وأبرز كاتب الدولة للبحث العلمي خليل العمري، لدى افتتاحه أشغال المؤتمر الذي يتواصل على مدى يومين، بمدينة العلوم بتونس، تحت شعار «التحديات الاجتماعية في تونس بعد الثورة: الحوكمة والتدخل الاجتماعي» أهمية الاشكاليات المطروحة خلال المؤتمر والمتعلقة مباشرة بجملة من التحديات التي تتموقع حسب قوله في رأس الأجندة السياسية والاجتماعية في تونس نظرا للمتغيرات والتحولات الجذرية التي تشهدها الساحة الوطنية ما بعد الثورة.
وأكد بالمناسبة ضرورة اعادة النظر في منوال التنمية بما يتماشى والظروف المستجدة وبما تمليه تحديات المرحلة وفقا لمقاربة جديدة لصناعة السياسات تقوم بالأساس على التشخيص والتقييم وتحديد الخيارات من أجل تصويب السياسات ووضعها مشددا على أن السياسات الحالية لم تعتمد بالقدر الكافي على الدراسات العلمية الضرورية .
ولفت في هذا السياق الى الدور الذي يلعبه الباحث العلمي في بلورة السياسات العامة لمواجهة التحديات الاجتماعية والسياسية المفروضة في البلاد مؤكدا افتقار تونس لدراسات علمية معمقة وتوفرها فقط على مجرد احصائيات .
كما بين أن الباحث يساهم في تكوين الاطارات والارتقاء بهياكل الدولة للاستفادة من الدراسات والتجديد بالاضافة الى دور المجتمع المدني مشيرا الى مختلف برامج تمويل الدراسات في هذا المجال البحثي.
ولاحظ المنصف وناس المدير العام لمركز الدراسات الاقتصادية والاجتماعية بتونس في مداخلته بالمناسبة أن سياسة التدخل الاجتماعي مرتبطة بدولة الرفاه لكن مثل هذا الارتباط صعب ومركب حسب تقديره على اعتبار ان دولة الرفاه التي سادت في خمسينات وستينات وبداية سبعينات القرن الماضي مؤدلجة وظرفية وجاءت لمحاكاة التجربة السوفياتية.
وشدد على انه من الضروري اليوم الارتقاء بالتدخل الاجتماعي ضمن سياسة تعاقدية وتبويب الحاجيات والأولويات وتعميمها بين مختلف الأطراف المتدخلة وايجاد خارطة التدخل الاجتماعي بين الأطراف الثلاثة الدولة والمجتمع المدني والقطاع الخاص فضلا عن ايجاد اليات مراقبة تنظم التدخل وتقييم الأداء.
من جهته أكد فتحي الجراي رئيس الجمعية التونسية للخدمة الاجتماعية، أن حل المشكلات الاجتماعية باعتباره الوظيفة الأساسية للخدمة الاجتماعية سواء كان ذلك من خلال التدخل الاجتماعي المضيق أو من خلال التدخل الاجتماعي الموسع، يتعدى النطاقين الوقائي والعلاجي إلى مسار تنموي تتصدى فيه الخدمة الاجتماعية ومؤسساتها لقضايا كبرى في التحول الاقتصادي والاجتماعي مثل الانتقال الديمقراطي.
وتحدث المدير الاقليمي لمنظمة هانز ساديل زيد الديلمي، أن منظمته تدعم الأنشطة العلمية والبحثية في تونس وعلى هذا الأساس هي راعية اليوم للمؤتمر مؤكدا أنها تتعامل مع مختلف المؤسسات الجامعية و تؤمن معها سنويا نحو 50 تظاهرة علمية.
وشدد عبد الستار المولهي المدير العام للمعهد الوطني للشغل والدراسات الاجتماعية على أهمية المؤتمر في طرح بعض الاشكاليات ذات العلاقة في صميم الاولويات الوطنية .