على مركبة عسكرية وضع جثمان سليم شاكر وزير الصحة الذي وافته المنية أول أمس الأحد، نتيجة أزمة قلبية، موكب الجنازة العسكرية الذي انطلق من بيت الوزير إلى مقبرة الجلاز، أين دفن الوزير عصر أمس الاثنين،شارك فيه أهل الراحل أعضاء من الحكومة ساروا خلف المركبة العسكرية التي حملت الجثمان محاطة بـ6 عساكر.
موكب الجنازة الوطنية للوزير ترأسه رئيس الحكومة يوسف الشاهد الذي قال في نعيه للوزير «فقدت برحيله أخا وصديقا وزميلا. عرفته مناضلا من أجل تونس ... رحل عنا سليم وهو يقوم بواجبه، وتوفي وهو يقوم بعمل إنساني نبيل». في إشارة إلى ظروف وفاة الراحل ومشاركته صباح الأحد الفارط في مدينة نابل في فعاليات ماراتون نظمته جمعية لمكافحة أمراض السرطان، بهدف جمع تمويلات لبناء مستشفى يخصص للأطفال المصابين بالسرطان.
حيث ان الراحل سليم شاكر عانى من نوبة قلبية بعد مشاركته في الماراتون، وإلقائه لكلمة قبل صعوده إلى سيارته للعودة إلى العاصمة، حيث توعكت صحته في الطريق مما استوجب نقله إلى المستشفى الجهوي بقرمبالية قبل ان ينقل إلى المستشفى العسكري بالعاصمة أين وافته المنية عن عمر 56 سنة.تفاصيل الوفاة التي حضرت صراحة وتلميحا يوم أمس في جنازة الراحل وفي بيته، تفاصيل نقلت الى رئيس الجمهورية الذي ادى واجب العزاء في منزل الفقيد صباح امس، وشدد في كلمته الى اهله على خصال الراحل الذي كان مستشاره السياسي منذ 2016 والى غاية سبتمبر الفارط، حيث تقلد حقيبة وزارة الصحة اثر التحوير الذي أجراه يوسف الشاهد.
محطات ومهام سياسية عديدة تقلدها سليم شاكر، نوه بها رئيس الحكومة يوسف الشاهد في كلمة تابينه، التي ألقاها في مقبرة الجلاز بالعاصمة، وشدد فيها على ان سليم شاكر قدم مثلا في العمل والإخلاص، وقضى نحبه وهو يباشر عمله في يوم راحته الاسبوعي، واعتبر الشاهد ان هذا خير دليل على تفاني الراحل وإخلاصه لتونس.
اخلاص قال ان سليم شاكر تشربه من بيئته العائلية، ليشير الى انه حفيد الزعيم الوطني الهادي شاكر وابن الوزير والسفير السابق محمد شاكر، اللذين نوه الشاهد بخصالهما ووطنيتهما التي نقلت لابنهم سليم، وجسدها في مسيرته الدراسية والمهنية والسياسية، حيث ان الراحل أحرز سنة 1983 شهادة التبريز في الرياضيات من المدرسة العليا للمعلمين بتونس وشهادة هندسة الإحصاء الاقتصادي بفرنسا في 1986 والماجستير للأعمال والتصرف بتونس سنة 2008.
شهادات خولت للراحل ان يشغل عدة مسؤوليات في الدولة، وعيّن على رأس كتابة الدولة للسياحة في أول حكومة بعد الثورة في 17 جانفي 2011، ثمّ وزيرا للشباب والرياضة حتى ديسمبر 2011 في حكومة الباجي قائد السبسي، ليشارك صحبته في تأسيس حزب حركة نداء تونس. ليقلد اثر انتخابات 2014 منصب وزير المالية في حكومة الحبيب الصيد الى غاية أوت 2016، تاريخ تعيينه وزيرا مستشارا لدى رئيس الجمهورية، ثمّ وزيرا للصحّة في حكومة يوسف الشاهد الثانية.
هذا وقد شارك عدد من الشخصيات الوطنية وقادة الأحزاب على غرار حافظ قائد السبسي وراشد الغنوشي ونواب بمجلس نواب الشعب وممثلي بعثات دبلوماسية من بينهم السفير التركي، إضافة الى اقارب الراحل ومن عمل معه في مشواره المهني والسياسي.