رئيس الجمهورية خلال زيارته إلى سوسة: متابعة أشغال إنجاز محطة التطهير.. توسعة الملعب الأولمبي ومخابر «أونيماد» وتشييد أكبر مركّب تجاري

متابعة أشغال انجاز بعض المشاريع، تدشين مشاريع توسعة، إعطاء إشارة انطلاق مشاريع جديدة، ملخص ما جاء في الزيارة التي قام بها رئيس الجمهورية الباجي قائد السبسي إلى ولاية سوسة والتي يبدو من خلال مظاهر الاستقبال والشعارات المرفوعة أنه تمّ الاستعداد لها جيدا، وسط تعزيزات أمنية كبيرة في كل المداخل المؤدية إلى وسط المدينة بهرج استقبال رئيس

الدولة أثار العديد من الانتقادات والتعاليق الساخرة على مواقع التواصل الاجتماعي من التصفيق إلى الشعارات إلى تزيين الشوارع ونظافتها إلى إخراج التلاميذ من مدارسهم لاستقباله، حتى أن بعض التعليقات أشارت إلى أن هذه الممارسات تذكرنا بالنظام السابق.
انتقادات طغت على الجانب المهم للزيارة والتي تمّ الإعلان فيها عن حزمة من الإجراءات والمشاريع لفائدة الولاية، زيارة كانت بدعوة من أصحاب المشاريع وصفها رئيس الجمهورية بأنها تثلج الصدر بعد ما عاينه من مشاريع سواء في القطاع العام أو الخاص بالنظر للقيمة الاقتصادية والتشغيلية لها التي ستقفز بالبلاد نحو مزيد من التقدم والرقي، وقد كان في استقبال رئيس الدولة لدى حلوله بقصر البلدية حسين بوشهوة رئيس النيابة الخصوصية لبلدية سوسة الذي قدّم له بالمناسبة مفتاح المدينة. كما كان له لقاء مع إطارات الولاية ونواب الجهة بمجلس نواب الشعب وثلة من ممثلي المنظمات الوطنية والجمعيات والشخصيات الوطنية أصيلة الجهة.

تدشين توسعة مخابر «أونيماد» لصناعة الأدوية
استهل رئيس الجمهورية زيارته بتدشين توسعة مخابر «أونيماد» لصناعة الأدوية بالمنطقة الصناعية بمعتمدية القلعة الكبرى باستثمارات جمليّة ستفوق 83 مليون دينار في أفق سنة 2020 وتمكّن من إحداث أكثر من 350 موطن شغل جديد. وجال رئيس الدولة في أرجاء المصنع واستمع إلى شروحات حول عمل المخابر وأصناف الأدوية التي ينتجها والمواصفات التي يتمتع بها في الجودة والمعايير المحددة عالميا من قبل منظمات الصحة الدولية، مثنيًا على خبرة الكفاءات التونسية التي تشرف على كامل مراحل عمليّة التصنيع. هذا وقدّم صاحب المشروع، رضا شرف الدين عرضا حول طريقة العمل والآليات المستحدثة ونوعية الأدوية التي تشمل خاصة السوائل الدوائية في مجال طب العيون والأنف والأذن والحنجرة والمضادات الحيوية والمحاليل الوردية، مثمّنا تشجيع الدولة ودعمها للاستثمار الخاص في هذا القطاع بما يمكّن من تطوير الصناعات الصيدلية في تونس ذات القيمة المُضافة العالية وخلق فرص عمل لحاملي الشهادات العليا وتوسيع وفتح أسواق جديدة في الخارج للصناعة التونسيّة، ذات الجودة العالية المشهود لها عالميّا.

أكثر من 2500 موطن شغل..
وبعد تدشين توسعة مخابر «أونيماد»، أعطى رئيس الجمهورية إشارة انطلاق أشغال تشييد أكبر مركز تجاري في تونس بالقلعة الكبرى. ويمتدّ هذا المشروع، الذي سيمكِّن من إحداث أكثر من 2500 موطن شغل، على مساحة 13 هك بقيمة استثمارات جملية تفوق 140 مليون دينار. وأكدّ رئيس الجمهورية على ضرورة إعطاء الأولوية قدر الإمكان لتسويق المنتوجات التونسية وإرساء شراكة مع صغار المنتجين والمزودين المحليين من فلاحين وصناعيين حماية للاقتصاد التونسي ودعما للتنمية والاستثمار. كما قدّم المستثمر قريش بن سالم عرضا حول مكونات المشروع الذي صمّم ليكون من أهمّ الأقطاب التجاريّة والترفيهية في جهة الساحل وفي تونس وسيجمع أهمّ العلامات التجارية المحلية والعالمية إضافة إلى عدة قاعات سينما ومساحات ترفيهية للأطفال.

61 مليون دينار كلفة انجاز محطة التطهير
إنجاز محطة تطهير سوسة حمدون بمنطقة سيدي عبد الحميد والذي يعدّ من أهم المشاريع في الولاية باعتباره سيمكن من فضّ إشكال التطهير بالجهة والتوقف عن صرف المياه المستعملة في البحر بكلفة جملية تقدر بـ61 مليون دينار، تحول رئيس الجمهورية إلى هذه المحطة للاطلاع على مدى تقدم الأشغال فيها، وقد أوصى بالحرص على الإسراع في إتمام أشغال البناء والتجهيز التي قاربت نسبة تقدمّها 70 % وتدارك التأخير الحاصل في إنجاز هذا المشروع الحيوي وإتمام مكونّاته المتمثّلة في مصرّف بحري لمياه المحطة وقناة تحويل المياه المستعملة، في أقصر الآجال الممكنة، مشدّدا على أهميّة تعهّد الأودية المجاورة وتكثيف جهود الجهر والتنظيف خاصة مع حلول موسم الأمطار. كما تحول فيما بعد إلى الملعب الأولمبي بسوسة أين كانت في استقباله وزيرة شؤون الشباب والرياضة ماجدولين الشارني، ورئيس جامعة كرة القدم وديع الجريء والهيئة المديرة للنجم الرياضي الساحلي، إضافة إلى ثلّة من قدماء اللاعبين والمسيرين والشخصيات الرياضية بالساحل، وقد أعلن خلالها عن البدء في مشروع توسعة طاقة استيعاب الملعب من 25 ألف إلى 40 ألف متفرج بتكلفة تقدر بـ 16.1 مليون دينار، إضافة إلى إحداث مسبح أولمبي بكلفة 9 مليون دينار.

زيارة للمركز القطاعي للتكوين المهني في الإلكترونيك
زيارة الباجي قائد السبسي إلى سوسة كانت متنوعة ولم تقتصر فقط على تدشين مشاريع أو إعطاء إشارة انطلاق مشاريع أخرى بل قام أيضا بزيارة للمركز القطاعي للتكوين المهني في الإلكترونيك بحي العوينة بمدينة سوسة، واطلع على أبرز أنشطته باعتباره يعدّ قاطرة لقطاع التكوين المهني على الصعيد الوطني، وساهم منذ إحداثه في تكوين آلاف الشبان، استجابة لحاجيات سوق الشغل من اليد العاملة المختصة في مجالات الإلكترونيك والتكنولوجيا. كما استمع رئيس الجمهورية لمشاغل الشباب المتكوّن، والإطار التربوي والإداري، وأثنى على المجهودات المبذولة لتطوير عمل المركز والترفيع في مستوى التكوين وتنمية كفاءات المتكوّنين في مجال استخدام أحدث تقنيات تكنولوجيا المعلومات والاتصال، مؤكدا على ضرورة تدعيم الشراكة المقامة حاليّا في إطار التعاون الفرنسي والألماني لما يمثّله التكوين المهني من أهميّة في النهوض بقطاع الشباب ويمكّنهم من تطوير مهاراتهم قصد إدماجهم في سوق الشغل المحلية والعالمية وضمان مساهمتهم في التنمية الاقتصادية والاجتماعية.
لئن أرادت رئاسة الجمهورية والسلط الجهوية أن تكون زيارة استثنائية، فإنها أثارت جدلا كبيرا وخاصة تشريك التلاميذ في الترحيب به، حتى أن مجموعة من المحامين في كل من سوسة وتونس كلفوا صباح أمس عدل تنفيذ من أجل المعاينة ليتم تقديم شكاية جزائية بالمحكمة الابتدائية بسوسة يوم غد ضدّ الأطراف المسؤولة عن ذلك بتهمة تعطيل مرفق عام عن القيام بواجبه. جدل جعل المتابعين لهذه الزيارة يوجهون أنظارهم لا نحو ما حملته من إجراءات ومشاريع مهمة بل نحو مظاهر الزينة والتصفيق وبهرج الاستقبال.

المشاركة في هذا المقال

من نحن

تسعى "المغرب" أن تكون الجريدة المهنية المرجعية في تونس وذلك باعتمادها على خط تحريري يستبق الحدث ولا يكتفي باللهاث وراءه وباحترام القارئ عبر مصداقية الخبر والتثبت فيه لأنه مقدس في مهنتنا ثم السعي المطرد للإضافة في تحليله وتسليط مختلف الأضواء عليه سياسيا وفكريا وثقافيا ليس لـ "المغرب" أعداء لا داخل الحكم أو خارجه... لكننا ضد كل تهديد للمكاسب الحداثية لتونس وضد كل من يريد طمس شخصيتنا الحضارية

النشرة الإخبارية

إشترك في النشرة الإخبارية

اتصل بنا

 
adresse: نهج الحمايدية الطابق 4-41 تونس 1002
 
 
tel : 71905125
 
 fax: 71905115