بعد قطع عدد من الدول العربية لعلاقاتها مع قطر: الموقف الرسمي التونسي.. متابعة الوضع بانشغال مع الدعوة للحوار وتغليب الحكمة لتجاوز الخلافات

عبرت تونس عن انشغالها الكبير من إعلان 4 دول خليجية، السعودية والإمارات والبحرين واليمن إلى جانب مصر وليبيا (حكومة تبرق) وجزر المالديف قطع علاقاتها مع قطر واتخاذ قرارات مختلفة

بشأن منع سفر مواطنيها إليها وإغلاق المجال البحري والجوي أمام الطائرات والبواخر القطرية، معربة عن أملها وحسب ما جاء على لسان وزير الخارجية خميس الجهيناوي في أن تكون الخلافات مجرد سحابة عابرة وناتجة عن سوء فهم بين الدول.

قطع دول عربية لعلاقاتها مع قطر والحديث عن موقف رسمي لرئاسة الجمهورية في هذا الشأن أمر سابق لأوانه، وفق ما أكده مصدر من الرئاسة لـ«المغرب»، ولكن في الوقت ذاته فإن الرئاسة منشغلة بالتطورات الحاصلة في دول الخليج وهي بصدد دراسة الموضوع من كافة جوانبه سواء مع وزارة الخارجية أو مع دول أخرى، فالمسألة ليست هينة وبسيطة وما يمكن التأكيد عليه هو أن رئاسة الجمهورية تسعى أن يكون هناك أقل توتر ممكن بين الأشقاء العرب. أما بالنسبة لموقف رئاسة الحكومة فقد أفادت مصادر صلبها أن موقفها تعبر عنه وزارة الخارجية.

الاختلافات سحابة عابرة
عبر الجهيناوي عن انشغاله من التطورات الحاصلة في دول الخليج، معربا عن ثقته ان يكون هذا الاختلاف مجرّد سحابة عابرة ويعول على حكمة جميع الأشقاء في دول الخليج في تجاوز هذه الاختلافات لاسيما في هذه المرحلة الدقيقة والصعبة، داعيا إلى وحدة الصف العربي لمواجهات التحديات في المنطقة وتغليب الحكمة لتجاوز الخلافات، وفق ما أكدته بعض المصادر من وزارة الخارجية لـ«المغرب»، مشيرة إلى أن علاقاتنا تحددها طبيعة العلاقة مع الدول ومصالحنا، فتونس تسعى إلى أن تكون علاقاتها دائما بعيدة كل البعد عن الصراعات والاختلافات كما أنها لن تتدخل في الأزمة الخليجية وستبقى على نفس المسافة من الجميع وهذا لا يمنع من القول إن الأزمة الموجودة تثير الانشغال.

التعويل على حكمة الخليجيين
ملف الأزمة في دول الخليج قيد متابعة وزارة الخارجية وإذا كان هناك داع للتدخل فستقوم تونس بذلك ولكن إلى حدّ كتابة هذه الأسطر وفق مصادرنا لم يطلب منها ذلك. وأشارت مصادرنا أن الوزارة لن تصدر أي بلاغ رسمي في هذا الشأن وسيتم الاكتفاء بالتصريح الإعلامي الذي أدلى به الوزير على هامش النقطة الإعلامية مع وزير الخارجية الفلسطيني أمس، حيث لخصّ موقف الوزارة في 3 أشياء، الانشغال بالوضع في الخليج والقرارات الأخيرة التي اتخذتها مجموعة عدد من الدول العربية وثانيا في وجود أمل وثقة في الخليجيين لتجاوز الخلافات الجارية بينهم وإيجاد حلّ يرضي كافة الأطراف للحفاظ على مناعة دولهم التي لها دور مهم على الساحة العربية، وثالثا التعويل على حكمة دول الخليج في أن يتم حصر الإشكال وتجاوز هذه الأزمة. ويشار إلى أن وزير الشؤون الخارجية الفلسطيني، رياض المالكي عبّر بدوره خلال اللقاء الإعلامي عن أسفه لما تشهده دول الخليج فيما بينها، مبينا أن «ما حدث لم يكن مطلبا عربيا على الإطلاق ولن يكون، بالنظر إلى أن الجميع يبحث عن الانسجام والتوافق وتوحيد المواقف والقدرات والإمكانات لصالح الأهداف العربية». وأعرب عن أمله في أن تكون هناك أصوات عاقلة تعمل على إعادة اللحمة بين هذه الدول الخليجية.

المشاركة في هذا المقال

من نحن

تسعى "المغرب" أن تكون الجريدة المهنية المرجعية في تونس وذلك باعتمادها على خط تحريري يستبق الحدث ولا يكتفي باللهاث وراءه وباحترام القارئ عبر مصداقية الخبر والتثبت فيه لأنه مقدس في مهنتنا ثم السعي المطرد للإضافة في تحليله وتسليط مختلف الأضواء عليه سياسيا وفكريا وثقافيا ليس لـ "المغرب" أعداء لا داخل الحكم أو خارجه... لكننا ضد كل تهديد للمكاسب الحداثية لتونس وضد كل من يريد طمس شخصيتنا الحضارية

النشرة الإخبارية

إشترك في النشرة الإخبارية

اتصل بنا

 
adresse: نهج الحمايدية الطابق 4-41 تونس 1002
 
 
tel : 71905125
 
 fax: 71905115