغطي حوالي %60 من الوزن الانتخابي الوطني. هذا يعني ان رهاناتكم اكبر من مجرد المشاركة ؟
فعلا فالبلديات 48 تمثل حوالي %40 من نسبة الناخبين الوطنية اضافة للبلديات الاخرى وهذا يجعلنا ننافس بقية المرشحين لدى %60 او اقل من الناخبين وطنيا.
ونحن اعلنا عن التزامنا بتقديم قائمات في 48 دائرة وقد تركنا الحرية لمكونات الاتحاد لتختار كيف تتقدم للبلديات والكثير منهم قرروا ان ينخرطوا في هذه العملية. ونحن لا اعتراض لنا ولا موانع غير الالتزام بالارضية والمعايير التي وضعناها
• اكثر وضوحا الرهان الانتخابي الذي ترفعونه وانتم تتنافسون لتحقيق مرتبة متقدمة في التصويت ؟
قبل الاجابة عن هذا اريد الاشارة الى اننا سندعم القائمات المستقلة وسنوصي الجهات بالعمل على دعم المستقلين فعليا ليحافظوا على نسق عملهم خاصة ان كانوا في مرحلة متقدمة من اعداد قائماتهم وهذا سيشمل كل القائمات المستقلة التي نقف واياها على ذات الارضية فهدفنا ان نوحد اكبر ما يمكن من قوى المجتمع المدني الديمقراطية والتقدمية للقضاء على التشتت.
وهناك امكانية بان لا نترشح في الدوائر التي ندعم فيها قائمات مستقلة بما في ذلك في البلديات الـ48 التي اعلنا عنها. فالمهم هو ان تصل رسالتنا السياسية التي تقول بان الاتحاد المدني ليس تجمع الاحزاب فقط بل هو تجمع لها وللمستقلين والنشطاء ان نعبر عن انفتاحنا الفعلي على المستقلين لا ان نكتفي برفعه كشعار فقط.
• هذا لا يجيب عن رهانكم الانتخابي هل تراهنون على المراتب الثلاث الاولى في الدوائر التي تنافسون فيها ؟
سننظر في تحديد معايير التقييم لنقف على ما هو النجاح وماهو الفشل لان هذا الاتحاد كون قبل الانتخابات باسابيع قليلة وهو يسابق الزمن ويذلل من الصعوبات التي يواجهها نحن راضون عن عملنا وعن الصدى الايجابي الذي وجدناه لدى عموم الناس الذين ينظرون بايجابية لمحاولة تجميع الصفوف والقضاء على التشتت، فالتونسيون اصيبوا بخيبة امل بعد الانتخابات واحسوا بانهم تعرضوا الى خيانة وتلاعب انتخابي، والاتحاد المدني يحاول ان يحدث توازنا جديدا وان يعيد الامل للتونسيين بان التغيير ممكن وان بداية التغيير تنطلق من البلديات
• هذا لا يحدد رهانكم ؟
الرهان الذي نرفعه هو ان ننجح موحدين في مواجهة الاستحقاق الانتخابي ان نقدم قائمات انتخابية تكون مقبولة لدى الراي العام وينظر اليها على انها بنيت للنهوض بالمحليات والبلديات وليس على منطق المحاصصة الحزبية. وان تضم قائماتنا كفاءات تعيد الامل وتؤكد ان هناك تونسيات وتونسيين قادرون على ادارة الشان العام بطريقة مختلفة ورهاننا ان نكسب ثقة التونسيين اما عن النسبة التي نطمح لتحقيقها فلم نحددها بعد لكننا متاكدون انها ستكون نسبة محترمة تمنح لهذا الاتحاد قوة مستقبلية تمكنه من بناء مرحلة ما بعد الانتخابات هذا رهاننا
• النسبة هي التي تحدد النجاح من عدمه ؟
النجاح اولا في مواجهة هذا الاستحقاق والمشاركة فيه بحملة انتخابية وأدوات جديدة وتحرك ميداني مغايرة للحملات الاخرى وطبعا عيننا على النجاح في كسب ثقة التونسيين
وليس مطروحا علينا الفوز بالاغلبية اما ان نكون من القوى الرئيسية في هذه الانتخابات فنعم.
• كونكم من القوى الرئيسية هذا سيفرض وضعا جديدا عليكم كاتحاد خاصة في تحديد الاحزاب لموقعها السياسي بوضوح ؟
النجاح يدفع الناس الى عدم التفريط فيه أكيد انه سيقع تقييم التجربة الانتخابية والنظر في استحقاقات 2019 وماهي التوجهات والمحاور التي يجب ان نتفق عليها اضافة الى تموقعنا الحالي اذ لا بدّ ان نكون على نفس التموقع ونفس الخطاب الموحد والعميق وهنا اكيد ستطرح عدة اشكاليات على قاعدتها سننظر ان كان لايزال بامكان الاتحاد ان يتوجه للتونسيين في الاستحقاقات الوطنية الكبرى موحدا كما هو الان او ربما يعزز صفوفه او قد تتغير التركيبة نحن املنا ان يقدم الاتحاد فرصة وتوجها اخر لتونس.
اليوم هناك رغبة في القيام بالسياسة بطريقة مختلفة عما هو موجود وان يستفيد الجميع من تجاربه السلبية فالجميع في الاتحاد عانى منها اذ يجب اليوم ان يكون للديمقراطيين موقع في الساحة والبلاد فلا يمكن ان نركز الديمقراطية في غياب الديمقراطيين وهؤلاء لا يجدون الان اطارا يمكنهم من ممارسة تاثير تغيير الواقع، ربما هذا الاتحاد او ما سينبثق عنه بعد الانتخابات البلدية سيكون الاطار لجمع الديمقراطيين واحداث التغيير الذي بات ضروريا.