بالإضافة إلى حلقات نقاش حول كيفية تقديم الترشحات مع الأحزاب السياسية ومنظمات المجتمع المدني.
تنتهي اليوم عملية التسجيل بالنسبة للانتخابات البلدية فور إغلاق آخر مكتب تسجيل، بعدما فتحت الهيئة العليا المستقلة للانتخابات باب التسجيل وتحيين المعطيات منذ 10 جوان الفارط. عملية التسجيل كانت دون المأمول حسب ما بينه عضو الهيئة نبيل بفون في تصريح لـ«المغرب»، حيث اعتبر أن الهيئة كانت تسعى للحصول على عدد مسجلين أكثر من العدد المتحصل عليه حاليا لكن الأمر طبيعي على حد تعبيره باعتبار أن التسجيل اختياري وليس اجباريا. هذا وقد بلغ عدد المسجلين إلى حد الآن في تونس أكثر من 500 ألف مسجل جديد، في حين بلغ عدد المسجلين في الخارج 300 ألف مسجل بالرغم من أنهم لا يشاركون في الانتخابات المحلية، وسيضاف هذا العدد إلى المسجلين في انتخابات المجلس الوطني التأسيسي سنة 2011، ثم في الانتخابات التشريعية والرئاسية سنة 2014، والمقدر عددهم 5،3 مليون مسجل.
حملات تحسيسية
اليوم الاخير من عملية التسجيل جعل عديد الأحزاب تطلق دعوات وحملات تحسيسية بهدف تشجيع المواطنين على التسجيل والمراجعة والتثبت من معطياتهم إن كانت صحيحة أو لا عن طريق الارساليات القصيرة. الحملات التحسيسية شملت كافة الأحزاب، من ذلك الاستراتيجية الاتصالية التي أطلقتها الهيئة العليا المستقلة للانتخابات من أجل التقرب إلى المواطن أكثر فأكثر، سواء عن طريق الخيم والمكاتب المتنقلة وتوزيع قصاصات تحمل معلومات حول كيفية التسجيل أو كيفية تغيير مكتب الاقتراع وتحيين المعطيات الشخصية، وكذلك عن طريق مواقع التواصل الاجتماعي. آخر يوم في عملية التسجيل، قد يكون الفرصة الأخيرة لمن لم يقم بالتسجيل، وهو ما قد يزيد من عدد المسجلين في اليوم الأخير حسب ما صرح به عضو هيئة الانتخابات نبيل بفون لـ»المغرب». هذا ومن المنتظر أن تعلن الهيئة بصفة رسمية عن الأرقام النهائية لتسجيل الناخبين للانتخابات البلدية 2017» ، في ندوة صحفية صباح غد الجمعة.
هل تتم إعادة فتح باب التسجيل؟
إعادة فتح باب التسجيل من جديد أو في مناسبة قادمة إن كان العدد قليلا أو غير كاف، يبقى أمرا واردا خصوصا وأنه خلال تجربة الانتخابات التشريعية والرئاسية سنة 2014، قد تم تمديد آجال التسجيل في أكثر من مناسبة. لكن في المقابل، وإن كان الأمر مطروحا، فإن هيئة الانتخابات لن تعلن عن هذا القرار إلا بعد انتهاء عملية التسجيل الحالية، حتى لا يتقاعس أو يتراجع المواطنون عن التسجيل على أمل أن يسجلوا مستقبلا في الفترة الثانية من عملية التسجيل، وهو ما جعل الهيئة تعتبر أن التمديد في آجال التسجيل لما بعد 10 أوت الجاري غير وارد حاليا. من جهته، قال نبيل بفون أنه في صورة رأت الهيئة أن التمديد في الآجال ممكن، فان هذا القرار لا يتخذ سوى في اللحظات الأخيرة من آخر يوم للتسجيل أي مساء يوم 10 أوت 2017 تماما مثلما تم بالنسبة للتمديد في آجال التسجيل في انتخابات المجلس الوطني التأسيسي لسنة 2011 وفي الانتخابات التشريعية والرئاسية لسنة 2014.
لقاء مع رئيس الجمهورية
وفي سياق آخر، أدى عضو الهيئة المنتخب مؤخرا من قبل مجلس نواب الشعب عن صنف قاضي عدلي، فاروق بوعسكر اليمين الدستورية يوم أمس أمام رئيس الجمهورية الباجي قائد السبسي بقصر الرئاسة بقرطاج، بالرغم من عدم انتخاب صنفي القــاضـي الإداري، والأسـتاذ الجامعي. كما عقد أعضاء الهيئة لقاء مع رئيس الجمهورية من أجل الوقوف على الوضعية الحالية للهيئة والتقدم الحاصل في عمليّة التسجيل للانتخابات البلدية بالإضافة إلى السبل الكفيلة بضمان إنجاح بقيّة المسار الانتخابي. وفي هذا الإطار، أفاد أنور بلحسن الرئيس المؤقت لهيئة الانتخابات أنّ اللقاء مع رئيس الجمهورية تناول استعدادات الهيئة وقدرتها على تنظيم الاستحقاق الانتخابي البلدي في موعده المقرر ليوم 17 ديسمبر من السنة الجارية في أحسن الظروف.
حول التسجيل والترشحات
هذا ومن المنتظر أن تعقد الهيئة العليا المستقلة للانتخابات صباح اليوم بإحد نزل العاصمة، لقاء موسعا مع الفاعلين السياسيين حول «معطيات تسجيل الناخبين للانتخابات البلدية»، ثم لقاء ثانيا في نفس اليوم مع مكونات المجتمع المدني استعدادا للاستحقاق الانتخابي البلدي. وحسب عضو الهيئة نبيل بفون فإن اللقاء يهدف بالأساس إلى مناقشة مسار عملية التسجيل، ثم من أجل الحديث عن كيفية تقديم الترشحات ومحاولة الاجابة عن استفسارات الأحزاب ومنظمات المجتمع المدني.
أهم المعطيات المنتظر إعلانها من قبل الهيئة عدد المسجلين من الفئة الجديدة التي تم إدراجها بعد تنقيح قانون الانتخابات والاستفتاء وهم القوات الحاملة للسلاح من الأمنيين والعسكريين، الذين يبلغون 187705، ويمثلون 3.5 بالمائة من عدد المسجلين في حالة إن قاموا جميعهم بالتسجيل.
كما اتخذت هيئة الانتخابات خطوة هامة من أجل تشجيع الشباب على المشاركة في الحياة السياسية، من خلال إدراج مادة أطلق عليها «الحقيبة الانتخابية» في برامج التعليم وذلك ابتداء من السنة الدراسية 2017 /2018 بالتعاون مع وزارة التربية لتشمل سنوات 5 و6 ابتدائي و7و8 و9 اعدادي. ويتضمن هذا البرنامج التعريف بالانتخابات وتجذير مبادئ الديمقراطية لدى الناشئة من خلال تقديم دروس نظرية وأخرى تطبيقية تحاكي العملية الانتخابية في مختلف مراحلها على أن تكون طريقة ايصال المعلومة بيداغوجية مدروسة ومبسطة إلى جانب اعتماد العاب يدوية لصناعة صندوق الانتخابات وإعداد الخلوة الانتخابية وغيرها.