تحول وفد عن الهيئة العليا المستقلة للانتخابات إلى ألمانيا، استعدادا للانتخابات الجزئية التشريعية هناك، من أجل انتخاب بديل للنائب السابق عن حركة نداء تونس حاتم الفرجاني الذي التحق بحكومة الوحدة الوطنية خلال التحوير الوزاري الأخير، الوفد يعود إلى أرض الوطن يوم الخميس المقبل من أجل معاينة النقائص والعمل على تحسينها قبل موعد الانتخابات أيام 15 و16و17 ديسمبر 2017.
عمليات التسجيل انطلقت بمقر السفارة التونسية بألمانيا، إلى جانب القنصليات الثلاث تحت إشراف الهيئة العليا المستقلة للانتخابات المركزية في انتظار اختيار رؤساء المكاتب الفرعية بعد التثبت من مدى استجابتهم للشروط وأهمها الحياد والاستقلالية والكفاءة. أغلب التونسيين المتواجدين في ألمانيا مسجلين في السجل الانتخابي، لكن بالرغم من ذلك فقد تم تسجيل عديد الناخبين الجدد. وفي هذا الإطار، قال عضو الهيئة رياض بوحوش لـ«المغرب» مباشرة من ألمانيا أن الهيئة تحصلت على المعدات اللازمة لعمليات التسجيل من قبل السفارة بالرغم من إرسالها لكافة المعدات اللوجستية، مشيرا إلى أن السفارات لا تتدخل في عمل الهيئة باستثناء توفير المقرات وفتح الأبواب للتسجيل.
انتقادات لعملية التسجيل
اليوم الأول من عملية التسجيل لم يشهد كثافة، حيث تم تسجيل 35 ناخبا، مقابل وجود 37 عملية تحييين. هذا وقد عاينت عديد المنظمات من المجتمع المدني والأحزاب السياسية عمليات التسجيل من بينها التيار الديمقراطي، الذي أعرب بدوره عن انشغاله لظروف سير عملية التسجيل للانتخابات التشريعية الجزئية. هذا الانشغال يكمن في تأخير فتح مكاتب التسجيل، إلى جانب أن عملية التسجيل تتم في مقر السفارة والقنصليات فقط، وليس عن طريق الانترنات. وفي هذا الصدد، تمت دعوة هيئة الانتخابات إلى فتح باب التسجيل في القنصليات وعلى الانترنت وتوفير الامكانيات التقنية والبشرية اللازمة لتسهيلها والتمديد في فترة تسجيل الناخبين لتعويض التأخير الحاصل، فضلا عن التأكد من فتح مكاتب اقتراع مماثلة لتلك التي تم فتحها في انتخابات 2014 التشريعية والرئاسية، لتمكين الجالية التونسية في ألمانيا من ممارسة حقها في الانتخاب.
استعدادات الأحزاب والمنظمات
هذا وقرر عدد من المنظمات الدولية التي تدعم تونس في استكمال مسارها الديمقراطي، دعم برامج الهيئة والمجتمع المدني في تونس من أجل انجاح هذا الاستحقاق، وتحويل مواردها التي كانت مرصودة للانتخابات البلدية بعد تأجيلها ليوم 25 مارس 2018، لفائدة هذه الانتخابات. وقد قررت «عتيد» الجمعية التونسية من أجل نزاهة وديمقراطية الإنتخابات تركيز سبعة ملاحظين بعد إجراء دورات تكوينية، بالرغم من انتقادها للهيئة في ما يتعلق بعدم تمكين المجتمع المدني من الحصول على دليل اجراءات التسجيل والترشح.
وعلى مستوى الأحزاب، فقد قرّر المكتب السياسي لحزب آفاق تونس ترشيح آمال كحلون عضو المجلس الوطني للحزب للانتخابات التشريعية الجزئية في ألمانيا، في حين لم تحسم بقية الاحزاب مرشحيها إلى حد الآن بالرغم من الحديث عن مرشح حركة نداء تونس والمتمثل في المدير التنفيذي للحزب حافظ قائد السبسي الذي تحول مؤخرا إلى ألمانيا رفقة رئيس الكتلة سفيان طوبال. وقد تم عقد اجتماع في مقر الهيئة السياسية عن دائرة ألمانيا، حيث حضر الاجتماع كل من عبد الرؤوف الخماسي عضو الهيئة السياسية و المسؤول عن الحزب في الخارج وحافظ قائد السبسي وسفيان طوبال بصفته الأمين العام للحزب المكلف بالهياكل ومحمد صوف النائب وعضو الهيئة السياسية وهيثم الأحمر عضو الهيئة السياسية عن دائرة ألمانيا وحافظ الظاهري المنسق الجهوي للحركة بألمانيا من أجل التباحث حول استعدادات الحزب في تلك الدائرة. كما أعلن المكتب السياسي لحزب «تونس بيتنا» في بيان له يوم أمس، عن قراره ترشيح لزهر أولاد علي المقيم في ألمانيا عضو المكتب التنفيذي للحزب للانتخابات التشريعية الجزئية في ألمانيا.