المسار الديمقراطي، حركة تونس أولا وأخيرا اللقاء الديمقراطي في ظل تغيب حزب البديل التونسي عن هذا اللقاء، وانصهار حزب الوطن في حركة مشروع تونس.
لقاء انتهى إلى إصدار بيان من أربع نقاط، حافظت على ذات الفلسفة تقريبا، تجديد الحرص على تنظيم الانتخابات البلدية في موعدها، اي 25 مارس 2018، التحفظ على ظروف انتخاب رئيس الهيئة العليا المستقلة للانتخابات، كما التعبير عن انشغالها بعدم تقديم خارطة طريق لانجاز الانتخابات تزامنا مع نشر الرزنامة لتطالب بان تعقد الهيئة العليا لقاءات مع الأحزاب لحسم المسائل العالقة بشان الانتخابات البلدية.
العودة إلى الانتخابات البلدية وتقديم ذات الموقف السابق المعبر عنه في بيانين سابقين، ليس هو ما شغل بال المجتمعين ولا نقاشاتهم سواء الجماعية او البينية، انما جس النبض ومعرفة مدى نضج محادثات تشكيل جبهة واسعة تجمعهم واقتناع الكل بها.
هذه المحادثة التي يبدو ان حزب البديل لا يرغب في ان يتورط فيها أكثر، فوفق مصدر من الحزب أكد أنهم لم يشاركوا في اللقاء لأنه لم يحمل الجديد والإضافة كما ان التنسيق بين الأحزاب والمجتمع المدني له شروطه التي لم تتوفر في لقاء أمس او اللقاءات الفارطة. تجنب تقديم اي موقف رسمي باسم الحزب وعدم القول بأنه سيقاطع نهائيا اللقاءات هي الباب الذي يراد له ان يظل مواربا للحفاظ على الاتصالات بين الجميع.
هاجس الحفاظ على التواصل يهيمن على البقية أيضا، فرغم عدم تحمس أحزاب لفكرة تشكيل الجبهة التي طرحت في اللقاءات السابقة- أكد ذلك عدة مصادر من بينهم القيادي بحزب المسار جنيدي عبد الجواد- فإنهم أميل للإبقاء على نوع من التفاهمات والتنسيق إلى حين البت نهائيا في ملف التحالف وتشكيل جبهة.
تاجيل الحسم في ظل واقع يعكس الفتور عن الإعلان عن وجود نقاشات بتشكيل جبهة سببه «الخوف» من تكرار فشل التجارب السابقة أو التسرع بإعلان جبهة قد تضر بمصالح وتصور أحزاب بعينها، في ظل عدم اكتمال الصورة بالنسبة لها، سواء في ما يتعلق بعلاقتها بالحكومة او بالحركتين الأبرز فيها، النهضة والنداء.
خوف عبر عنه أكثر من حزب كل بطريقته الخاصة لكنهم يتقاطعون في نقاط محددة، خشية من انسحاب أحزاب ذات ثقل برلماني، كمشروع تونس او آفاق تونس، خاصة وان الأول سبق له ان كان مشاركا في تأسيس جبهة الإنقاذ ولكنه تنصل منها وكان سببا في نهايتها، كما ينظر اليه على انه امتداد لنداء تونس، الذي تنصل من وجهة نظر الجمهوري والمسار من تحالفات سابقة اولها الاتحاد من اجل تونس.
لكن الخشية من فشل الجبهة قبل أسابيع قليلة من انتخابات البلدية ليس هو فقط ما يعطل التقدم في انجازها، وإنما حذر أحزاب الحكومة من الإقدام على خطوة غير محسوبة او يفهم منها أنها تحشد ضد الترويكا الجديدة في ظل تهدئة هشة للتوترات بين احزاب الحكم.