الاقتصادية والنهوض بالاستثمار وهو ما سيقع التركيز عليه من خلال بلورة استراتيجية لاستقطاب هذه الكفاءات وتوظيفها في خلق النمو والنهوض بالاستثمار والتنمية في تونس.
إنتظم بقصر المؤتمرات أمس الجمعة المنتدى السنوي للتونسيين بالخارج تحت شعار « التونسيون بالخارج.. وفاء للهوية واستعداد للاسهام في التنمية»، وتناولت أشغال المنتدى الذي حضره رئيس الحكومة يوسف الشاهد أساسا دور التونسيين بالخارج، البالغ عددهم مليونا و300 ألف تونسي، في دفع الاستثمار وسبل إستقطاب الكفاءات التونسية خارج البلاد.
رئيس الحكومة يوسف الشاهد خلال الكلمة التي ألقاها بأشغال المنتدى السنوي للتونسيين بالخارج إعتبر ان التونسيين خارج البلاد يشكلون طاقة بشرية ومخزونا اقتصاديا وتونس في حاجة لتطوير مساهمتهم في الدورة الاقتصادية، وتلك المساهمة تتجاوز الرقم الحالي المتمثل في تحويل 4 الاف مليون دينار سنويا، 5 ٪ من الناتج الخام، لتبلغ مستوى المشاركة الفعلية في الانشطة الاقتصادية والنهوض بالاستثمار.
واكد ان الحكومة تعمل حاليا على بلورة استراتيجية كاملة لاستقطاب هذه الكفاءات وتوظيفها في خلق النمو والنهوض بالاستثمار والتنمية في تونس، بعد أن انخرطت في ارساء استراتيجية للهجرة والتي إنطلق تفعيلها على أرض الواقع من خلال اتخاذ جملة من الاجراءات المتمثلة أساسا في السماح بتوريد سيارة ثانية عند العودة النهائية بالنسبة للعائلات المهاجرة واعطاء الام المهاجرة الحق في استخراج جواز سفر لابنائها القصر واصطحابهم الى الخارج وفتح خط بحري جديد بين مرسيليا ومدينة جرجيس وتدعيم الشباك الموحد.
تجدر الإشارة ان وزير الشؤون الإجتماعية محمد الطرابلسي أكد أول امس، خلال أشغال يوم دراسي حول «الاستراتيجية الوطنية للهجرة»، أن أهداف الاستراتيجية تتنزل في إطار مذكرة الاتفاق التي تم امضاؤها مؤخرا بجنيف بين الحكومة واتحاد الشغل واتحاد الأعراف ومنظمة العمل الدولية حول «برنامج العمل اللائق لتونس للفترة 2017 - 2022» والتي تؤكد على مزيد ضمان العمل اللائق والتغطية الاجتماعية لكل العمال بما في ذلك العمال المهاجرون.
تفويت فرصة لتخفيف الضغط
الأمين العام للاتحاد العام التونسي للشغل نور الدين الطبوبي إعتبر في الكلمة التي ألقاها ان افتقار البلاد لسياسة نشيطة في مجال الهجرة وسلبية المصالح العمومية حال دون إستغلال الإتفاقيات الممضاة في مجال الهجرة وعلى رأسها الاتفاقية المبرمة بين تونس وفرنسا منذ 28 أفريل 2008، والقاضية باستقبال أكثر من تسعة آلاف من الكفاءات التونسية سنويّا في إطار «سياسة الادماج الجمهوري للمهاجر داخل المجتمع الفرنسي.
حيث رأى ان البلاد فوتت فرصة لتخفيف الضغط المسلّط على سوق العمل الوطنية، وتحويل الاتّفاقية مع فرنسا إلى قصّة نجاح حقيقية يمكن تسويقها الى البلدان الأوروبية الأخرى وكشف أنّ نسبة الانتدابات بموجب هذه الاتفاقية لم تتجاوز معدّل 21 % من جملة ما تسمح به الاتّفاقية. ودعا الطبوبي بالتوازي الى مراجعة اتفاقيات الشراكة مع الاتحاد الاوروبي في مجال الهجرة بهدف تكريس حرية تنقل الاشخاص كجزء لا يتجزء من سياسة التبادل الحر وتحقيق التعايش السلمي.
مصالحة بين التونسيين بالخارج والوطن
وزير الشؤون الاجتماعية محمد الطرابلسي تطرق في كلمته إلى أن الدولة عبر مختلف المؤسسات المعنية بالهجرة تبذل جهودا لتحقيق مصالحة بين التونسيين بالمهجر والوطن ومختلف الهياكل ذات الصلة، والتي بدأت في التجسد عبر الحقوق الدستورية التي أصبح يتمتع بها أبناء تونس بالمهجر إلى جانب الإستراتيجية الوطنية للهجرة التي ستعكس السياسة الواضحة للدولة في معالجة هذا الملف.
وأوضح أن الوزارة تسعى عبر تدخلات ديوان التونسيين بالخارج وبالتعاون مع وزارات الخارجية والمالية والشؤون الثقافية والتربية أساسا إلى العمل على تقوية الشعور بالانتماء للوطن والاستفادة من التجارب والمهارات والامكانات الابداعية والمالية لاثراء مسيرة تونس وتحقيق الانتقال الديمقراطي.
اما الهدف من المنتدى السنوي، وفق وزير الشؤون الإجتماعية، فيتمثل في التفاعل بين مختلف الأطراف المتدخلة بخصوص المستجدات التي تم إقرارها استجابة لاستحقاقات ملف الهجرة وانتظارات التونسيين بالمهجر فضلا عن معالجة النقائص التي تم تشخيصها.