منع التونسيات من السفر عبر وإلى الإمارات : وزير الشؤون الخارجية خميس الجهيناوي لـ«المغرب»: فرز النساء لـم يسبق أن حدث في التاريخ ..وكل ما يمس من كرامة التونسيين نرفضه

• قرارنا سيادي وليس لنا أي أزمة ديبلوماسية مع الإمارات ...

كان قرار منع التونسيات من السفر عبر والى الامارات مع نهاية الاسبوع الماضي مفاجئا للتونسيين وبالرغم من التحرك من اجل الغاء هذا القرار على المستوى الديبلوماسي ، الا ان المسالة تطورت بعد تواصل تنفيذه من قبل شركات الطيران الاماراتية، وتبعا لذلك قررت وزارة النقل تعليق رحلات شركة الخطوط الإماراتية من و إلى تونس الى حين تمكن الشركة من ايجاد الحل المناسب لتشغيل رحلاتها طبقا للقوانين والمعاهدات الدولية.

اثار قرار منع التونسيات من السفر عبر والى الامارات غضب التونسيين وردود افعال منددة ورافضة لهذا القرار الذي اعتبر «اهانة للمرأة التونسية» خاصة في ظل غياب التوضيحات والأسباب في بداية الامر ، ولئن قدم سفير الامارات بتونس عند طلب استفسارات مع بداية الاشكال وبين ان الاسباب استثنائية امنية وانه تقرر الغاء المنع فان الاجراء تواصل العمل به ، وزير الشؤون الخارجية خميس الجهيناوي شدد في تصريح لـ«المغرب» على ان تونس حريصة على حماية حقوق التونسيين والدفاع عنهم وان دولة الامارات اتخذت القرار بصفة احادية دون تنسيق او احترام للإجراءات والتراتيب المعمول بها مؤكدا ان القرار المتخذ من قبل تونس مازال قائما الى حين الاتفاق مع «الاخوة الامارتيين» .
وصف وزير الشؤون الخارجية خميس الجهيناوي ما حدث بالعملية المعقدة المباغتة والمفاجئة في الان ذاته ، مستغربا من قرار استثناء او فرز النساء معتبرا انه امر غير مفهوم وغريب ولم يسبق ان حدث في تاريخ البشرية من قبل مشيرا الى ان القرار كان مفاجئا حتى للسفير الاماراتي في تونس لأنه لم يكن على علم بحيثياته عند الاتصال به في بداية الامر .

لا شيء يبرر القرار
وبين الجهيناوي ان الطرف الاماراتي ارجع السبب الى مسائل امنية بحتة وان معلومة امنية تفيد بان الطائرة من الممكن ان تكون مستهدفه ولكن ذلك وفق الجهيناوي لا يبرر القرار المتخذ في حق التونسيات وابلغوا السلطات الامارتية انه كان من الاجدر التنسيق والتشاور مع الاجهزة المختصة التونسية مثلما هو معمول به مع بقية الدول.
القرار الذي اتخذته تونس هو قرار سيادي ولكن يبقى وفق الجهيناوي تقنيا بالأساس في اطار التفاعل مع قرار شركة الطيران الاماراتية التي لم تحترم تعهداتها الى حين اتضاح الامور على المستوى الامني والتدقيق في الموضوع مشيرا الى وجود تواصل بين الاجهزة الامنية التونسية والأجهزة الامارتية بعد ان اثبتت الاتصالات مع وزير الشؤون الخارجية الاماراتي انّ هناك فعلا معلومة امنية ثابته تفيد وجود تهديدات قائلا ان الوزير الاماراتي اكد عدم وجود اي نية للاساءة للمراة التونسية .
قرار تونس تجاه الامارات او بالتحديد تجاه شركات الطيران الاماراتية يشدد الوزير على انه غير نهائي و وقتي الى حين الانتهاء من التدقيق في العملية الامنية ثم ستعود الامور كما هي مبينا ان الامارات وتونس لهما مصالح مشتركة ويسعى الطرفان الى ان تنتهى المسائل الامنية في اقرب وقت .
«كل ما يمس من كرامة التونسيين رفضناه» على حد تعبير الجهيناوي متابعا و«لذلك اتخذ رئيس الجمهورية مثل هذا القرار باعتبار ان الامارات لم تحترم الاجراءات والتراتيب الجاري بها العمل ولم تنسق مع السلطات التونسية ولم تحترم الشركات التعهدات الدولية لكن هناك حرص على الحفاظ على العلاقات مع الإمارات وان شاء الله سيتم الانتهاء من هذه

المسالة قريبا»
اما فيما يتعلق بالتونسيين العالقين في الامارات او الذين اقتطعوا تذاكر على متن الشركات الامارتية خلال هذه الفترة ، فبيّن الوزير انه بإمكانهم السفر عن طريق ناقلة اخرى ، وبالنسبة للذين لديهم تذاكر سفر عن طريق الناقلة الجوية التابعة للإمارات فان المسالة تسويها الامارات لان القرار صادر عنها ، مشيرا في السياق ذاته انه يمكن التوجه الى تونس عبر شركات اخرى الى حين الانتهاء من هذه المسالة وانه تمت تسوية بعض الوضعيات خلال الساعات الماضية.

الإمارات قدمت اعتذاراتها
اما في ما يتعلق بتدوينة المستشار الثقافي في حكومة دبي جمال حويرب «إن طيران الامارات لم يخسر من توقف رحلاته إلى تونس مؤكدا أن تونس هي الخاسرة،» فقد اوضح الجهيناوي انه لا يعلق على كلام اي مستشار وانه كان له اتصال مباشر مع وزير الخارجية الاماراتى الذي نوه بحقوق المراة التونسية والتى تعتبر نموذجا للدول العربية، وان الامارتيين قدموا اعتذاراتهم. وللاشارة فقد دون وزير الشؤون الخارجية الاماراتي ان الأسباب امنية وتابع «لنتفادى معا محاولات التأويل والمغالطة»، واضاف «نقدر المرأة التونسية ونحترمها ونثمن تجربتها الرائدة، ونعتبرها صمام الأمان».

ليس هناك أزمة ديبلوماسية
وزير الشؤون الخارجية اوضح ان مهمته كوزير للخارجية هي المحافظة على العلاقات بين الدولتين ، وانهاء هذه المسالة في اقرب وقت وان القرار المتخذ من جانب التونسي مايزال ساريا ولكن ليس هناك ازمة ديبلوماسية بين الطرفين. وان الحكومات تمر والشعوب تبقى وان تونس حريصة على علاقاتها مع الامارات ولكن حريصة ايضا على كرامة التونسيين وان تونس ليست في حاجة الى شهادات من قبل اي طرف حول دور المرأة التونسية «ولا يمكن ان نقارن انفسنا باي احد».
في السياق ذاته كان لوزير الشؤون الخارجية خميّس الجهيناوي. لقاء مع رئيس الجمهورية تناول فيه مستجدّات التحرّكات الدبلوماسية التونسية إثر الاجراء الإماراتي ، وشدّد رئيس الجمهورية بالمناسبة على ضرورة صون كرامة كلّ المواطنين التونسيين داخل وخارج أرض الوطن، مؤكدا حرصه على عدم المسّ بحقوق المرأة التونسيّة مهما كانت الدواعي والمبرّرات وفق بلاغ لرئاسة الجمهورية.

كما أوصى رئيس الدولة بالعمل على تجاوز هذه الاشكالات في أقرب الأوقات حفاظا على علاقات الأخوة والتعاون القائمة بين الشعبين التونسي والإماراتي، مؤكدا على أن قرار تعليق رحلات شركة الخطوط الإماراتية إلى تونس سيظلّ قائما إلى حين مراجعة إجراءات سفر التونسيّات طبقا للقوانين والمعاهدات الدوليّة الجاري بها العمل.

اجراء مرتجل وتعسفي
ردود الافعال حول منع التونسيات لم تصدر عن السلطات الرسمية التونسية فقط بل كانت من قبل مهنيين ايضا على غرار وكالات الاسفار ومن المنتظر ان تعقد وكالات الاسفار اليوم اجتماعا للنظر في تأثيرات هذا القرار التقني والنظر في الحلول.
كما واصلت مكونات المجتمع المدني من احزاب ومنظمات تنديدها ، حيث ندد المكتب التنفيذي للاتحاد العام التونسي للشغل بهذا الاجراء المرتجل والتعسفي معتبرا انه خرق للمواثيق الدولية وضرب لقوانين الملاحة الجوية الدولية وطالب السلطات التونسيّة باتّخاذ موقف مشرّف بعيدا عن الحسابات النفعية الواهمة والاصطفافات المفرّطة في سيادة تونس وكرامتها، اما الجبهة الشعبية فقد طالبت بالمعاملة بالمثل.

حزب افاق تونس دعا الى ضمان عدم تكرار مثل هذه التصرفات المشينة في المستقبل عبر التحرك على المستوى الديبلوماسي الناجع والإستباقي لتنقية العلاقات التونسية الإماراتية من الشوائب التي حفت بها في الفترة الأخيرة وإعادتها إلى مستواها التاريخي الذي دأب عليه الشعبان الشقيقان التونسي والإماراتي.
حركة النهضة عبرت عن دعمها لقرار رئيس الدولة والسلطات التونسية بتعليق رحلات الشركة الإماراتية كردّ على المسّ من كرامة التونسيات والتونسيين والتعدي على سيادة الدولة التونسية.

المشاركة في هذا المقال

من نحن

تسعى "المغرب" أن تكون الجريدة المهنية المرجعية في تونس وذلك باعتمادها على خط تحريري يستبق الحدث ولا يكتفي باللهاث وراءه وباحترام القارئ عبر مصداقية الخبر والتثبت فيه لأنه مقدس في مهنتنا ثم السعي المطرد للإضافة في تحليله وتسليط مختلف الأضواء عليه سياسيا وفكريا وثقافيا ليس لـ "المغرب" أعداء لا داخل الحكم أو خارجه... لكننا ضد كل تهديد للمكاسب الحداثية لتونس وضد كل من يريد طمس شخصيتنا الحضارية

النشرة الإخبارية

إشترك في النشرة الإخبارية

اتصل بنا

 
adresse: نهج الحمايدية الطابق 4-41 تونس 1002
 
 
tel : 71905125
 
 fax: 71905115