المؤرخ عبد الجليل التميمي لـ«المغرب»: هيئة الحقيقة والكرامة ليست الهيكل القادر على كتابة التاريخ أو المصالحة وهي غير مؤهلة لذلك

خلال جلسة الاستماع العلنية الاخيرة لهيئة الحقيقة والكرامة دعت رئيسة الهيئة سهام بن سدرين الجامعات التونسية والمؤرخين إلى إعادة كتابة تاريخ تونس استنادا إلى «المادة الأولية التي جمعتها الهيئة،

والمستندة إلى أعمال تقصي وشهادات، بشكل يساعد على تحقيق المصالحة الحقيقية»، هذه الدعوة اثارت جدلا نهاية الاسبوع الماضي واعتبر عدد من السياسيين والمؤرخين على غرار المؤرخ عبد الجليل التميمي ان الهيئة غير مؤهلة لذلك.

الاستاذ الجامعي والمؤرخ وصاحب مؤسسة التميمي للبحث العلمي والمعلومات عبد الجليل التميمي قال في تعليقه على ذلك ان للملف وجهين الاول هو جمع شهادات التونسيين طلية الفترات الماضية وهو امر ايجابي جدا وما تقوم به الهيئة من هذه الزاوية يحسب لها وايجابي ، اما الوجه الثاني فيبيّن ان هناك بحثا عن تموقع جديد وبالتالي فان هيئة الحقيقة والكرامة ليست الهيكل القادر على كتابة التاريخ او المصالحة وهي هيكل غير مؤهل لهذا الدور الذي يتطلب تضافر جهود الخبراء والمؤرخين لمعالجة ملفات عديدة بتلك الدقة والحساسية في حين لا يوجد اي مؤرخ في تركيبة الهيئة والتى يعلم الجميع كيف تكونت، مضيفا ان الدولة لم تهيكل هذه الهيئة ولم تجدد الارضية التى من المفترض ان ترتكز عليها من خلال دعمها بباحثين وبالتالي فان الوضع فيها سيكون مفتوحا على كل الاحتمالات.

في السياق ذاته يؤكد التميمي ان للهيئة الكثير من الوثائق والمعطيات الرسمية لذلك من الضروري البحث عن منهجية لكيفية توظيف هذه المعطيات، وما دعت اليه بن سدرين غير منهجي ، وقد سبق وان دعوات الدولة في مناسبات عدة الى اعادة هيكلة هذه الهيئة التى تفتقر الى وجود مؤرخين في تركيبتها وهذا غير معقول واستغرب من عدم ايلاء الدولة هذا الجانب اهمية مما يدل على اعتماد الدولة طريقة غير ذكية لأنها لم تحفظ هذا الموضوع بالشكل الذي يجب دون ان ننسى الخلافات صلب هذه الهيئة والتوجه الى القضاء وبالرغم من ذلك فان سهام بن سدرين ظلت تعمل وكأن شيئا لم يحصل ، وهو ما يؤكد دعم حزب كبير لها الا وهو حركة النهضة ويهمه بقاء الهيئة على تلك الشاكلة ولذلك رغم الاعتراضات بقيت صامدة وان دل هذا على شيء فهو يدل على موقف معين .

تساءل ايضا الدكتور عبد الجليل التميمي الذي قدمت مؤسسته العديد من المحاضرات والشهادات فيما يتعلق بتاريخ تونس المعاصر هل قدمت الهيئة اعمالا فاعلة وايجابية في هذا المجال مجيبا كلا، بالرغم من انها جمعت عديد الشهادات ولها وثائق ومعطيات هامة ، مشددا في الان نفسه انه ليس ضد رئيسة الهيئة سهام بن سدرين الذي يعتبرها صديقة له ولكن من الضروري الاقرار بالحقيقة من اجل مصلحة تونس وان الهيئة لا يمكنها انتهاج ذلك النهج لانها غير مؤهلة.

وذكر التميمي بان مؤسسته دعت اغلب اليوسفيين وتم الاستماع الى شهاداتهم ويرى ان اعادة كتابة تاريخ تونس يجب ان يكون بشكل هادئ بعيدا ان اثارة زوبعة مع قيادات البلاد اما بتلك الطريقة فذلك غير سليم منوها بمقال وبمحاضرة كانت لعبد الرحمان الادغم والذي قال فيها انه لابد ان تصالح الدولة تاريخها وتسعى الى الاعتذار لليوسفيين ولكن بعيدا عن اثارة النعرات بالرغم من انها تعد نقطة سوداء في تاريخ بورقيبة ولا أحد يمكنه انكار ذلك وقد نظمت المؤسسة 7 مؤتمرات عن بورقيبة وتم نشر اكثر من 50 كتابا وتمت اثارة الجوانب السلبية والايجابية في فترته ولكن الملف اليوسفي من الملفات «السيئة» في حقبته.

ودعا الاستاذ عبد الجليل التميمي الى التعامل مع مثل هذه الملفات بهدوء وشفافية مشيرا الى انها يجب ان تتسم بطابع المصلحة العامة.

علق على ما قالته بن سدرين خلال افتتاح جلسة الاستماع ايضا سياسيون على غرار الامين العام لحركة مشروع تونس محسن مرزوق الذي دون على صفحته الرسمية انه ليس معيبا ان نعيد قراءة تاريخنا المعاصر ولكن هذا العمل يتطلب الموضوعية والحياد والحرفية وهي عناصر لا تتوفر في الهيئة التي تترأسها بن سدرين. مضيفا انه لا شك ان لكل فترة من تاريخنا أخطاؤها وضحاياها كما لها انجازاتها وأبطالها. ويتطلب تقييم التاريخ تعاليا علميا واخلاقيا في نفس الوقت. اما ما تقوم به هيئة ..الان فهو عمل ايديولوجي حاقد تصب فوائده لصالح طرف ايديولوجي يكره الدولة الوطنية العصرية قبل ان يكره الزعيم المهيب الحبيب بورقيبة على حد قوله.

ودعا التونسيين يوم 6 أفريل باعتباره ذكرى وفاة الزعيم الحبيب بورقيبة للتحول بكثافة لضريح بورقيبة في المنستير وقراءة الفاتحة والترحم عليه.

المشاركة في هذا المقال

من نحن

تسعى "المغرب" أن تكون الجريدة المهنية المرجعية في تونس وذلك باعتمادها على خط تحريري يستبق الحدث ولا يكتفي باللهاث وراءه وباحترام القارئ عبر مصداقية الخبر والتثبت فيه لأنه مقدس في مهنتنا ثم السعي المطرد للإضافة في تحليله وتسليط مختلف الأضواء عليه سياسيا وفكريا وثقافيا ليس لـ "المغرب" أعداء لا داخل الحكم أو خارجه... لكننا ضد كل تهديد للمكاسب الحداثية لتونس وضد كل من يريد طمس شخصيتنا الحضارية

النشرة الإخبارية

إشترك في النشرة الإخبارية

اتصل بنا

 
adresse: نهج الحمايدية الطابق 4-41 تونس 1002
 
 
tel : 71905125
 
 fax: 71905115