ان يعلن قادة الاتحاد الوطني الحر،(انظر مقال كريمة الماجري) ، ان فكرة تأسيس تنسيقية بين الأحزاب الثلاثة : الاتحاد الوطني الحر والنهضة والنداء، هي فكرة سابقة لظهور فكرة الجبهة البرلمانية، فان هذا يعلن صراحة أنهم أسسوا تنسيقيتهم كرد فعل على تشكيل الجبهة البرلمانية.
العودة لماضي العلاقات بين الوطني الحر والحركتين، لا تنسف ما يبحث الحر على ترويجه بل تبين ان ما جمع الثلاثة اليوم هو «الخشية» مما قد تحمله الجبهة الجديدة من متغيرات في المشهد وقدرة الحركتين على ضبط نسق أشغال المجلس وما يتبعه.
جبهة جديدة لا يعلم تحديدا من نسق لها، لكن الأقرب أن المبادر كان حركة النهضة التي أعلن رئيسها قبل الجميع عن قرب إعلان «توافق سياسي جديد»، لم يصدر بعد اي موقف رسمي من قادة حركة نداء تونس او كتلتها التي أكد شاكر العيادي، عضو مجلس نواب الشعب عن النداء، انها لم تناقش بعد الملف، مرجحا ان يقع ذلك اليوم في أشغال الأيام البرلمانية.
ايام برلمانية خصصها النداء ليتطرق لملف مشروع قانون مالية 2018، طلية يوم أمس، بحضور أغلبية النواب الذين استمعوا لعرض المختصين في المالية حول إيجابيات وسلبيات المشروع. هذه الأيام التي تتزامن مع حدثين كببرين يعيش النداء على وقعهما، 7 من نوابه يشاركون في تأسيس الجبهة البرلمانية التقدمية، فيما تعلن النهضة والاتحاد الحر عن قرب تشكيل تنسيقية بين كتلتهما وكتلة النداء.تطورات قال شاكر العيادي انها لم تطرح على النقاش في اليوم الأول الذي حضره عدد ممن وقعوا على بيان تأسيس الجبهة، مشيرا الى ان الموضوع قد يثار اليوم في اليوم الختامي للأيام البرلمانية.
اثارة هذين الملفين اليوم، في طبرقة، مكان انعقاد الأشغال، لن يمر بيسر فالنواب الممضون على بيان دعوة تشكيل الجبهة التقدمية سيجدون في تشكيل جبهة ثلاثية تضم كتلتهم وكتلة النهضة والاتحاد الوطني الحر، ملف وجب ان يثار لتوجيه النقاش لصالحهم، نظريا على الأقل، وكسب بعض الداعمين في الكتلة.
داعمون قد لا يتجاوز عددهم عدد أصابع اليد الواحدة، لكن ما سيحرص النواب المشاركون في الجبهة البرلمانية على تبيانه، ان الحاجة للجبهة باتت اشد في ظل توجه القيادة الحالية للنداء الى تعزيز التحالف مع النهضة وتطعيمه بالاتحاد الوطني الحر.
تحالف لا يبدو ان القيادات الحالية للنداء هي من هندسه بالأساس، اذ يبدو من تصريحات بعضهم أنهم يجهلون وجود نية لإحداث هذه التنسيقية قبل يوم أمس وعدم علمهم قد ارتبط بمعطيين، الأول تصريحات رئيس حركة النهضة راشد الغنوشي ورئيس كتلة الاتحاد الوطني الحر، والثاني تجارب هذين الحزبين السابقة.
فالنهضة التي بادرت في اكثر من مناسبة ووجدت نفسها محرجة برفض الجميع لمبادرات رئيسها، لن تغامر مرة أخرى بإعلان مبادرة دون ضمان ان رئاسة الجمهورية غير معترضة عليها، ثانيا الاتحاد الوطني الحر الذي ولأسباب عدة يبحث رئيسه عن ضمان موقع قريب من الحكم، وخاصة قصر قرطاج، لن يتجه دون علمه ان خطواته مباركة.
تجارب النهضة والاتحاد تجعل من الأقرب ان الرئاسة شاركت وان بنصائح في تسريع تشكيل هذه الجبهة، ويبدو انها وفق قراءة تصريحات سابقة لسفيان طوبال يبدو ان الرئاسة او النهضة لم تنسقا مع النداء من اجل هذا، او على الاقل اقتصر التنسيق مع المدير التنفيذي فقط.