رئيس الحكومة الأسبق ورئيس حزب البديل التونسي المهدي جمعة لـ«المغرب»: المهمّ ليس تنظيم الانتخابات البلدية بل ضرورة إنجاحها عبر توفير هذه الشروط..

• لأول مرة يتم التوجه إلى تنظيم انتخابات وهيئة الانتخابات غير مكتملة التركيبة

4 أشهر فقط تفصلنا عن موعد الانتخابات البلدية، ولئن توضحت الصورة لبعض الأحزاب السياسية فإن أحزاب أخرى مازالت تبحث عن تحالفات من أجل المشاركة فيها ، وأحزاب أنهت مشاوراتها في انتظار الإعلان رسميا عن ميلاد ائتلاف انتخابي جديد ونذكر مثلا الحزب الجمهوري والمسار الديمقراطي والتكتل الديمقراطي هذه الأحزاب الثلاثة ستعلن عن تحالفها في الأيام القليلة القادمة، وفي المقابل هناك أحزاب مازالت لم تعرف طريقها حتى أنها طالبت بضرورة تأجيل موعد الانتخابات، ولكن على ما يبدو فإن الانتخابات البلدية ستكون مسرحا لميلاد تحالفات وائتلافات جديدة، وهذا أمر طبيعي باعتبار أن الكل يراهن على هذه المحطة الانتخابية البارزة.
تعززت الساحة السياسية خلال السنة الجارية بأحزاب جديدة على غرار «تونس أولا» التابع للمجموعة المنشقة عن نداء تونس وكذلك «بني وطني» لسعيد العائدي إلى جانب البديل التونسي لرئيس الحكومة الأسبق المهدي جمعة والذي تحصل على تأشيرته القانونية في بداية جوان 2017 وهو بصدد القيام بعديد المشاورات واللقاءات مع عدة أحزاب سياسية على غرار حركة مشروع تونس وآفاق تونس وبني وطني وحزب الوطن لمحمد جغام وآخر اللقاءات كانت مع رضا بالحاج رئيس الهيئة السياسية لحزب «تونس أولا»، مشاورات مازالت لم تتضح معالمها بعد واعتبرها المهدي جمعة تندرج في إطار تبادل الآراء ومعرفة نقاط الالتقاء.

الحزب مفتوح على جميع المشاورات
المهدي جمعة رئيس الحكومة الأسبق ورئيس حزب البديل التونسي أكد لـ«المغرب» أن اللقاء الذي تمّ مع قيادات من حزب «تونس أولا» كان في إطار تبادل الآراء وتقريب وجهات النظر، فالحزب يريد أن تكون علاقاته في الساحة السياسية مفتوحة وليست نمطية، مشددا على أن البديل التونسي التقى العديد من الأحزاب، لقاءات معلنة وأخرى غير معلنة، فهو يريد أن تكون طريقة عمله السياسي مختلفة عما هو موجود ولا أعداء له، فهو يلتقي ويتحادث مع الجميع في نطاق التشاور وتقييم الوضع العام بالبلاد والبحث عن مخارج. وعن إمكانية القيام بتحالف مع الأحزاب التي يتشاور معها. رئيس حزب البديل التونسي قال انه لا يمكن حاليا الحديث عن مثل هذه المسائل وما يمكن التأكيد عليه هو أن الحزب مفتوح على جميع المشاورات لا أكثر ولا أقل واليوم هو بصدد التشاور مع عديد الأطراف على غرار «حركة مشروع تونس وحزب تونس أولا وآفاق تونس وغيرها من الأحزاب... والهدف هو تجميع أكثر ما يمكن من الأحزاب لممارسة السياسة يدا واحدة وبطريقة واحدة وهناك ثوابت لا بدّ من الاتفاق عليها أولا، وهذا هو دور السياسي ، فواجبه أن يتعامل اليوم بطريقة منفتحة والمشاورات مع هذه الأحزاب ستمكن من معرفة نقاط الالتقاء والاختلاف.

مجلة الجماعات المحلية
رئيس الحكومة الأسبق، أوضح بخصوص استعداد حزبه للانتخابات البلدية، أن هذا الموعد قد تمّ تأجيله في مناسبات عديدة وكان من المفروض أن تتم سنة 2015 باعتبار أن استكمال المسار الديمقراطي يتطلب بالضرورة استكمال بناء الهياكل المحلية، فتنظيم هذا الاستحقاق الانتخابي قد تأخر كثيرا ولكن بالرغم من ذلك فإنه من غير الممكن تنظيم هذه الانتخابات دون توفر عدد من الشروط، فالهدف لا يكمن في تنظيم الانتخابات بل في ضرورة إنجاحها وكما سبق وأن تمّ التأكيد عليه فإن نجاحها يستدعي توفر شروط ولا بدّ من تحمل المسؤولية في ذلك، فالشروط واضحة وتتمثل بالأساس في التسريع بالمصادقة على مجلة الجماعات المحلية واعتبر جمعة أن مناقشة هذه المجلة لم تشهد أي تقدم والآجال القانونية تقترب شيئا فشيئا والشرط الثاني هو تركيز الدوائر الجهوية للمحكمة الإدارية وهذه العملية كان المفروض أن تتم منذ فترة.

حياد الإدارة
الشرط الثالث والمهم لنجاح الانتخابات البلدية هو حياد الإدارة واستقلاليتها على جميع المستويات، وفق المهدي جمعة الذي أكد على أن هذه المسألة مهمة جدا ورغم ذلك لم يتم التطرق لها، فالإدارة لها دور كبير في تهيئة الانتخابات من الأمن إلى الجيش إلى وزارات التربية والمالية...، وكل هذه النقاط هي اليوم غير واضحة وغير مهيأة والقيام بكل هذا في وقت وجيز سيكون له انعكاس سلبي على الانتخابات وظروف النجاح لم تعد متوفرة. هذا ويشدد رئيس حزب البديل التونسي على أن الانتخابات البلدية ضرورية منذ سنة 2015، قائلا «نحن على وعي تام بضرورة فضّ هذه الإشكالية وتعميم الديمقراطية وخاصة تجاوز المشاكل المحلية ولكن التسرع وعدم توفير الشروط لا يضمن النجاح، فالتنظيم شيء ولكن الهدف شيء آخر، إذ لا بدّ من توفر كل هذه الشروط قبل المرور إلى إجراء الانتخابات البلدية، هذه الشروط إذا توفرت فمرحبا وإذا لم تتوفر فعلى جميع المسؤولين تحمل المسؤولية».

استكمال تركيبة الهيئة العليا المستقلة للانتخابات
أما بالنسبة إلى الشرط الرابع، فيتمثل بالأساس في التسريع في استكمال تركيبة الهيئة العليا المستقلة للانتخابات، ولأول مرة يتم التوجه إلى تنظيم انتخابات والهيئة غير مكتملة التركيبة، على حسب قول المهدي جمعة، مضيفا» أنه في حال يكون هناك شك في تكوينها أو تركيبتها فإن شروط النجاح لن تتوفر وبذلك فإنه من المهم استكمالها بطريقة مرضية وبالتوافق لتفادي الطعن في نتائج الانتخابات ولكن في تقييم الحزب فإن هذه العملية لم تتم إلى اليوم ونحن نتحدث عن اقتراب موعد الانتخابات وليست لنا هيئة مكتملة التركيبة وهذا من شأنه أن يثير القلق ومؤشر غير مطمئن على نجاح ظروف الانتخابات البلدية، وليس هذا الشرط فقط غير متوفر بل كل الشروط».
استعدادات الأحزاب السياسية للانتخابات البلدية التي لم يعد يفصلها إلا أسابيع قليلة عن تاريخ تقديمها ترشحات قائماتها الانتخابية تحمل العديد من المفاجآت خاصة على مستوى التحالفات، ولئن توضحت الصورة بالنسبة للبعض واختاروا حلفائهم فإنها مازالت ضبابية عند عدد كبير منها.

المشاركة في هذا المقال

من نحن

تسعى "المغرب" أن تكون الجريدة المهنية المرجعية في تونس وذلك باعتمادها على خط تحريري يستبق الحدث ولا يكتفي باللهاث وراءه وباحترام القارئ عبر مصداقية الخبر والتثبت فيه لأنه مقدس في مهنتنا ثم السعي المطرد للإضافة في تحليله وتسليط مختلف الأضواء عليه سياسيا وفكريا وثقافيا ليس لـ "المغرب" أعداء لا داخل الحكم أو خارجه... لكننا ضد كل تهديد للمكاسب الحداثية لتونس وضد كل من يريد طمس شخصيتنا الحضارية

النشرة الإخبارية

إشترك في النشرة الإخبارية

اتصل بنا

 
adresse: نهج الحمايدية الطابق 4-41 تونس 1002
 
 
tel : 71905125
 
 fax: 71905115