عاد الهدوء صباح امس الى معتمدية بئر الحفي من ولاية سيدي بوزيد بعد ان شهدت ليلة ساخنة تصاعدت فيها المواجهات بين اهالي احد الشبان اصيلي المنطقة الذي لقى حتفه وعائلة شاب اخر اصيل ولاية القصرين و اعوان الامن.
اسباب الاحتقان هذه المرة والمواجهات لم تكن على خلفية المطالبة بالتنمية او التشغيل او الحق في التوزيع العادل للثروات الطبيعية او نزاع بين عرشين على قطعة ارض مثلما حدث منذ ايام في إحدى الجهات التونسية بل تعود الى شجار بين 3 افراد تعمد الهالك مضايقة قريبة الشابين الاخرين لتتوسع دائرة الشجار بين العائلتين وتتواصل الى ساعات متاخرة من ليلة امس .
الشجار الذي تزامن مع موعد السوق الاسبوعية خلف تشنجا كبيرا مما استوجب تدخل الامن الا ان الاحتقان تواصل واشتد ليطال اعوان الامن وأهالي الجاني حيث عمد اهالي القتيل غلق الطريق الوطنية رقم 3 على مستوى وسط المدينة مطالبين طرد كافة اقرباء القاتل القاطنين باحد الاحياء.
كما توجهت مجموعة اخرى للاحتجاج امام مركز اللامن ومجموعة ثالثة الى حي الفراشيش (اين يقطن اهالي الجاني) و قاموا بحرق ثلاثة منازل قبل ان تصل تعزيزات امنية هامة الى المكان ولئن تمكنت من السيطرة على الوضع و منع الطرفين من الالتحام والاشتباك مع موعد الافطار إلا ان المواجهات تجددت فيما بعد وتحولت اعداد من اهالي الضحية الى مقر الامن العمومي محاولين اقتحامه فاضطرت القوات الامنية الى استعمال القنابل المسيلة للدموع بشكل مكثف و قد تواصلت تلك المواجهات الى حدود فجر يوم امس.
حرق ممتلكات خاصة وإدارية
وزارة الداخلية افادت انه على إثر الخلاف الذي نشب بالسوق الأسبوعية بمعتمدية بئر الحفي من ولاية سيدي بوزيد بين عدد من متساكني المنطقة، والذي نتج عنه وفاة شاب بعد طعنه بسكين على مستوى الظهر من قبل شاب آخر شهدت المنطقة ذاتها أعمال عنف إستهدفت أعوان الأمن ممّا انجر عنه تعرض أربعة أعوان أثناء مباشرتهم لمهامهم إلى حروق في أماكن مختلفة بأجسادهم أحدهم حالته خطيرة حيث بلغت حروقه الدرجة الثالثة وتمّ نقله إلى مركز الإصابات والحروق البليغة ببنعروس ووضعه تحت العناية المركزة، وذلك جرّاء رمي القوارير الحارقة «مولوتوف» على السيارات الأمنية، كما تعرض عونان آخران إلى إصابات متفاوتة الخطورة جرّاء إصابتهما بالمقذوفات الصلبة والحجارة.. كما تمّ حرق سيارة إدارية أمنية موضوعة على ذمة مركز الأمن الوطني ببئر الحفي.
وكيل الجمهورية لـ«المغرب»: ايقاف 5 أفراد والابحاث متواصلة
من جهته افاد الناطق الرسمي باسم المحكمة الابتدائية بسيدي بوزيد وكيل الجمهورية عبد الستار الخلفي لـ«المغرب» انه تم الاحتفاظ الى غاية كتابة هذه الاسطر بـ5 افراد من بينهم الجانى الاصلي والمشاركين في المعركة ومن المفترض انتهاء الابحاث الاولية يوم امس لتتم احالتهم فيما بعد على النيابة العمومية. المصدر نفسه ذكر ايضا ان الاعتداءات طالت ممتلكات خاصة وأمنية من بينها منزل احد المتهمين والذي تم حرقه بالكامل الى جانب الاضرار الجسدية التى لحقت بأعوان الامن .
عاد وكيل الجمهورية الى السبب الرئيسي لنشوب الشجار والذي ارجعه الى مشاكسة الضحية لفتاة من عائلة الجاني وانطلقت بين 3 اشخاص ثم تحولت الى «عركة بين عرشين» .
اما فيما يتعلق بالإيقافات بخصوص عمليات الحرق فقد بين وكيل الجمهورية ان البحث شمل مبدئيا من تعلقت بهم جريمة القتل العمد والمشاركين في المعركة والقاتل اما البقية فستشملهم الابحاث بموجب القانون في خصوص ما ترتب عن الاعتداءات وجريمة القتل لان هناك اضرارا فادحة على الاملاك الخاصة .