الوضع الأمني خلال 2017: استقرار أمني.. عمليات استباقية .. رغم تواصل التهديدات الارهابية

على غرار الاستقرار السياسي والاقتصادي فإن الاستقرار الأمني والتصدي للإرهاب هو من اوليات الشأن التونسي، بل يكاد يكون الهاجس الاول للدولة

وللشعب خاصة بعد سنوات عرفت فيها تونس عمليات ارهابية متتالية اسفرت عن استشهاد الكثيرين من الامن والجيش وحتى المواطنين ولكن سنة 2017 يمكن القول انها سنة تواصلت فيها النجاحات الامنية ،على غرار سنة 2016 التى عرفت بملحمة بن قردان، وبدأت بوادر ومؤشرات الاستقرار الأمني «الحذر» واليقظة المتواصلة تتجلى اكثر وأصبحت العمليات الاستباقية سمة العمليات الامنية في مواجهة الخطر الارهابي.

لقد شدد وزير الدفاع الوطنى عبد الكريم الزبيدي خلال مناقشة ميزانية الوزارة لسنة 2018 ،على ان الوضع الأمني العام في تونس «مستقر» رغم وجود تهديدات ارهابية جدية ولكنها تحت السيطرة.

سنة 2017 ، شهدت حوادث ارهابية نوعية نذكر منها على سبيل المثال لا الحصر، قتل الشهيد رضا بروطة مع بداية شهر نوفمبر لسنة 2017، في باردو وطعن زميل له، هذه الحادثة كان لها عدة تداعيات خاصة من قبل النقابات الأمنية التي هددت بتوخي خطوات احتجاجية في صورة عدم عرض مشروع قانون حماية الامنيين على أنظار مجلس النواب.

من بين الاحداث الاخرى التى هزت الرأي العام أيضا مصرع شقيق مبروك السلطاني خليفة السلطانى بعد حوالي السنتين من ذبح أخيه عندما كان يرعى الاغنام في الجبل، وفي مارس من سنة 2017 استهدف هجوم ارهابي دورية أمنية من قبل أربعة عناصر على متن دراجتين ناريتين بمنطقة جنعورة من ولاية قبلي واسفر عن استشهاد عون امن واصابة اخر بجروح وتمكنت قوات الامن من القضاء على ارهابيين وجرح ثالث والقبض فيما بعد على العنصر الرابع . فضلا عن فقدان شهداء من الجيش والامن جراء انفجار الالغام وتعقب العناصر الارهابية وكان اخرها استشهاد الجندي الشاب محمد بن بلقاسم اصيل منطقة بئر مشارقة من ولاية زغوان .

لكن العمليات الامنية الاستباقية تمكنت في العديد من المناسبات من احباط مخططات ارهابية جدية وهي نتيجة عمل استخباراتي دام لاشهر بالتنسيق مع النيابة العمومية والقطب القضائي من بينها عملية جبل بيرنو من ولاية القصرين صائفة 2017 والتمكن من القضاء على عنصرين ارهابيين من اخطر العناصر الارهابية وهما عاطف الحناشي الصادرة في حقه عدة مناشير تفتيش والمشارك في ابرز العمليات الارهابية وعنصر ارهابي ثانى جزائري والتمكن من القبض على ارهابي ثالث وهو فخر الدين البرهومي وهو من ابرز العناصر المطلوبة لدى القضاء والوحدات الامنية وصادرة في حقه العديد من المناشير. القضاء على عناصر أخرى على يد الجيش التونسي من بينها عبد الرحمان البوخاري خلال شهر فيفري 2017 وكذلك القضاء على الارهابي يحيى العرقوبي .. الى جانب ذلك تمكنت الوحدات الامنية من الكشف عن العديد من الخلايا الارهابية وايقاف عناصر تكفيرية ارهابية وتفكيك العديد من المخططات الارهابية وآخرها خلال اليومين الآخيرين بعد القبض على ارهابيين حيث اعترفا بمخططاتهما.

في السياق ذاته فقد تمكنت الوحدات الامنية من تامين التظاهرات الثقافية والاقتصادية وأيضا الموسم السياحي وحج الغريبة على احسن وجه سواء داخل العاصمة أو في الولايات الاخرى، الى جانب المناسبات الدينية والأعياد التى تعرف باستغلالها من قبل العناصر الارهابية من اجل تنفيذ مخططاتها .
الوضع الأمني لا يقتصر على محاربة الارهاب بل يتضمن ايضا مظاهر العنف والسرقة والتهريب والمخدرات وتامين الطرقات وأيضا مواجهة موجة الهجرة غير شرعية حيث عرفت هذه السنة ارتفاعا في عدد المهاجرين غير الشرعيين فضلا عن ارتفاع عدد النساء المشاركات ولعل ابرز حدث هو غرق مركب صيد يقل اكثر من 90 مهاجرا غير شرعي في عرض البحر بعد اصطدامه بخافرة للجيش الوطنى وانتشال اكثر من 50 جثة.

المشاركة في هذا المقال

من نحن

تسعى "المغرب" أن تكون الجريدة المهنية المرجعية في تونس وذلك باعتمادها على خط تحريري يستبق الحدث ولا يكتفي باللهاث وراءه وباحترام القارئ عبر مصداقية الخبر والتثبت فيه لأنه مقدس في مهنتنا ثم السعي المطرد للإضافة في تحليله وتسليط مختلف الأضواء عليه سياسيا وفكريا وثقافيا ليس لـ "المغرب" أعداء لا داخل الحكم أو خارجه... لكننا ضد كل تهديد للمكاسب الحداثية لتونس وضد كل من يريد طمس شخصيتنا الحضارية

النشرة الإخبارية

إشترك في النشرة الإخبارية

اتصل بنا

 
adresse: نهج الحمايدية الطابق 4-41 تونس 1002
 
 
tel : 71905125
 
 fax: 71905115