تطاوين في تصعيد غير مسبوق: وفاة الشاب أنور السكرافي .. مواجهات .. إصابات في صفوف الأمنيين وحرق مقرات وسيارات أمنية

دخل اعتصام الكامور في تصعيد خطير ولم يعد الاعتصام في محطة الضخ فقط بل أصبح في كامل ولاية تطاوين، حيث شهدت الجهة حالة كبيرة من الاحتقان، احتجاجات رافقتها عمليات نهب لمستودع البلدية

ومستودع الديوانة قبل أن تتحول إلى مواجهات مع قوات الأمن الذين اضطروا إلى استخدام الغاز المسيل للدموع من أجل تفريق المحتجين، احتجاجات أقدم خلالها المحتجون على حرق إقليم الحرس الوطني والمنطقة الجهوية للأمن العمومي بعد انسحاب قوات الأمن منهما، تصعيد أعزت سببه تنسيقية اعتصام الكامور إلى تصعيد الأمن وتعمدهم حرق خيام الاعتصام وإتلاف حاجيات المعتصمين وكذلك وفاة أحد المعتصمين أنور السكرافي.

اشتباكات جدت بين قوات الأمن والمحتجين دامت لساعات، انطلقت من العاشرة صباحا إلى حدود الساعة الثانية بعد الزوال، تمّ خلالها حرق مقري إقليم الحرس الوطني والشرطة من قبل المحتجين، وفق ما أكده عضو تنسيقية اعتصام شباب تطاوين جمال خلف الله لـ»المغرب»، مشيرا إلى أن الوضع مستقر في الكامور مع تواصل غلق المضخة، مشددا على أن قوات الجيش والأمن لم تستطع السيطرة على الوضع نتيجة ارتفاع عدد المعتصمين في المحطة الذين تمت ملاحقتهم بعديد السيارات الأمنية رباعية الدفع وسط وجود حاجز أمني إلى حدّ كتابة هذه الأسطر بين الجيش وقوات الحرس الوطني الذين احتموا في ثكنة الجيش.

«تنسيقية الاعتصام..«تطاوين قد خرجت عن بكرة أبيها

التطورات الخطيرة التي شهدها اعتصام الكامور من اعتصام سلمي إلى مواجهات، أعزى أسبابها عضو التنسيقية إلى التعزيزات الأمنية التي وصلت مساء أول أمس إلى محطة الضخ والاعتداء على عدد من المعتصمين وإعادة فتح المضخة إلى جانب تعمد الوحدات الأمنية صباح أمس حرق خيام الاعتصام من أجل فضه، هذه الأسباب الرئيسية جعلت الوضع يتطور إلى هذا الحدّ إلى جانب وفاة أحد المعتصمين أنور السكرافي والتي زادت في تأزيم الوضع.

حاولت تنسيقية الاعتصام المحافظة على الطابع السلمي لتحركاتها الاحتجاجية وتمّ تنظيم مسيرة سلمية مساء أول أمس في وسط مدينة تطاوين وكذلك صباح أمس ولكن استعمال الغاز المسيل للدموع من قبل قوات الأمن أجبرت الشباب المعتصم على الدخول في مواجهة وصدامات معهم، وفق جمال خلف الله، مشددا على أن تطاوين قد خرجت عن بكرة أبيها واليوم أصبح الحديث ليس عن اعتصام الكامور بل عن اعتصام الولاية بأكملها وكذلك لم يعد هناك مجال للحديث عن السلمية والحق في الاعتصام والمطالب المرفوعة، فتطاوين باتت اليوم مفتوحة على كل التحركات، وإذا قررت الحكومة التصعيد فإنّ المحتجين سيصعدون إلى أبعد من المواجهات القائمة، على حدّ تعبير محدثنا، الذي أشار في الوقت ذاته أن الحكومة مازالت لم تتفاعل مع مطالب الجهة بالرغم من هذه التطورات وهناك فقط صوت الرصاص والغاز المسيل للدموع في المدينة.

اتحاد الشغل بالجهة يحمل المسؤولية للحكومة
تتواصل عمليات الكرّ والفر بين المعتصمين وقوات الأمن وسط الاستعمال المكثف للغاز المسيل للدموع وتسجيل عدد كبير من حالات الاختناق مما أحدث فوضى في المستشفى الجهوي بتطاوين وعدم قدرته على استيعاب المزيد من حالات الاختناق، وضع محتقن حمّل الاتحاد الجهوي للشغل بتطاوين في بيان له المسؤولية الكاملة للحكومة وذلك باستعمالها العنف لفض الاحتجاج السلمي سواء بالكامور أو الولاية، داعيا إياها إلى الحوار مع الشباب المحتج الذي يطالب بالشغل والتنمية . كما دعا الاتحاد الجهوي في ذات البيان كل منخرطيه العاملين بالصحراء في الشركات البترولية وشركات الخدمات إلى تنظيم وقفة احتجاجية للتعبير عن مساندة أهالي الجهة المحتجين. هذا وحذّر الاتحاد العام التونسي للشغل بعد اجتماع مكتبه التنفيذي من التصعيد الحاصل في المنطقة النفطية بكلّ من تطاوين وقبلّي، داعيا الشباب المعتصم إلى عدم الانسياق وراء الدعوات التي تدفع إلى التصادم مع الجيش وإنهاكه وإلى تعطيل الإنتاج. واعتبر اتحاد الشغل في بيان صادر عنه أن «الحكومة ملزمة بالحضور ميدانيّا وبمواصلة التحاور مع الشباب وإيجاد الحلول الفعلية والنّاجعة»، محملا «بعض الأطراف التي تسعى إلى توظيف التحرّكات الاجتماعية مسؤولياتهم».

إضراب عام
بعد الاجتماع الأمني الطارئ المخصص لمتابعة الوضع الأمني في....

اشترك في النسخة الرقمية للمغرب ابتداء من 25 د

المشاركة في هذا المقال

من نحن

تسعى "المغرب" أن تكون الجريدة المهنية المرجعية في تونس وذلك باعتمادها على خط تحريري يستبق الحدث ولا يكتفي باللهاث وراءه وباحترام القارئ عبر مصداقية الخبر والتثبت فيه لأنه مقدس في مهنتنا ثم السعي المطرد للإضافة في تحليله وتسليط مختلف الأضواء عليه سياسيا وفكريا وثقافيا ليس لـ "المغرب" أعداء لا داخل الحكم أو خارجه... لكننا ضد كل تهديد للمكاسب الحداثية لتونس وضد كل من يريد طمس شخصيتنا الحضارية

النشرة الإخبارية

إشترك في النشرة الإخبارية

اتصل بنا

 
adresse: نهج الحمايدية الطابق 4-41 تونس 1002
 
 
tel : 71905125
 
 fax: 71905115