على إثر الاحتجاجات وصور التخريب والعنف والحرق: الخارجية الكندية تحذر رعاياها...ومخاوف على القطاع السياحي من تواصل الأزمة قد تبدد آمال التعافي

أخذت رقعة الاحتجاجات في التوسع لتطال أغلب الولايات التونسية تقريبا,ولم تقف حركات الاحتجاج عند التعبير عن تأزم الوضع الاقتصادي خاصة في ما يتعلق

بغلاء الأسعار والإجراءات الواردة في قانون المالية لسنة 2018 بل أخذت وتيرة الاحتجاجات تتصاعد لتصل إلى العنف والتخريب والنهب وحرق مقرات سيادية وعمومية, صورة تناقلتها وكالات الأنباء العالمية ,لتصبح تونس بعد ماكانت ضمن قائمة الوجهات الموصى بزيارتها الأسبوع الفارط, من بين الدول التي وجب أخذ الاحتياطات اللازمة عند زيارتها.
لم يستنزف الإرهاب أمل السياحة في تونس لا سيما بعد حادثتي متحف باردو في مارس 2015 وهجوم نزل الامبريال سوسة في شهر جويلية من العام ذاته,حيث أسفرت الحادثة الأولى عن استشهاد عون الأمن ومقتل 21 سائحا من جنسيات مختلفة ، فيما أسفرت حادثة سوسة عن سقوط 38 قتيلا من السياح بالإضافة إلى عدد من الجرحى، والقضاء على منفذ العملية مع العلم أن كلتي الحادثتين مازالتا منشورتين لدى الدائرة الجنائية الخامسة بالمحكمة الابتدائية بتونس, حيث أمضى القطاع السياحي في تونس سنوات صعبة منذ 2011 ولم يتحسن إلا سنة 2017 وذلك بعد استقبال 7 ملايين سائح ,ويبدو أن الحكم على تعافي القطاع السياحي سيبقى معلقا بيد الأوضاع الأمنية بالأساس, حيث بعد تداول صور التجمعات والمواجهات مع القوات الأمنية وصور السرقة و التخريب والنهب ,دعت وزارة الخارجية الكندية رعاياها في تونس إلى توخي الحذر وتجنب التجمعات والأماكن المزدحمة، وذلك في ظل الاحتجاجات التي تشهدها عدد من الجهات منذ الاثنين الماضي.

كما دعت الخارجية إلى عدم زيارة المناطق غير الآمنة من بينها جندوبة والكاف وطبرقة وسيدي بوزيد والقصرين والمناطق المتاخمة للحدود الجزائرية. وقد تنتقل عدوى التحذير إلى دول أخرى وقد يصبح التحذير حظرا في حال تواصلت الاحتجاجات على شاكلة احتجاجات الليالي الثلاث الأخيرة ,خاصة ,وتجدر الإشارة إلى أن وزارة الخارجية البلجيكية رفعت الحظر في فيفري 2017 نحو تونس الذي فرضته بعد العملية الإرهابية في متحف باردو في مارس 2015 وذلك بعد معاينة الاستقرار الأمني في البلاد و دعت رعاياها إلى توخي الحذر عند زيارة تونس وتجنب المناطق الحدودية مع الجزائر وليبيا.

وقد أكد نائب رئيس الجامعة التونسية لوكالات الأسفار والسياحة المكلف بالعلاقات مع الإدارة رؤوف جعيم في تصريح ل «المغرب « أنه لم يصلنا أي إلغاء لحجوزات سياحية بسبب الأحداث الأخيرة واعتبر المتحدث في حال تواصل الحركات الاحتجاجية و أحداث التخريب فإننا لا نستبعد أن يحدث إلغاء للحجوزات وأشار إلى التثبت من وجود إلغاء للحجوزات سيكون مع نهاية الأسبوع .

وأكد جعيم تحذير بعض الدول لمواطنيها من السفر إلى تونس ودعت رعاياها المقيمة بتونس إلى اخذ الاحتياطات اللازمة .وإلى جانب ذلك عبر المصدر ذاته عن مخاوف من تداعيات الأحداث قائلا أن قطاع السياحي عبر وكالات الأسفار شهد بداية حسنة لكنها قد تتغير تبعا لتطور الظروف والأوضاع الأمنية للبلاد بما يجعل من آفاق القطاع مهددة وهشة .
بعد سنوات من التقهقر أثرت وبقوة في الاقتصاد الوطني ,عرف القطاع السياحي حالة من التعافي المحمود العام المنقضي جاء مدفوعا بتحسن الأوضاع الأمنية بالأساس ,ومع بداية العام الحالي ينتظر أن تكون 2018 امتدادا لسنة 2017 و ذلك بتحقيق تعاف تام للقطاع ,غير أن الاحتجاجات التي نشبت وشبت بعدها روائح العنف والتخريب والاعتداء على مقرات سيادية تجعل من القطاع السياحي مهددا بالتراجع مرة أخرى وتؤكد المؤسسات الاقتصادية أن استرجاع القطاع السياحي بريقه في تونس يرتبط أساسا بتحسن الوضع الأمني في البلاد.

المشاركة في هذا المقال

من نحن

تسعى "المغرب" أن تكون الجريدة المهنية المرجعية في تونس وذلك باعتمادها على خط تحريري يستبق الحدث ولا يكتفي باللهاث وراءه وباحترام القارئ عبر مصداقية الخبر والتثبت فيه لأنه مقدس في مهنتنا ثم السعي المطرد للإضافة في تحليله وتسليط مختلف الأضواء عليه سياسيا وفكريا وثقافيا ليس لـ "المغرب" أعداء لا داخل الحكم أو خارجه... لكننا ضد كل تهديد للمكاسب الحداثية لتونس وضد كل من يريد طمس شخصيتنا الحضارية

النشرة الإخبارية

إشترك في النشرة الإخبارية

اتصل بنا

 
adresse: نهج الحمايدية الطابق 4-41 تونس 1002
 
 
tel : 71905125
 
 fax: 71905115