ناجي جلول وزير التربية المقال لـ«المغرب» إقالتي خطأ سياسي قاتل ورئيس الحكومة استجاب لضغوطات اتحاد الشغل

حوالي السنة على «الصراع» الذي انطلق بين نقابات التعليم الثانوي والأساسي ووزير التربية المقال ناجي جلول الذي صمد على مدى السنتين بالرغم من التحويرات الوزارية المتتالية سواء كان في حكومة الحبيب الصيد أو في حكومة يوسف الشاهد

وأبدى الرئيسان - الشاهد والصيد- تمسكا بجلول ، إلا أن إصرار الاتحاد العام التونسي للشغل كان اشدّ من إصرار جلول في حدّ ذاته لفرضه التخلي عن الوزارة ومن رغبة الشاهد الإبقاء عليه ووجد نفسه خارج أبواب الوزارة في سيناريو شبيه بسيناريو زميله سعيد العايدي وزير الصحة السابق الذي تم التخلي عنه بعد تشبث الجامعة العامة للصحة.

أسباب إقالة جلول معلومة وكذلك أسباب إقالة وزيرة المالية لمياء الزريبي والتي كانت متوقعة على عكس جلول، هذه الحقيبة، وزارة المالية، التي تسند لأول مرة لامرأة لم تدم طويلا ونسفت بها تصريحات وصفت بغير «المسؤولة» وأدت إلى تدهور الدينار التونسي في ظلّ وضع اقتصادي صعب بل هش.

للمرة الثالثة يضطر الشاهد لإقالة أو التخلي عن احد أعضاء فريقه من حكومة الوحدة الوطنية بعد وزير الشؤون الدينية عبد الجليل بن سالم بسبب خطأ في التصريحات فعبيد البريكي وزير الوظيفة العمومية وإلغاء هذه الخطة وإلحاقها برئاسة الحكومة فناجي جلول ولمياء الزريبي والبقية تأتي قبل أن تخطو هذه الحكومة خطوتها الأولى ومضي سنة على تكوينها. إقالة اعتبرها ناجي جلول في تصريح له لـ«المغرب» خطأ سياسي قاتل، ذلك أن رئيس الحكومة قد استجاب لضغوطات اتحاد الشغل من أجل إرضاء النقابات، مشيرا إلى أن إقالته من منصبه في هذا الوقت، اقتراب موعد الامتحانات، يعدّ كارثة لكن القرار الأخير يبقى لرئيس الحكومة وسيواصل دفاعه عن الحكومة من أي موقع كان من أجل مصلحة البلاد. كما أشار جلول إلى أن الشاهد كان قد عرض عليه منصبين وزاريين لكنه رفض ذلك إيمانا منه أنه أدى واجبه على أكمل وجه وليس هناك أي داع لإقالته وتكليفه بحقيبة وزارية أخرى.

نفى عدد من أعضاء الحكومة وجود صفقة بين رئاسة الحكومة والاتحاد العام التونسي للشغل على غرار المهدي بن غربية وزير العلاقة مع مجلس نواب الشعب والهيئات الدستورية وحقوق الإنسان الذي أكد أن الشاهد يقوم بتقييم دوري لوزرائه وكذلك سليم خلبوص وزير التعليم العالي والتربية بالنيابة بقوله إن رئيس الحكومة لديه عدة معطيات يأخذها بعين الاعتبار وأن هناك عملا معطلا بوزارة التربية بسبب الصراع القائم بين الوزير ونقابات التعليم الأساسي والثانوي، صراع امتد لأكثر من سنة ونصف حتى أن الأمين العام لاتحاد الشغل نور الدين الطبوبي اعتبر التجاذبات القائمة بين الجانبين طالت أكثر من اللازم.

المشاركة في هذا المقال

من نحن

تسعى "المغرب" أن تكون الجريدة المهنية المرجعية في تونس وذلك باعتمادها على خط تحريري يستبق الحدث ولا يكتفي باللهاث وراءه وباحترام القارئ عبر مصداقية الخبر والتثبت فيه لأنه مقدس في مهنتنا ثم السعي المطرد للإضافة في تحليله وتسليط مختلف الأضواء عليه سياسيا وفكريا وثقافيا ليس لـ "المغرب" أعداء لا داخل الحكم أو خارجه... لكننا ضد كل تهديد للمكاسب الحداثية لتونس وضد كل من يريد طمس شخصيتنا الحضارية

النشرة الإخبارية

إشترك في النشرة الإخبارية

اتصل بنا

 
adresse: نهج الحمايدية الطابق 4-41 تونس 1002
 
 
tel : 71905125
 
 fax: 71905115