الفقيد جرفته مياه الوادي أثناء الأمطار الطوفانية الأخيرة التي شهدتها معتمديات مارث ومطماطة ودخيلة توجان وتجاوزت الـ 150 ملم صحبة رئيس مركز الحرس الوطني واحد الأعوان الذي تمكن من النجاة وذلك أثناء تفقد الوضع والمواطنين خاصة وان المدرسة الإعدادية بـ» الافام» عُزلت بسبب الأمطار الغزيرة ،وقد عثر على جثة رئيس المركز الأحد 12 نوفمبر فيما تواصلت عمليات البحث عن معتمد مطماطة الجديدة بمشاركة واسعة من الحماية المدنية والأمن والجيش الوطنيين والأهالي بالإضافة إلى الاستعانة في عملية البحث بجهازي سكانار يعملان بالأشعة تحت الحمراء وفرهما مقاول متطوع من جهة صفاقس.. حتى العثور على جثة الشهيد محسن بن عانسي مساء أمس الأول في حفرة عميقة بالوادي..فمن هو بن عانسي؟ محسن بن عانسي الذي ضحى بحياته في سبيل إنقاذ أبناء المنطقة أثناء الفيضانات ليُعطي درسا في الوطنية للتونسيين وفي مقدمتهم المسؤولين ، هو أصيل منطقة زنوش من ولاية قفصة متحصل على الماجستير في مادة التاريخ الإسلامي وكان مناضلا صلب الاتحاد العام لطلبة تونس زمن بن علي ليخوض ويسجل تاريخا نضاليا جديدا مع أصحاب الشهائد المعطلين عن العمل فعُين مباشرة بعد الثورة معتمدا في مطماطة الجديدة وحافظ على هذه المسؤولية رغم العديد من الحركات التي شملت سلك المعتمدين ..عمل بجد وأحبه الأهالي لعمله وأخلاقه..
الخسائر المادية للفيضانات
بالإضافة للخسائر البشرية جراء الفيضانات التي شهدتها عدة معتمديات من ولاية قابس ونبه إليها المعهد الوطني للرصد الجوي ، والتي بلغت خمسة أشخاص وهم المعتمد ورئيس مركز الحرس الوطني وعامل بمنبت الغابات وشاب وعامل مناولة ، فإن الخسائر المادية كانت فادحة أيضا حيث وفي كشف أولي للسلطة مؤخرا للأضرار الحاصلة في المجال الفلاحي والتي قدرت بحوالي 21 مليون دينار من بينها قرابة 17 مليون دينار سجّلت بأشغال المحافظة على المياه والتربة و3 ملايين دينار في المناطق السقوية العمومية والخاصة وقدرت الإدارة الجهوية للتجهيز والإسكان والتهيئة الترابية، خلال الاجتماع ، الخسائر المسجلة على مستوى شبكات الطرقات بحوالي 20 مليون دينار تركّز أغلبها بالمسالك الريفية..
هذا وبعد زيارة أولى لرئيس الحكومة يوسف الشاهد لقابس مباشرة اثر عودته من مصر واقتصرت على عقد اجتماع بمركز الولاية للجنة الجهوية للتوقي من الكوارث ومجابهتها، قام الأحد المنقضي وفد وزاري برئاسة وزير الشؤون الاجتماعية محمد الطرابلسي وضم وزير أملاك الدولة والشؤون العقارية مبروك كرشيد و وزير التجهيز والإسكان والتهيئة الترابية محمد صالح العرفاوي وكاتب الدولة المكلف بالموارد المائية والصيد البحري عبد الله الرابحي بزيارة للمناطق المتضررة بجهة قابس من الفيضانات الأخيرة..وبالإضافة لتقديم التعازي لعائلات الضحايا تم التأكيد خاصة على أن « تونس لا تنسى شهداءها وان حكومة الوحدة الوطنية ملتزمة برعاية أبنائهم وأسرهم وستقدم لهم المساعدة اللازمة وتشغل فردا من كل عائلة «، هذا وتعهد أيضا الوفد بتشغيل زوجة المعتمد وتمكينها من منزل لائق ،علما وان طلب زوجة الشهيد كان فقط ..جُثة زوجها ... كما زار الوفد الوزاري منطقة السقي بمارث ومدينة دخيلة توجان وقرية توجان وعاين الأضرار الجسيمة الناجمة عن الفيضانات للبنية الأساسية وللقطاع الفلاحي، هذا و أكد السيد كاتب الدولة للموارد المائية والصيد البحري انه سيشرع قريبا في جبر الأضرار التي تسببت فيها الفيضانات وإصلاحها..