التخلي عن موعد مارس القادم وتعويضه بتاريخ آخر لا يتجاوز 15 ماي 2018، وابرز من باتوا يحملون هذا الموقف حركة النهضة لتنسجم مع حليفيها، الوطني الحر والنداء، وتضع الهيئة أمام ضغوط جديدة قد تدفعها لتأجيل الموعد للمرة الثانية.
تتقاطع «الترويكا الجديدة» و«جبهة الأحزاب العشرة» ان تعلق الأمر بموعد الانتخابات البلدية، فهم يطالبون صراحة وتلميحا بان يقع تأجيلها إلى ما بعد مارس 2018، وهو طلب قيل مباشرة لأعضاء الهيئة العليا المستقلة للانتخابات التسعة في لقاءاتهم بالأحزاب، خلال الأيام الماضية وكان آخرها أمس، بلقاء أحزاب «الترويكا الجديدة» وبقية أحزاب المعارضة ممن لم يقع اللقاء بهم من قبل.
فصباحا التقى ممثلون عن الهيئة بأحزاب من بينها التكتل الديمقراطي وحراك تونس الإرادة والتيار الديمقراطي وفق ما أكده أعضاء من الهيئة من بينهم عادل البرينصي، الذي حضر اللقاء، وأشار إلى ان الأحزاب الحاضرة ناقشت مسألة الانتخابات البلدية وتحديدا موعدها وكل منهم قدم وجهة نظره.
وجهات نظر المجموعة الأولى من الأحزاب التي شاركت في لقاء الصباح، لم تحمل دعوات صريحة بتأجيل الموعد كما يشير من حضرها، على عكس اللقاء المسائي الذي شاركت فيه الأحزاب الثلاثة المكونة لـ«الترويكا الجديدة»، التي أكد عادل البرينصي أنها حرصت في نقاشها على ان تبين أهمية اخذ المناخ العام بعين الاعتبار في تحديد الموعد.
حجة تهدف إلى إقناع الهيئة بان المناخ الراهن لا يشجع على إجراء الانتخابات في موعد 25 مارس 2018، خاصة وان باب فتح الترشحات في جانفي القادم، ولم يعد يفصل عنه غير أيام قليلة، لن تكون كافية لتهيئة كل الظروف الملائمة للانتخابات البلدية.
الثلاثي المتكون من حركة النهضة ونداء تونس والوطني الحر، ابلغ موقفه الموحد للهيئة القائم على الجو العام والمناخ السياسي الراهن غير ملائمين لانجاز الانتخابات، رغم قولهم بشكل محتشم أنهم جاهزون لها، لكنهم يفضلون ان يقع «التمديد في الموعد إلى اجل أقصاه منتصف ماي القادم» وورقتهم لدعم هذا «انه لا يوجد ما يمنع التمديد». خاصة وان كان التمديد هدفه توفير الضمانات اللازمة للانتخابات ومنها تركيز المحاكم الإدارية في الجهات.
موقف «الترويكا الجديدة» اتخذ في الأسبوع الفارط في لقائهم التشاوري بمقر حركة النهضة وعبر عنه بشكل صريح في البيان الذي نشر إبانها، وعبر عن رغبة صريحة في تأجيل الانتخابات إلى ماي القادم، في إطار مفاهمات داخلية بينهم الثلاثة انتهت الى ان تتخلى النهضة عن تمسكها بموعد 25 من مارس.
تغير موقف النهضة جعل موقف الترويكا الجديدة يتقاطع مع موقف جبهة الاحزاب العشرة، التي تضم كلا من الحزب الجمهوري والمسار وحركة مشروع تونس والمستقبل وآفاق تونس وحزب البديل التونسي والمبادرة وحركة تونس أولا وحزب العمل الوطني الديمقراطي واللقاء الديمقراطي.
هذه الاحزاب سبق لها ان عبرت في اكثر من مناسبة اخرها بيانها المشترك الصادر امس، عن رفض مقنع لموعد 25 من مارس باعتمادها خطاب رفض لتحديد الموعد وضبط الرزنامة دون التشاور ودون تقديم خارطة طريق المصادقة على قانون الجماعات المحلية وتركيز فروع المحكمة الإدارية وقبل الرجوع للتشاور مع الأحزاب السياسية حول الظروف المثلى لإجراء الانتخابات.
هذا اللقاء في نقطتي التأجيل وأسبابه، بين الترويكا الجديدة واشد معارضيها ينفي عادل البرينصي ان يكون له أي تأثيرات على الهيئة العليا المستقلة للانتخابات، التي شدد على انها سيدة نفسها وهي من تقرر الموعد لكن ليس بمعزل عن محيطها، وهنا يترك البرينصي هامشا للتحرك امام الهيئة ان قررت التراجع عن موعد مارس 2018.
تراجع يشير أكثر من عضو انه لم يقرر بعد وان الهيئة تشتغل وفق خارطة طريقها المرسومة والتي تنص على ان يدعو رئيس الجمهورية الناخبين الى صناديق الاقتراع قبل 3 اشهر من موعد الانتخابات أي في 25 من الشهر الجاري.
موعد يحل بعد اقل من اسبوعين، ستعقد فيهما الهيئة جملة من اللقاءات سواء مع رئاسة الحكومة، غدا، او مع الاحزاب ومنظمات المجتمع المدني الاسبوع القادم، لتعلن اثر ذلك عن قرارها النهائي بشأن الانتخابات البلدية، وهل تجري في موعدها ام يقع تاجيلها.