من صرف الجهد في إطفاء الحرائق، التي بالكاد تنطفئ إحداها لتضرم أخرى.
تصاعد وتيرة الاحتجاجات في ولايتي تطاوين والكاف، واستمرارهما في التصعيد دفعت بحكومة الشاهد إلى إرسال وفود وزارية للولايتين بهدف امتصاص الغضب والوصول الى حل مع المحتجين (انظر مقال كريمة الماجري)، لينقضي يوم امس دون ان تتمكن حكومة الشاهد من إخماد نيران الاحتجاجات في الولايتين، مع توجس من انتشارها لتشمل مناطق أخرى.
موجة الاحتجاجات التي اندلعت في الولايتين، رفعت شعارات التشغيل والتنمية بعد أن كانت انطلاقتها احتجاجا على غلق مؤسسات خاصة وتسريح عمال في الكاف و المطالبة بالانتداب في الشركات البترولية كما هو في تطاوين.
احتجاجات اعتبرها المهدي بن غربية الوزير المكلف بالعلاقات مع الهيئات الدستورية والمجتمع المدني في حوار مع «المغرب» مشروعة وقال ان حكومته تتفهمها، ولهذا أرسلت وفدين إلى الكاف وتطاوين للحوار مع المحتجين والمنظمات الوطنية ، وكان هو احد أعضاء وفد الكاف، أين عبر وفق قوله على مشروعية الاحتجاجات الاجتماعية المطالبة بالتنمية لمحاوريه من اهالي الجهة واستمع الى مطالبهم.
لكن الاقرار بشرعية الاحتجاجات اقترن لدى بن غربية بالإشارة الى الوضع الصعب الذي تعاني منه البلاد، خاصة في ما يتعلق بمؤشرات التنمية وتراجع عائد السياحة والإنتاجية في السنوات الفارطة اضافة الى اختلال المالية العمومية، وهو ما يعني ان الدولة لا «تستطيع تشغيل الكم الهائل من العاطلين عن العمل».
الإعلان عن عجز الدولة على توظيف المطالبين بالعمل يترافق مع قول بن غربية ان الحل يكمن في المبادرة الخاصة، وهو خيار تتجه فيه الحكومة التي قال أنها في طور إتمام جملة من الإجراءات والقرارات المشجعة على بعث مشاريع من قبل عاطلين عن العمل.
بعث مشاريع قال أنها حل اقترحته حكومته على المحتجين ضمن حزمة من الإجراءات لتهدئة الوضع في تطاوين والكاف، التي قال ان الاحتجاجات فيهما ليست موجهة مباشرة للدولة، مشيرا إلى أن ....