متوجهة نحوه وسط مخاوف من عزوف المواطنين عن المشاركة فيها خاصة وأن نتائج سبر الآراء تبين ارتفاع نسبة العزوف بسبب فقدان الثقة في الأحزاب ولعلّ نتائج الانتخابات الجزئية بألمانيا خير دليل على ذلك فنسبة المشاركة فيها لم تتجاوز 5 بالمائة من الناخبين المسجلين. اقتراب الموعد جعل من الهيئة العليا المستقلة للانتخابات في سباق ضدّ الزمن لترفع من نسق تحضيراتها واستعدادتها لهذه المحطة الانتخابية المهمة والمقرر تاريخها يوم 6 ماي 2018.
حسب الروزنامة التي وضعتها هيئة الانتخابات للانتخابات البلدية التي سينبثق عنها انتخاب أعضاء المجالس البلدية في 350 منطقة بلدية، فقد أنهت مرحلة التمديد في تسجيل الناخبين من 19 ديسمبر المنقضي إلى 6 جانفي الجاري ثمّ مرحلة قبول الاعتراضات والطعونات على قائمة الناخبين المسجلين بالانتخابات البلدية، من 13 إلى غاية 15 جانفي الجاري، وفي هذه المرحلة تلقت هيئة الانتخابات 20 اعتراضا، قبلت منها اعتراضين اثنين فقط في حين رفضت العدد الباقي، علما وأن المنافسة ستكون على أكثر من 7 آلاف مقعد دون اعتبار القائمات التكميلية، لتعكف حاليا على التحضير لمرحلة قبول الترشحات التي ستنطلق يوم 15 فيفري المقبل.
مرحلة التكوين تتواصل إلى 12 فيفري المقبل
محمد التليلي المنصري رئيس الهيئة العليا المستقلة للانتخابات أكد لـ«المغرب» أن الهيئة تنطلق بداية من اليوم السبت 27 جانفي الجاري في ماراطون التكوين للمنسقين وأعوان الإدارة أي المسؤولين الفنيين والمكلفين بالمصالح المشتركة على مستوى الجهات لمدة يومين وسيشارك فيها مجلس هيئة الانتخابات والإدارة التنفيذية، مشيرا إلى أن ماراطون التكوين سيتواصل إلى غاية 12 فيفري المقبل، كل أسبوع مجموعة تضمّ حوالي 100 عون، على أن تنطلق فيما بعد مرحلة قبول الترشحات، بعد 3 أيام من انتهاء مرحلة التكوين، وأضاف أن هناك لقاء مفتوحا يوم الثلاثاء المقبل مع الأحزاب السياسية ومنظمات المجتمع المدني لشرح كل إجراءات وشروط الترشحات وتوزيع دليل الترشحات، 6 آلاف نسخة، دليل يضمّ كافة التفاصيل في هذا الشأن من الشروط العامة إلى الشروط الخاصة إلى الشروط المتعلقة بالقائمات الأصلية وكذلك القائمات التكميلية والقائمات الحزبية والائتلافات وكذلك التفاصيل حول من يقدم الترشح ومتى وكيف وأين يقدمه إلى جانب إجراءات التصحيح والاعتراضات والطعون والمحاكم المختصة والوثائق اللازم تقديمها وغيرها من التفاصيل الموجودة في دليل الترشحات.
قبول اعتراضين اثنين بسبب أخطاء مادية
رئيس الهيئة أوضح أيضا بخصوص الاعتراضات على قائمة المسجلين، أن الهيئة تلقت 20 اعتراضا من مختلف ولايات الجمهورية وتمّ قبول اثنين فقط لوجود أخطاء مادية، مشددا على أن آجال الطعون قد انتهت والهيئة بصدد تحيين السجل الانتخابي بصفة نهائية وطباعته وتوزيعه على الدوائر الانتخابية ، 350 دائرة، توزيعه مع المواد الحساسة أي بطاقات الاقتراع التي سيتم الانطلاق في إعدادها بعد الإعلان عن القائمات النهائية للترشحات، حيث من المنتظر أن يتم الانطلاق في طباعتها بداية من 26 مارس 2018 وهو يتزامن مع آخر اجل للطعون استئنافيا. ويشار إلى أنّ عدد المسجلين في الانتخابات يبلغ 5 ملايين و373 ألف و845 ناخبا وقد تمّ خلال مرحلة التسجيل الاستثنائية تسجيل ألفين و238 تسجيلا إضافيا مع الإشارة إلى أن 36 ألفا و55 امنيا وعسكريا قد سجلوا في الانتخابات أي ما يمثل نســـبة 0.67 % من السجل الانتخابي. هذا وتقدر الكلفة الجملية الأولية لهذه المحطة الانتخابية بحوالي 60 مليون دينار.
مجلس الهيئة لم ينظر في تكليفات نداء تونس
وبالنسبة إلى مجلة الجماعات المحلية، قال رئيس الهيئة إن رئيس مجلس نواب الشعب محمد الناصر قد تعهد بالمصادقة على هذه المجلة قبل موعد الانتخابات أي في شهر فيفري المقبل على أقصى تقدير. وفيما يتعلق بمسألة تكليف نداء تونس وزراء من الحكومة والمستشارين تابعين له لمتابعة الانتخابات البلدية، أكد المنصري أن مجلس الهيئة مازال لم ينظر في المراسلات التي وجهتها 3 أحزاب، حركة الشعب والحزب الجمهوري وحركة تونس أولا، بخصوص هذه التكليفات ومن المنتظر أن يبت فيها في اجتماع يوم الاثنين القادم.
ويذكر أن الهيئة العليا المستقلة للانتخابات كانت قد أعلنت أن الفترة الانتخابية الخاصة بالانتخابات البلدية ستنطلق يوم 13 فيفري المقبل على الساعة صفر إلى غاية موعد الاقتراع المقرر ليوم 6 ماي 2018، وتنقسم الفترة الانتخابية إلى ثلاث مراحل وهي ما قبل الحملة وتنطلق من 13 فيفري إلى غاية 13 أفريل 2018 تليها مرحلة الحملة التي تنطلق من 14 أفريل إلى غاية 4 ماي المقبل ثم فترة الصمت الانتخابي يوم 5 ماي 2018. كما ستتعاقد الهيئة طيلة فترة الحملة الانتخابية مع أكثر من 2045 من الأعوان المختصين في مراقبة الحملة الانتخابية. فيما سيتم يوم الاقتراع تجنيد أكثر من 52000 من المتعاقدين في خطة أعضاء ورؤساء مراكز ومكاتب الاقتراع.