اتحاد الشغل والتحوير الوزاري: بوعلي المباركي لـ«المغرب»: على الشاهد اختيار الأسماء دون الخضوع إلى أي ضغوطات حزبية أو شخصية

مثله مثل بقية الأحزاب السياسية الموجودة في الحكومة، يعتبر الاتحاد العام التونسي للشغل نفسه معنيا بالمشاورات التي تتم بخصوص التحوير الوزاري ليطالب على عكس حركة النهضة بأن يكون التحوير عميقا وبناء على تقييم موضوعي ولا يقتصر فقط على سدّ الشغورات، تحوير بعيد عن المحاصصة الحزبية وفي صورة

اعتماد هذا التمشي فالاتحاد لن يقف مكتوف الأيدي ولن يكون شاهد زور، موقف كان عبّر عنه صراحة أمينه العام نور الدين الطبوبي في تصريح إعلامي له فحسب وجهة نظره «هناك وزراء حاليا في الحكومة لا يمكن أن يكونوا حتى موظفين عاديين في إدارة».

الأمين العام المساعد للاتحاد العام التونسي للشغل بوعلي المباركي أكد لـ»المغرب» أن الأمين العام للاتحاد كان قد التقى رئيس الحكومة يوسف الشاهد بخصوص التحوير الوزاري المنتظر، والمركزية النقابية موقفها واضح في هذا الشأن، ذلك أن الهدف من هذا التحوير هو دفع العمل الحكومي وبالضرورة يجب أن يشمل في البداية سدّ الشغور ، ذلك أنه من غير المعقول أن تبقى 3 وزارات مهمة دون وزراء وعملية اختيار الأشخاص يجب أن تكون وفق معايير مضبوطة وأن تتوفر فيهم شروط الكفاءة والقدرة على مواجهة التحديات الصعبة المقبلة على غرار العودة المدرسية والجامعية وكذلك ميزانية الدولة، وكل يوم يمرّ دون وجود وزير قار على تلك الوزارات يعدّ خسارة للبلاد.

اعتماد قاعدة التقييم الموضوعي
يرى اتحاد الشغل أن يكون التحوير مبنيا على قاعدة التقييم الموضوعي ودون أي حسابات أخرى لا حزبية ولا شخصية باعتبار أن المرحلة التي تمرّ بها البلاد وفق بوعلي المباركي صعبة جدا وتتطلب من الحكومة شخصيات فاعلة وذات كفاءة وتكون نزيهة ونظيفة وقادرة على تقديم الإضافة وإنجاح عمل الحكومة في محاولة لإنقاذ البلاد والخروج من الوضع الصعب على جميع المستويات، الاقتصادية والاجتماعية وكذلك السياسية، والجميع بدأ يلاحظ أن في الفترة الأخيرة هناك شبه أزمة

سياسية وهذا من شأنه أن يؤثر على عمل الحكومة وكذلك حتى على التحوير الوزاري، ذلك أن رئيس الحكومة يعمل تحت ضغوطات كبيرة جدا وتجاذبات بين الأحزاب، وهو ما أدى إلى تعطيل الإعلان عن التحوير.

يطالب اتحاد الشغل رئيس الحكومة باتخاذ القرار المناسب في مصلحة البلاد لأنه هو الوحيد المسؤول على عمل الحكومة وبالتالي سيحاسب على كل ماهو علاقة بإدارة شؤون البلاد، حسب تعبير الأمين العام المساعد للاتحاد، الذي أشار أيضا إلى أن الشاهد عليه الاختيار دون الخضوع إلى أي ضغوطات حزبية أو شخصية وله الحق إجرائيا في ان يتشاور مع الأحزاب والمنظمات ولكن هذه المشاورات يجب ألا تكون طويلة حتى لا تتحول إلى مسرح لحدوث جدل لا معنى له بل سيعطل العمل الحكومي. هذا ويشدد محدثنا على أنه في الفترة الحالية وبعد الإعلان عن مسألة التحوير الوزاري أغلب الوزارات في حالة شلل، لا يعرف الوزراء إن كانوا من الباقين أو المغادرين، وهذا سيكون له تداعيات سلبية والحال أن كل ساعة لها قيمتها في هذه المرحلة الدقيقة والحساسة.

تحفظات اتحاد الشغل على بعض الوزراء
على الشاهد الإسراع في إتمام مشاوراته في أقرب وقت ممكن والإعلان عن التغييرات في فريقه الحكومي بأي طريقة يراها صالحة، فالمهم هو أن تكون على قاعدة التقييم الموضوعي، وحسب المباركي، فإن الاتحاد لم يمل شروطه على الشاهد لا على مستوى اختيار الوزراء الذين عليهم المغادرة ولا على مستوى اقتراح الأسماء بل أنه يطالب فقط بأن يكون الاختيار حسب المعايير المعروفة، فالتحوير حسب الاتحاد ليس غاية بل ضرورة تقتضي اختيار أشخاص قادرين على التعاطي مع

الملفات الحارقة بشكل ايجابي، ويجب أن يكون لرئيس الحكومة فريق حكومي متناغم ومتناسق من أجل الانطلاق في تنفيذ برامج حكومته وأولوياتها مع مواصلة الالتزام ببنود وثيقة قرطاج.

يرى المباركي أن للاتحاد بعض التحفظات على أداء عدد من الوزراء لعدم قدرتهم على معالجة الإشكاليات والملفات العالقة، رافضا ذكر أسماء هؤلاء الوزراء، واكتفى بالقول إن رئيس الحكومة هو المسؤول الأول على تقييم أداء كل وزير وهو بالتالي القادر على اتخاذ ما يراه صالحا، مشيرا إلى أن الاتصالات مازالت متواصلة بين الطبوبي والشاهد سواء في إطار التحوير الوزاري أو في كل ما له علاقة بالوضع العام للبلاد. ووفق بعض المصادر النقابية الأخرى فإن اتحاد الشغل له تحفظات على وزير التعليم العالي والتربية بالنيابة سليم خلبوس ووزيرة الصحة سميرة مرعي ووزير تكنولوجيات الاتصال أنور معروف.

المشاركة في هذا المقال

من نحن

تسعى "المغرب" أن تكون الجريدة المهنية المرجعية في تونس وذلك باعتمادها على خط تحريري يستبق الحدث ولا يكتفي باللهاث وراءه وباحترام القارئ عبر مصداقية الخبر والتثبت فيه لأنه مقدس في مهنتنا ثم السعي المطرد للإضافة في تحليله وتسليط مختلف الأضواء عليه سياسيا وفكريا وثقافيا ليس لـ "المغرب" أعداء لا داخل الحكم أو خارجه... لكننا ضد كل تهديد للمكاسب الحداثية لتونس وضد كل من يريد طمس شخصيتنا الحضارية

النشرة الإخبارية

إشترك في النشرة الإخبارية

اتصل بنا

 
adresse: نهج الحمايدية الطابق 4-41 تونس 1002
 
 
tel : 71905125
 
 fax: 71905115