صلاح الدين الجمالي السفير التونسي الأسبق بليبيا والممثل الخاص للأمين العام لجامعة الدول العربية في ليبيا لـ«المغرب»: الأوضاع في ليبيا مهددة بالعودة إلى نقطة الصفر وهذا خطر على المسيرة السلمية ونحن ضد أي تدخل خارجي

تواترت الاحداث في ليبيا خلال اليومين الاخيرين، حيث عرفت تصاعدا غير مسبوق، بالاخص في كل من طرابلس ودرنة من شن ضربات عسكرية الى مواجهات مسلحة بين جميع الاطراف فهل لهذه الاحداث تأثير على المبادرة الثلاثية التونسية الجزائرية والمصرية من اجل

حل الازمة الليبية خاصة بعد تداول اخبار بان الجيش المصري هو الذي قصف درنة ، وما هي حقيقية الاوضاع في ليبيا ؟

تأزم الاوضاع على الميدان انطلق بطرابلس عاصمة ليبيا بعد تصاعد وتيرة المواجهات المسلحة بين مختلف الاطراف مما اسفر عن سقوط عدد كبير من الضحايا، الا ان ما وقع في درنة مساء يوم الجمعة كان مفاجئا حيث تم قصف درنة من قبل الجيش المصري وفق ما يتم تداوله اعلاميا اثر الاعتداء الارهابي الذي استهدف اقباط مصر وإعلان الرئيس المصري انه امر بضرب «معسكرات الارهاب» .

تعددت المبادرات الدولية من اجل حل الازمة الليبية وتقريب وجهات النظر بين الفرقاء الليبين وأهمها مبادرة رئيس الجمهورية التى تم توقيعها في 20 فيفري 2017 من قبل وزراء خارجية تونس والجزائر ومصر وبحضور رئيس الجمهورية الباجي قائد السبسي في قصر قرطاج، وتهدف لدعم التسوية السياسية الشاملة في ليبيا، والمصالحة الوطنية في ليبيا، لكن الوقائع التى شهدتها ليبيا خلال اليومين الاخيرين قد يكون لها تأثير على هذه التسوية التى تقدمت اشواطا .

الممثل الخاص للامين العام لجامعة الدول العربية في ليبيا صلاح الدين الجمالي اوضح في تصريح لـ«المغرب» ما يجري في ليبيا ومآل المشاورات مع مختلف الاطراف الليبية الى جانب الموقف من القصف الذي تعرضت له درنة، حيث اكد انه كان يتمنى لو كان شهر رمضان فاتح خير على الشعب الليبي خاصة بعد المسيرة السلمية التي انطلقت منذ مدة بين الفرقاء الليبيين على غرار المشير خليفة حفتر وفايز السراج رئيس حكومة الوفاق الوطني ومختلف الاطراف الاخرى وبدأ منطلق السلام يسود على حد تعبيره، مضيفا “ الا اننا تفاجأنا بحدوث انقلاب خطير على هذه المسيرة السلمية”، في الوقت الذي كنا ننتظر فيه ان تكون طرابلس عاصمة لهذه المسيرة ، تجددت المواجهات المسلحة والاشتباكات من كل جانب .

السفير الاسبق في ليبيا وممثل الامين العام لجامعة الدول العربية في ليبيا شدد على ان ما يحدث في طرابلس هو الاخطر مما يجعل ليبيا مهددة بالعودة الى نقطة الصفر معبرا عن خشيته من تعثر كل المساعي التي هدفت الى حل الازمة مشيرا الى ان ما حدث هو نتيجة خوف بعض العناصر على مصالحها لذلك انقلبت على المسار ، داعيا الليبين الى العودة الى طاولة الحوار وترك السلاح جانبا لانه لا يخدم القضية الليبية ودعم حكومة الوفاق الوطني التي كونت لتجميع كل الاطراف.

اختلطت الأوراق
وبالعودة الى موضوع درنة والقصف الذي عرفته ، قال ان الاوراق اختلطت مذكرا بأن درنة تعد بؤرة من بؤر المتطرفين ولذلك من الصعب معرفة من ضرب درنة لان الغموض يلف بها ، لكن الجمالي شدد على ان مسالة التدخل الاجنبي او الخارجي في ليبيا مرفوضة مهما كانت الاسباب ومن كان وراءها .

وعن الاخبار المتداولة حول ضرب الجيش المصري لدرنة اوضح الجمالي انه لا يمكن الجزم بذلك حاليا وان رئيس مصر اعلن انه متضرر من الارهاب لكنه لم يحدد درنة بالضبط بل يتهم كل ما هو ارهاب يتغذى من السلاح ، لكن مبدئيا “نحن ضد اي تدخل خارجي” على حد قوله .

اما فيما يتعلق بتعاون القوات المصرية مع حفتر فقد علق الجمالي انه كان في مصر منذ فترة قصيرة وانه لا وجود لتحالف عسكري مع حفتر لكن هناك مساع مع حفتر والسراج ... في اطار ايجاد حل لحل الازمة الليبية مشيرا الى ان مصر لم تتخل على الحل السلمي وانه كان من المنتظر تنظيم لقاء بين حفتر والسراج منذ الاسبوع الماضي لكن المواجهات الحالية عطلت ذلك .

درنة عملية معزولة ..ولكل حادث حديث
وعن رأيه في القصف افاد «مبدئيا، نحن ضد أي تدخل خارجي عسكري مهما كانت جهته لانه يساهم في تعطيل المسار التوافقي وتعقيد الامور ، ونحن اليوم لا نعرف هل هي ردة فعل ام هو تضامن مع حفتر ..» وأضاف انه من المؤكد ان جميع الاطراف الموقعة على المبادرة للتسوية الشاملة في ليبيا حريصة على مواصلة العملية السلمية وهي مشروع ينسق للسلم ولتجيمع كل الاطراف الليبية ، اما اذا تاكدت مسالة قصف الجيش المصري لدرنة فقد علق الجمالي ان لكل حادث حديث .
درنة وفق الجمالي عملية معزولة اما طرابلس فهي عملية «خلط الاوراق وإجهاض للعملية السلمية « وهو خطر كبير يمكن ان يعيد الامور الى نقطة الصفر لان المواجهات تعمقت متسائلا بعد ان عرفت نوعا ما من الهدنة والتفاؤل ولقاءات بين مختلف الاطراف وكبار المسؤولين تنقلب الامور لماذا ؟ ، هذه العملية تشمل الجميع ومستقبل ليبيا ومستقبل هوكل ليبي ولذلك فإن لغة السلاح والهجومات المتبادلة المنتشرة في كل مكان تجعل ليبيا مهددة بالعودة الى نقطة الصفر وهذا خطر على المسيرة السلمية فيها على حد قوله.

المشاركة في هذا المقال

من نحن

تسعى "المغرب" أن تكون الجريدة المهنية المرجعية في تونس وذلك باعتمادها على خط تحريري يستبق الحدث ولا يكتفي باللهاث وراءه وباحترام القارئ عبر مصداقية الخبر والتثبت فيه لأنه مقدس في مهنتنا ثم السعي المطرد للإضافة في تحليله وتسليط مختلف الأضواء عليه سياسيا وفكريا وثقافيا ليس لـ "المغرب" أعداء لا داخل الحكم أو خارجه... لكننا ضد كل تهديد للمكاسب الحداثية لتونس وضد كل من يريد طمس شخصيتنا الحضارية

النشرة الإخبارية

إشترك في النشرة الإخبارية

اتصل بنا

 
adresse: نهج الحمايدية الطابق 4-41 تونس 1002
 
 
tel : 71905125
 
 fax: 71905115