وهما تواصل ارتفاع منسوب التشاؤم عند التونسيين والذي يناهز حوالي %80 (%78.4) للشهر الخامس على التوالي والتراجع الهام في نسبة الرضا عن أداء رئيس الحكومة بسبع نقاط ونصف وعن رئيس الجمهورية بحوالي أربع نقاط..
ولئن بقي مجموع الرضا عن أداء يوسف الشاهد مرتفعا رغم ذلك (%74.2) فإنّ نسبة عدم الراضين عن أداء رئيس الجمهورية تتجاوز اليوم نسبة الراضين عنه (%52.2 من عدم الراضين مقابل %46.5 من الراضين) وكنتيجة للتراجع الحاد بالنسبة لرئيس الحكومة فقدانه المركز الاول في مؤشري الثقة الكبيرة والمستقبل السياسي لفائدة النائبة عن التيار الديمقراطي سامية عبو.
يتواصل منسوب التشاؤم مرتفعا للغاية في تونس إذ يناهز للشهر الثالث على التوالي أربعة أخماس المستجوبين (%78.4) وعندما نلاحظ تطور هذه النسبة منذ عيّن يوسف الشاهد على رأس الحكومة في أوت 2016 نلاحظ وجود مرحلتين تفاعل معهما الرأي العام ايجابيا : الأولى كانت في الأشهر الأولى إذ نزل منسوب التشاؤم إلى %60.7 في نوفمبر 2016 بعد أن كان في أوت 2016 بـ%76.6 والثانية تتناسب مع بدء الحملة على الفساد إذ نزل هذا المنسوب إلى أدناه منذ افريل 2015 وحقق %52.1 من المتشائمين فقط في جويلية 2017 وذلك شهرين فقط بعد بلوغه الذروة المطلقة في هذا الباروميتر بـ%80.1..
ولكن مع مرور الأشهر عاد التشاؤم إلى مستويات عليا ويبدو اليوم وكأنه مستقر في حدود %78 من المستجوبين ..
عندما تكون النسبة مرتفعة بهذا المستوى يصبح التشاؤم ظاهرة عامة لا تنجو منها جهة أو فئة اجتماعية أو عمرية أو معرفية فالكل في التشاؤم تونس كما يمكن أن يقال ..
ولكن يمكن أن نلاحظ فئات وجهات أكثر تشاؤما من غيرها.
على المستوى الجهوي ولاية صفاقس هي الأكثر تشاؤما بينما تكون ولايات الجنوب الغربي (قفصة وتوزر وقبلي) الأقل تشاؤما بـ%71.8..
النساء هن نسبيا أكثر تشاؤما من الرجال وكذا الفئات الشعبية مقارنة بالطبقة المرفهة ولكن الفارق في كل الحالات لا يتجاوز سبع نقاط ..
نفس الظاهرة نلاحظها في المستوى المعرفي إذ نجد أن الأميين هم الأكثر تشاؤما مقارنة بأصحاب مستوى التعليم الثانوي والجامعي..
ولكن عنصر السنّ هو العامل الأكثر تأثيرا في معنويات التونسيين فالشباب ما بين 18 و25 سنة متشائمون للغاية (%86) بينما الأقل تشاؤما هم من تجاوزوا الستين (%66.9) وبقدر التقدم في السنّ تتراجع نسبة التشاؤم في بلادنا ..
يمكن أن نقول بأن نموذج المتشائم في بلادنا هي امرأة شابة من الطبقة الشعبية من ولاية صفاقس ولم تذهب إلى المدرسة ،أمّا النموذج الأقل تشاؤما فهو رجل تجاوز الستين من ولايات الجنوب الغربي من الطبقة الميسورة وذو مستوى تعليمي جامعي..
ولكن الثابت على كل حال هو أن التشاؤم هو السمة الغالبة على كل التونسيين مهما كان جنسهم وولايتهم وسنهم ومستواهم الاجتماعي والمعرفي ..
تراجع كبير في الرضا عن أداء رأسي السلطة التنفيذية
مازال رئيس الحكومة يحظى بنسبة مرتفعة من الرضا عن أدائه وذلك منذ جويلية الماضي ومباشرة بعد الاعتقالات التي شملت بارونات التهريب وشبكات الفساد ولكن خلال الشهر الماضي تراجعت درجة الرضا بنسبة كبيرة (سبع نقاط ونصف ) لتكون في مستوى %74.2 بعد ان تجاوزت في الشهر الماضي الثمانين (%81.7) كما ينزل رئيس الجمهورية مرة أخرى تحت مستوى النصف (%46.5 فقط من الراضين عن أدائه ) بعد خسارته لحوالي أربع نقاط..
ويبقى الفارق مرتفعا جدّا بين راسي السلطة التنفيذية ولكن في مسارات متلازمة إلى حدّ ما فهما بصفة عامة يصعدان معا وينزلان معا كذلك.
سامية عبو من جديد في الطليعة
يوسف الشاهد لم يفقد فقط نقاطا كثيرة كرئيس للحكومة ولكن كذلك كشخصية سياسية (ست نقاط ونصف) مسجلا بذلك اكبر نسبة تراجع بالنسبة للشخصيات السياسية وهذا ما سمح للنائبة سامية عبو بافتكاك الصدارة منه من جديد والاثنان هما الآن تحت عتبة %40 من نسبة الثقة الكبيرة في الشخصيات السياسية
الملاحظ انه من بين 23 شخصية عامة اثنان فقط يتجاوزان عتبة %30 وهما سامية عبو ويوسف الشاهد وخمسة فقط عتبة ما بين %20 و%30 وهم على التوالي الصافي سعيد وناجي جلول وعبد الفتاح مورو ومحمد عبو والباجي قائد السبسي بينما نجد 14 سياسيا دون عتبة %10 بما يفيد ضعف الثقة بين الرأي العام وعموم السياسيين..
وإذا كان ثنائي الطليعة يتركب دوما من سامية عبو ويوسف الشاهد هذه الأشهر الأخيرة ،فان ثنائي المؤخرة قار هو بدوره ويعود فيه «الامتياز» إلى حافظ قائد السبسي وبرهان بسيس..
ولئن تفوقت سامية عبو على يوسف الشاهد في مؤشر الثقة الكبيرة ولكن المرتبة الأولى تبقى عند صاحب القصبة في مؤشر الثقة الإجمالية..(الثقة الكبيرة + الثقة النسبية) وبفارق هام (9 نقاط) في حين يحافظ صاحبا المؤخرة في مؤشر الثقة الكبيرة على نفس موقعيهما..
والملاحظ أيضا أن ثمانية سياسيين فقط يصل عندهم مجموع الثقة إلى %50 في حين نجد أن ثنائي المؤخرة فقط ينزل تحت %20 نفس الشيء حصل في مؤشر المستقبل السياسي للشخصيات السياسية حيث خسر يوسف الشاهد حوالي 10 نقاط كاملة والأسبقية المريحة التي كانت تفصله عن منافسيه وخسر ايضا المرتبة الأولى لفائدة سامية عبو وانعكس ذلك أيضا في هذا المؤشر عند القاعدة الانتخابية الندائية حيث لم يكن ليوسف الشاهد اي منازع يذكر أما اليوم فالفارق بينه وبين ناجي جلول العائد بقوة تقلص الى سبع نقاط فقط في حين بقي الثنائي عبد الفتاح مورو وسمير ديلو في طليعة الشخصيات عند القاعدة الانتخابية النهضوية.
هذه الصورة الحالية للوضعية النفسية للتونسيين وأيضا لنظرتهم للسياسيين ونحن على بعد حوالي 100 يوم من الانتخابات البلدية..
في عدد قادم
نظرة التونسي وتقييمه للأوضاع
ثقة التونسي في المؤسسات والهياكل السياسية والإدارية
أهم نجاحات وإخفاقات الحكومة
الجذاذة التقنية للدراسة
العينة : عينة ممثلة للسكان في الوسط الحضري والريفي
مكونة من 757 تونسي تتراوح أعمارهم بين 18 سنة وأكثر
تم تصميم العينة وفق طريقة الحصص (Quotas) حسب الفئة العمرية،الولاية الوسط الحضري أو الريفي .
طريقة جمع البيانات : بالهاتــــــف
CATI (Computer Assisted Telephone Interviewing, Call-Cente
نسبة الخطأ القصوى %3,6
تاريخ الدراسة : 16 جانفي 2019 الى 19 جانفي 2018