نداء تونس : انسحاب بطعم الإقالة للنائبة الشتاوي: في الوقت الذي يحشد الحزب أعضاء جددا الكتلة تخسر نوّابها

المرتبة الثانية اثر موجة الاستقالات التى عرفتها اثر مؤتمر سوسة وأصبحت النهضة هي صاحبة المرتبة الاولى وبالرغم من تمكن كتلة النداء من تصدر القائمة في مناسبة اخرى جراء انضمام عدد من النواب من الاتحاد الوطني الحر والمستقلين ، الا انها خسرت مرة اخرى هذه الصدارة.

في تدوينة لها على موقع التواصل الاجتماعي مساء يوم الخميس اعلنت النائبة ليلى الشتاوي عن انسحابها من كتلة النداء ومن الحزب، ولئن اكدت كتلتها بعد اصدار التدوينة ان قرار اقالة الشتاوي احيل الى رئيس المجلس منذ يوم 21 افريل وممضى من طرف رئيس الكتلة سفيان طوبال الا انه وفق اخر تحيين لعدد اعضاء الكتل النيابية في 25 افريل الجاري فان اسم الشتاوي مدرج من بين اعضاء كتلة النداء الى غاية كتابة هذه الاسطر، ووفق ما تم الاعلان عنه من قبل فوزية بن فضة النائب الثاني لرئيس مجلس نواب الشعب خلال الجلسة العامة ليوم 25 افريل 2017 عن إقالة النائب السيدة ناجية بن عبد الحفيظ من كتلة نداء تونس، أصبح عدد اعضائها تبعا لذلك 63 عضوا، ولم يتم الاعلان بعد تلك الجلسة عن أي تغيير في عدد الكتل ، واذا تمت اضافة انسحاب الشتاوي فان عدد نواب النداء تبعا لذلك يصبح 62 نائبا، مقابل 69 لكتلة حركة النهضة.

لا علم لي بالقرار
على عكس ما يشهده الحزب بين اليوم والآخر من اعلان انضمام اعضاء جدد على غرار وزراء سابقين ورجال سياسة واساتذة وآخرها كان يوم امس حيث اعلنت الهيئة السياسية للحزب عن التحاق محمد سمير دغفوس الأستاذ الجامعي في الطب ورئيس قسم ، الى المكتب الوطني للنداء ، فان الكتلة تعرف تراجعا في عدد نوابها وان شددت حركة النهضة في اكثر من مناسبة انها لن تغيّر من تركيبة المجلس على اثر التغييرات التي تشهدها كتلة النداء فان ذلك سيكون له تاثير على الانتخابات البلدية المقبلة.

لقد نشرت الشتاوي انها قررت الانسحاب من كتلة وحزب حركة نداء تونس، واكدت ان الحزب يعيش وضعا مترديا منذ مدة طويلة وأنها كانت تامل في ان يتخلى بعض الاشخاص عن عملية التخريب الممنهج ضد حزبهم وأهدافه لكن الحقيقة التي لم يعد ممكنا تجاهلها بأن الفساد والتخريب في نداء تونس بلغ مداه وصار الحزب نسخة مشوهة للمشروع الأصلي بعد أن وقع دفع الكفاءات و المناضلات والمناضلين لمغادرة الحزب وبعد أن وقع التخلي عن المبادئ والأهداف التي تأسس عليها الحزب و جر الحزب إلى تحالفات تخدم مصلحة خصومه فقط ولم يعد ذلك الحزب الذي صوت لفائدته مئات الآلاف من التونسيات والتونسيين على حد تعبيرها.

في السياق ذاته تقول النائبة المنسحبة من النداء لـ«المغرب» الا علم لها بالقرار الذي اتخذه رئيس الكتلة سفيان طوبال والذي يجب ان يمر حتما بمكتب المجلس ثم يتم الاعلان عن قرار الاقالة في جلسة عامة لكن اخر جلسة منعقدة يوم الثلاثاء الماضي لم يقع خلالها الاعلان عن أي قرار من هذا القبيل في الوقت الذي تم الاعلان عن اقالة النائبة ناجية بن حفيظ.

ووفق درايتها بممارسات عدد «من الندائيين» فان الشتاوي لا تستغرب انه عند نشرها قرار الانسحاب سرعان ما يتم نشر قرار الاقالة مذكرة بما تعرضت له في لجنة التشريع العام خلال هذا الاسبوع حيث تم حذف اسمها من تركيبة اللجنة وتعويضها بسفيان طوبال دون علمها وفوجئت بذلك قبل دخولها لحضور جلسة مناقشة مشروع قانون المصالحة معتبرة مثل تلك التصرفات لا تجوز لا من الناحية الاخلاقية ولا من الناحية القانونية .

بعد مغادرة الشتاوي : النداء يخسر كل نوابه عن دائرة تونس 2
في الوقت الذي تستعد فيه الحركة الى الانتخابات البلدية فانه بعد القرار الاخير للشتاوي بالانسحاب تخسر كتلة نداء تونس اخر نائب لها عن دائرة تونس 2 والتي تعد من ابرز الدوائر الانتخابية التي تمكن خلالها الحزب من الظفر بـ5 مقاعد بعد الحصول على اعلى نسب تصويت فيها من بين 33 دائرة انتخابية بالداخل والخارج، وهم كل من سعيد العايدي وزير الصحة السابق الذي استقال من النداء، بشرى بالحاج حميدة المستقيلة ايضا من الكتلة وهي مستقلة الان ، مصطفى بن احمد الذي غادر النداء الى كتلة حركة مشروع تونس ثم الانسحاب من المشروع وهو الان مستقل أيضا الصحبي بن فرج الذي استقال من النداء وانضم الى كتلة الحرة لحركة مشروع تونس.

وفرنسا ايضا
كما خسرت كتلة النداء عمليا كل النواب عن دائرة فرنسا بعد ان تمت اقالة النائبة ناجية حفيظ عن فرنسا الجنوبية علما وان النائب الوحيد المضمن اسمه بقائمة نواب كتلة النداء كمال الذوادي سبق وان تم الاعلان انه بصدد المعالجة بعد ان راجت اخبار بانه لم يحضر جلسات .

الشتاوي شددت على انها تعرضت لشتى أنواع الدسائس والمؤامرة من داخل الحزب منذ أن طرحت تشكيل لجنة التحقيق في التسفير التي تقدمت بشكل جيد في عملها وتمكنت من الحصول على شهادات مهمة فيما يتعلق بعائدين من بؤر التوتر وعائلات لبعض الذين غادروا الى سوريا وهي لا تستغرب ابعادها من هذه اللجنة ايضا قريبا بالرغم من انها صاحبة المبادرة.

مختلف هذه الممارسات جعل من النائبة تقتنع باستحالة مواصلة العمل داخل الكتلة و الحزب وفق قناعتها التي لا يمكن التخلي عنها، وللتذكير فان لجنة النظام الداخلي للنداء اتخذت قرارا بتجميد عضوية ليلى الشتاوي في الحزب وفي الكتلة البرلمانية بعد ثبوت تعمدها تسريب تسجيلات من اجتماعات داخلية للحركة في منتصف شهر مارس الماضي واحالة ملفها على المؤتمر، لكن يبدو ان الكتلة قررت اقالتها قبل تنظيم المؤتمر الذي لم يتم الاعلان بعد عن موعده وقد افادت مصادر لـ«المغرب» انه تم تاجيل النظر في عقد المؤتمر والاهتمام بالانتخابات البلدية وانه لا يمكن الاهتمام بالاثنين في نفس الوقت.