ارتفاع نسب البطالة، غياب التنمية ، تهميش وحقرة. انطلقت الاحتجاجات منذ الاسبوع الماضي بساقية سيدي يوسف من ولاية الكاف وتطورت اثر انتحار شاب ، لكنها تحولت ليلة الثلاثاء واتسعت رقعتها لتمتدّ الى مناطق اخرى من البلاد وتصبح اعمال عنف ونهب ومواجهات مع أعوان الأمن بلغت ذروتها في طبربة وحي التضامن من ولاية منوبة وأيضا في القطار من ولاية قفصة اسفرت عن وفاة كهل كما عرفت مناطق اخرى على غرار نابل والكاف والرقاب وقبلي .والقصرين ...مسيرات واحتجاجات في اغلبها ليلية مما جعل السلطات الرسمية تعتبرها اعمال تخريب ونهب ...
المشهد نفسه كان يميز شوارع معتمديات عدة في الولايات من تونس الكبرى الى الشمال الى الوسط ..، احتجاجات ليلية بدأت بقطع الطرق وإحراق العجلات المطاطية والتوجه الى مقرات سيادية والى مؤسسات تجارية وعمومية لإتلاف محتوياتها وتهشيمها ونهبها، رشق اعوان الامن بالحجارة غاز مسيل للدموع... هذه الأحداث بلغت اوجها بمعتمدية طبربة من ولاية منوبة التي عرفت وفاة رجل حيث افادت وزارة الداخلية أن القسم الإستعجالي بالمستشفى المحلي بطبربة تولى قبول شخص من مواليد 1972 حيث أكد الطاقم الطبي بالمستشفى المذكور أن المعني في حالة غير طبيعية ويعاني من مرض مزمن (ضيق التنفس) ولا يحمل أي آثار عنف أو دهس ومنه تم نقله إلى مستشفى الرابطة بالعاصمة، ورغم تقديم الإسعافات اللازمة له إلا أنه توفي هناك، وقد تمت إحالته على ذمة الطبيب الشرعي لتحديد أسباب الوفاة.... وقد انتظمت امس بشارع الحبيب بورقيبة مسيرة احتجاجية تنديدا بذلك
عودة المواجهات
شهدت المدينة صباحا هدوءا حذرا، وتعزيزات امنية كبيرة ، ولكن سرعان ما عادت الاحتجاجات والتجمعات مع الاستعداد لموكب دفن الكهل الذي توفي ليلة الثلاثاء خلال المواجهات مع القوات الامنية والمواجهات يوم امس بطبربة استعمل فيها الغاز المسيل للدموع، وصفت الاحتجاجات الليلية بانها حادت عن السلمية وأنها عمليات نهب وسرقة ممنهجة، وخلفت الاحتجاجات في طبربة اضرارا كبيرة بعدد من المؤسسات على غرار البنوك والمغازات والطرقات والشوارع.
على غرار طبربة فان منطقة التضامن وحي الانطلاقة وحي ابن خلدون شهدت نفس الوضع وكان هناك كر وفر مع القوات الامنية ومحاولات للسرقة والنهب وخاصة للمغازات وللمقرات السيادية .
القطار ..أعمال نهب
في قفصة توجهت مجموعة من الشباب الى مقر الولاية ولكن قوات الامن تصدت لهم إلا ان المحتجين تمكنوا من الحاق الضرر بعدد من المؤسسات العمومية على غرار مركز الامن والقباضة والمستودع البلدي كما اقدموا على غلق الطريق الرابطة بين قابس وقفصة واجبروا صاحب شاحنة لنقل الفسفاط على افراغ الحمولة لغلق الطريق .
اما في قبلي فان المسيرة التي انتظمت يوم امس كانت بدعوة من حركة الشعب احتجاجا على غلاء الاسعار ورفض ما جاء في قانون المالية لسنة 2018، لكن في دوز كان الوضع اكثر توترا حيث خرج المحتجون ليلة الثلاثاء اين اندلعت مواجهات مع الامن وعاد الهدوء نسبيا صباح امس.
القصرين: نشر وحدات من الجيش الوطني
عاشت جهة القصرين ليلة اول امس على وقع تحركات احتجاجية واغلاق الطرقات المؤدية لاهم الاحياء ومناوشات بين المحتجين ووحدات الامن في كل من تالة وسبيطلة وفريانة والقصرين المدينة التي شهدت هجوم حوالي 100 من اللصوص والمنحرفين على مستودع الحجز البلدي وتحدي حراسه والسطو من داخله على 34 دراجة نارية تدخلت وحدات التدخل للحرس الوطني للتصدي لهم وايقاف بعضهم واسترجاع كمية من المسروقات ، واثر هذه الحادثة التي وقعت بعد الثامنة ليلا تم نشر وحدات من الجيش الوطني بالياتها في وسط مدينة القصرين لحماية المنشات العمومية الهامة ، كما سجلنا في نفس الليلة بسبيطلة حضور قوات عسكرية لما اقتربت المناوشات من حي السرور وجسر وادي سبيطلة المؤدي لمفترق طريقي صفاقس جنوبا و القيروان شرقا ساهمت في تهدئة الوضع، وقد ساد صباح امس الهدوء التام كامل مدن الولاية وعادت الدراسة في كل المؤسسات التربوية (ما عدا في تالة) مع خروج مسيرتين سلميتين بكل من القصرين و ماجل بالعباس ( 65 كلم جنوب الولاية) رفعت فيهما شعارات تندد بغلاء الاسعار و تطالب بالتنمية و التشغيل، لكن بعد الظهر عادت الاحتجاجات
الى حي الزهور بالقصرين و اغلق المحتجون مدخل الحي ( قرب مقر منطقة الحرس الوطني ) بالحجارة والاطارات المشتعلة ، فيما عمد محتجون بماجل بالعباس الى اغلاق الطريق الوطنية عدد 15 بالحواجز واشعال العجلات فيها مما ادى الى قطع حركة المرور في اتجاه القصرين شمالا وقفصة جنوبا.
بالعودة الى ولاية الكاف وتحديدا الى ساقية سيدي يوسف التي اندلعت فيها الاحتجاجات منذ الاسبوع الماضي فان الوضع وفق بعض المصادر لا يزال على حاله أي غلق كل المنافذ المؤدية الى المدينة والمطالبة بعقد اجتماع مع وفد وزاري علما وان المدينة نفذت يوم الاثنين الماضي اضرابا عاما وقد عرفت المعتمدية محاولتي انتحار وحالة وفاة احتجاجا على تردي اوضاعهم الاجتماعية وعلى ممارسات السلطات الجهوية مع المدينة.
جلمة مواجهات واحتجاجات
سيدي بوزيد هي من الولايات التي لم تنقطع فيها تقريبا سلسلة الاحتجاجات فقد احيت مدينة الرقاب امس الذكرى السابعة ليوم الشهيد وسط حالة من الغصب والاحتقان ذلك انها مازالت تعاني التهميش رغم انّ المسيرة كانت يوم امس سلمية الا انها رفعت فيها شعارات تندد بغلاء الاسعار، واكد الاهالي ان يوم الشهيد هو يوم غضب واحتجاج ، وشهدت معتمدية جلمة صبيحة امس مواجهات بين الامن وعدد من المتظاهرين الذين قاموا باغلاق الطريق الوطنية رقم 3 باستعمال الحجارة والاطارات المطاطية المشتعلة ورشق مقر المعتمدية ومركز الحرس وقوات الامن بالحجارة وهو ما جعل الامنيين يستعملون القنابل المسيلة للدموع بشكل مكثف لتفريق المحتجين الذين رفعوا شعارات تنادي بالتنمية والتشغيل ومنددة بغلاء الاسعار والمعيشة.
حصيلة الخسائر والايقافات
- نهب وسرقة لأملاك العامة والخاصة:
الوحدات الأمنية تدخلت للتصدي لعمليات اعتداء وسرقة وأعمال نهب للأملاك العامة والخاصة منها فضاء تجاري تعرض للنهب في حي الانطلاقة أمس.
- إصابات الأمنيين (رشق بالحجارة والمولوتوف): 5 أعوان في طبربة، عونا أمن (2) في حي الانطلاقة، عونا أمن (2) في حي التضامن، 3 أعوان أمن: مدير اقليم وعوني أمن في القصرين، رئيس مركز واصابات خفيفة لبعض الاعوان في سبيطلة.
- عمليات تخريب ونهب وسرقة:
تخريب سيارات إدارية تابعة للأمن (19 سيارة) في طبربة واقتحام مقر بلدية طبربة وتخريب محتوياتها - حرق مكتب رئيس مركز الامن الوطني بالبطان - اقتحام المستودع البلدي بالقطار بقفصة والاستيلاء على عدد 2 سيارت وعدد من الدراجات النارية وعدد 2 حواسيب - اقتحام مستودع القباضة البلدية ونهب كمية من السجائر- اقتحام مركز الامن الوطني بالقطار وتخريب الوثائق والطاولات وحرقها - اقتحام المستودع البلدي بالقصرين وسرقة 34 دراجة نارية - اقتحام مقر المعتمدية بالحامة وتخريب محتوياتها - تخريب 3 فروع بنكية بكل من حي الانطلاقة وطبربة.
- الايقافات (بعد استشارة النيابة العمومية):
9 عناصر في تونس الكبرى- 18 في حي الانطلاقة والتضامن- 6 في قفصة - 10 في القصرين - 2 في سبيطلة و 4 في تالة.