النائب عن حركة مشروع تونس الصحبي بن فرج الذي زار منذ فترة قصيرة رفقة ثلة من النواب سوريا والتقى بشار الاسد ، يقول في تصريح لـ«المغرب» ان العدوان الامريكي خارج أطر الدولة ، على اسس اتهمامات غير مؤكدة ولم تكن نتيجة تحقيقات وبالتالي فان اي خرق لاجواء اي دولة بناء على اتهامات غير مؤكدة مع وجود طرف اخر متهم ايضا هو مناف للقوانين الدولية .
بن فرج شدد على ان سير الاحداث في الفترة الاخيرة بالاراضي السورية ومنها العملية الاخيرة التى استعمل فيها السلاح الكيميائي المحظور يبين ان هناك استراتيجية لتشريع التدخل العسكري ولخلق بؤر توتر معبرا في الان ذاته عن اسفه من مواقف البعض التي تصبّ في خانة «الخندق المعادي» لسوريا على حد قوله والذين شنوا حملة على سوريا مشددا على ان هذا البلد سيتجاوز هذه المحنة.
من جهته اكد التيار الشعبي ان العدوان الامريكي الذي حصل في سوريا ما هو إلا حلقة في مسلسل الحرب التي تشن على الشعب والدولة السورية لإسقاطها و تفكيكها منذ ست سنوات واستمرار للعدوان الشامل على الامة العربية منذ 2003 على العراق و2006 على لبنان و2011 على ليبيا واليمن.
كما ادان مواقف بعض الاحزاب التونسية التي تصر على التورط في دماء ابناء الامة العربية حيث وضعت هذه الاحزاب نفسها في خدمة مشروع تفكيك الدولة الوطنية .
الحزب الجمهوري اعتبر ان هذا العدوان يعدّ تماديا في السياسة الأمريكية المارقة عن الشرعية الدولية و المهددة للسلم والاستقرار في المنطقة، وجدد تضامنه المطلق مع الشعب السوري الشقيق وجيشه في حربهم على الإرهاب المدعوم إقليميا ودوليا.
ودعا الخارجية التونسية لإدانة هذا العدوان و اعتباره خرقا لسيادة دولة عربية شقيقة، و ضربا للجهود الدولية لإيجاد حل سياسي للأزمة السورية، والتونسيين للتعبير بكل الاشكال المتاحة عن رفض هذا العدوان و التضامن مع الشعب السوري.
بدورها عبرت حركة النهضة على لسان رئيس كتلها نورالدين البحيري في تصريح لـ«المغرب» عن ادانتها لهذا العدوان وما وصلت اليه الاوضاع بهذا البلد كما عرج البحيري على «المجزرة» الى ارتكبها بشار الاسد في بلدة خان شيخون في مدينة إدلب السورية في حق المدنيين العزل بأسلحة كيميائية مشيرا الى ان النهضة سبق ان نبهت من ان منطق التحارب والاقتتال يؤدي الى الخراب والدمار وان منظمات دولية على غرار منظمة العفو الدولية طالبت بمحاسبة مرتكبي جرائم ضد الانسانية لكن للاسف الشديد هناك من اعترض على لائحة الادانة لهذه الجرائم مما اعتبر ضوءا اخضر لنظام الاسد لارتكاب المزيد من الجرائم في حق الاطفال والنساء على حد قوله مضيفا ان ما حصل هو نتيجة من نتائج الصمت الدولي مشددا على عدم براءة الدواعش وانهم الوجه الاول للعملية الارهابية في سوريا وان الوجه الثاني هو نظام الاسد .
البحيري بين ان النهضة دائما مع حل سياسي للازمة السورية ووضع حد لاستبداد نظام الاسد والقضاء على الدواعش واعطاء الشعب السوري حقه في تقرير مصيره كما نبهت الحركة وفق البحيري من أي تدخل عسكري خارجي في سوريا وغيرها من الدول العربية على غرار الجارة ليبيا وتمت دعوة المجتمع الدولي الى مساعدة الشعب السوري على تجاوز محنته.
وقال رئيس كتلة النهضة انه يحمل النظام السوري مسؤولية ما يقع من مجازر ومن تدخلات اجنبية من هنا وهناك من جهة اخرى عبر عن استغرابه من الصمت التى تعيشه تونس وسكوتها على ما حصل ويحصل وكأنه تشريع لاستعمال السلاح الكيميائي ضد الشعب كما استغرب من صمت النواب الذين زاروا مؤخرا سوريا وحاولوا اقناع التونسيين ان الاوضاع في سوريا مستقرة وان الامر مستتب لفائدة بشار الاسد وتبرئته من كل تجاوز في حق شعبه .
الجبهة الشعبية بدورها عبرت عن ادانتها للعملية ومن يقف وراءها وأفاد مراد الحمايدي النائب عن الجبهة بمجلس نواب الشعب ان العملية الامريكية اعتداء وانتهاك لسيادة دولة وهو تدخل اجنبي على دولة عربية وهو مطلب ملح لدول الخليج ولتركيا والتي هللت بهذا القصف مشيرا الى انه لم يثبت أي طرف ان الاسد هو المورط في استعمال الاسلحة الكيميائية علما وان ذلك ليس دفاعا عنه في الوقت الذي توجد فيه اتهامات للمعارضة مستغربا من تاخر موقف تونس من هذه العملية.
حركة الشعب اعتبرت إقدام الولايات المتحدة على شن هذا العدوان يتنزل في سياق اصطفافها الدائم إلى جانب العدو الصهيوني خاصة و أن القاعدة العسكرية المستهدفة هي نفسها التي تصدت للعدوان الصهيوني الأخير على الأراضي السورية.
وعبرت عن مساندتها اللامشروطة للجيش العربي السوري سواء في مواجهته للإرهاب أو في الخطوات التي سيقدم عليها في سياق الرد على العدوان الأمريكي الأخير ودعت الحكومة التونسية إلى إدانة العدوان بشكل واضح.
وأدانت منظمات أخرى ايضا هذا القصف على غرار الاتحاد العام التونسي للشغل الذي اكد في بيان له ان البارجات الأمريكية عمدت الى قصف مطار حربي في حمص بما يقارب 54 صاروخ طوماهاوك المدمّرة، وذلك يعدّ اعتداءً سافرا على حرمة بلد وعربدة دولية، وَإِنَّ المكتب التنفيذي للاتحاد العام التونسي للشّغل، يدين هذا العدوان الهمجي باعتباره جريمة قتل المدنيين من أطفال وشيوخ ونساء بالمواد الكيمياوية المحرمة والتي اتّخذتها القوى المعادية لسوريا تعلّة لتبرير عدوانها الأخير وطالب بتحقيق دولي مستقل لكشف الحقيقة الكاملة وتحميل المسؤوليات.
كما دعا إلى انسحاب كلّ الأطراف الخارجية من سوريا ووقف العدوان عليها واعتبار ما يجري فيها نزاعا داخليا لا يمكن حلّه إلاّ بالأدوات السياسية التي يستثنى منها الارهابيون والمرتزقة الوافدون من أنحاء العالم.
وطالب القوى الديمقراطية والمجتمع المدني الدولي بالضغط على كلّ القوى المعادية لسوريا للكفّ عن تمويل الحرب الأهلية ومحاصرة تصدير الأسلحة اليها ومنع عمليات التسفير الموجّه إليها محذرا من سياسة تصدير الإرهابيين ونقلهم من بلد عربي إلى آخر لإشاعة الدمار، ويدعو السلطات في تونس الى اتّخاذ التدابير الضرورية من أجل حماية البلاد من تسرّب الإرهابيين.