والشخصيات الوطنية المستقلة، لتكون النهضة، أول حزب تصوره جاهز للمحطة الانتخابية القادمة ويشارك في كل الدوائر، فيما لا تزال بقية الأحزاب الموجودة في الحكم خاصة منشغلة بخلافاتها الداخلية بالرغم من أنها تضع كل رهاناتها على هذه الانتخابات.
الرؤية مازالت لم تتوضح بعد بخصوص بقية الأحزاب والجبهات والائتلافات إن كانت ستشارك في جميع الدوائر الانتخابية أم لا مثل حركة النهضة، فنداء تونس الذي يعيش صراعات داخلية ولئن قرر خوض الانتخابات في قائمات خاصة به مفتوحة على الشخصيات ذات الإشعاع في جهتها ولشباب نداء تونس، فإنه مازال لم يكشف إن كان سيشارك في كل الدوائر أم لا ولكن المؤشرات الأولى تشير إلى أنه سيكون موجودا في جميع الدوائر، في انتظار كشف بقية الأحزاب الأخرى عن اتجاهها العام، وبالنسبة للجبهة الشعبية وحسب تصريح إعلامي لناطقها الرسمي حمة الهمامي فإنها ستتقدم بقائماتها في كل البلديات والمجالس المحلية والجهوية مع انفتاحها لاستيعاب ما يمكن من الكفاءات والخبرات.
غالبية الأحزاب لا تقبل بالتحالفات الانتخابية
عبد الحميد الجلاصي عضو مجلس الشورى لحركة النهضة أكد لـ«المغرب» أن الحركة اختارت خوض الانتخابات البلدية بقائمات مفتوحة على كل التونسيين والكفاءات الوطنية والشباب المستقلين وستشارك في جميع الدوائر الانتخابية، خيار اتبعته الحركة نظرا لأن غالبية الأحزاب لا تقبل بالتحالفات الانتخابية ولكن رغم ذلك فإنها مفتوحة على كل أشكال الالتقاء من أجل تحقيق الإضافة في العمل البلدي وتعمل المجالس المنتخبة بالنجاعة المطلوبة، مشيرا إلى أن حركة النهضة أيضا لا تهتم فقط بقائماتها الانتخابية بل بالمناخ الانتخابي بصفة عامة باعتبار أن هناك تحدّيا لكافة التونسيين بتحسين نسبة المشاركة لاسيما وأنه بين انتخابات 2011 وانتخابات 2014 تمّ خسارة تقريبا نصف مليون ناخب والتخوف حاليا من حصول عملية نفور من الانتخاب ولذلك فإن المطلوب من الأحزاب السياسية العمل على تنقية المناخات حتى تكون المشاركة الشعبية في المستوى المطلوب.
الحركة قررت خوض الانتخابات البلدية بقائمات مفتوحة أي أن تركيبتها لن تقتصر على أبناء النهضة وستكون مفتوحة على كل من يلتقي مع برنامجها على المستوى المحلي ولكنها ستكون من جهة أخرى منفردة، وفق عضو مجلس الشورى، بمعنى أن الحركة حسمت أمرها بعدم التحالف مع أي حزب سياسي. هذا وبين الجلاصي أن شرعية الهيئات المنتخبة رغم أنها قانونيا كاملة فإنها سياسيا منقوصة بسبب ضعف المشاركة في الانتخابات. وفي المقابل أكد سامي الطريقي عضو مجلس الشورى لـ«المغرب» أن القرار النهائي بخصوص مشاركة الحركة في قائمات مشتركة أو منفردة مازال لم يتخذ بعد مثل بقية الأحزاب السياسية الأخرى وقد تمّ تشكيل هيئة تتولى الإعداد للانتخابات البلدية ويترأسها محسن النويفي وعدم الحسم رسميا في هذه المسألة يعود إلى انشغال الحركة بانتخاباتها الجهوية والمحلية والتي لم تستكملها إلا منذ فترة ليست بالبعيدة.
وضع ضبابي
اتخاذ القرار النهائي وفق الطريقي يكون بعد الاستماع إلى كافة الآراء، المؤيدة والمخالفة، يتم النظر فيها من قبل المكتب التنفيذي الذي يرفع توصياته إلى مجلس الشورى للحركة للحسم فيها نهائيا، وأوضح الطريقي أن من يقول إن الحركة جاهزة للانتخابات البلدية ليس صحيحا وإنما مازالت في وضع ضبابي وليس لديها إلى حدّ كتابة هذه الأسطر رؤية واضحة. ويشار إلى أن حركة النهضة كانت ستنظم اليوم الخميس ندوة صحفية للإعلان عن استعداداتها وتحضيراتها للانتخابات البلدية وكيفية المشاركة فيها، قائمات مشتركة أو منفردة، لكن تمّ تأجيلها إلى موعد لاحق حسب بلاغ لها دون الإشارة إلى أسباب ذلك.
والجدير بالذكر أن عملية التسجيل للانتخابات البلدية كانت قد انطلقت منذ 19 جوان المنقضي وقد تمّ تسجيل أكثر من 50 ألف ناخب في الأسبوعين الأولين والعملية مازالت متواصلة إلى غاية 10 أوت المقبل لتنطلق هيئة الانتخابات خلال شهر سبتمبر 2017 في قبول ترشحات الأحزاب السياسية لهذا الاستحقاق الانتخابي.