حركة نداء تونس: الشاهد يرفض رئاسة الحزب ويسقط حسابات قائد السبسي الابن

وضع المنخرطون في شق حافظ قائد السبسي بحركة نداء تونس كل رهانهم على قبول يوسف الشاهد تقلد منصب رئيس الحزب، ضمن خطة إعادة هيكلة تقضي بان يكون حافظ قائد السبسي الرجل الثاني في الحزب بتقلد منصب الأمين العام، وبذلك يتم ضرب عصفورين بحجر واحد

ظهور مجموعة الإنقاذ كأقلية وتوفير غطاء لقائد السبسي الابن ليواصل تزعم الحركة فعليا. غير أن حسابات الحقل يكذبها البيدر.

حرفان جمعهما يوسف الشاهد ليعلن عن موقفه من مبادرة اقترحت عليه من قبل شق حافظ قائد السبسي في حركة نداء تونس، تقضي بان يتقلد منصب رئيس الحزب وان يصبح في الظاهر الرجل الأول فيه وزعيمه، وهما ألف ولام، لتكون إجابته «لا» مرفوقة بـ«ولن».
ردّ وأد مبادرة راهنت عليها مجموعة حافظ قائد السبسي للعودة من جديد في الحركة التي تعاني منذ مؤتمرها في جانفي 2016 من أزمة وصراع على قيادتها انتهت بان باتت الحركة حزبين، يتنازعان الشرعية والقانونية. وبلغت مرحلة طرد كل فريق لقادة الأخر والإعلان عن ذلك في تصريحات صحفية.

شرعية وضعت مجموعة حافظ كل بيضها في سلة يوسف الشاهد آملا في قبوله لكن الرد كان الرفض النهائي وإبلاغ الندائيين عبر مقربين منه انه لا يقبل ولن يقبل، ليغلق الباب أمام أية محاولات للتأثير عليه.
تأثير كان عبر تدخل قصر قرطاج في مرحلة سابقة لدفع الشاهد الى القبول بالحل، الذي بسقوطه عادت حسابات الندائيين إلى الصفر، وعاد الحديث عن طرح بدائل، استعرضت بعضها القيادية في النداء هالة عمران في تصريح لـ«المغرب».
حلول لا جديد فيها غير محاولة فرض مقترحات جديدة، تنطلق من عملية توسيع المكتب التنفيذي الذي تؤكد عمران أن الحركة تقدمت في مشاوراتها مع شخصيات وطنية لضمها، دون تقديم أسماء محددة.

عدم التورط بذكر الأسماء مردّه عدم حسم الملف نهائيا وعدم حصول قيادات في الحركة على موقف نهائي من الشخصيات الوطنية، التي من بينها وزراء في حكومة الشاهد غير منخرطين في أحزاب على غرار مجدولين الشارني، التي تشدد هالة عمران على وجود مشاورات معها.

مشاورات متزامنة مع أخرى تجريها قيادات الحركة مع كتاب دولة، لكن يبدو ان الشاهد قام بقطع الطريق أمامهم، بفرض احد الأمرين علي أعضاء حكومته، إمّا النشاط الحكومي او النشاط الحزبي، فلا يمكن الجمع بينهما. يوسف الشاهد الذي خير أن لا يورط نفسه وهو رئيس للحكومة في صراع النداء بعد ان تورط في مؤتمر سوسة جانفي 2016، في فرض مخرجات لم تكن محل قبول.

هذه المخرجات ذاتها التي يعمل شق حافظ قائد السبسي على تعديلها لضمان تمريرها في الحزب قبل الذهاب الى عقد مؤتمره القادم الذي يراد له وفق مصادر من الحركة، ان ينهي سلسلة الانقسامات والاعتراضات على تقلد قائد السبسي الابن لمناصب قيادية في الحزب.
لكن كيف يتحقق ذلك، هذا ما لم ينجح عقل الندائيين والمؤثرين صلب الحركة في الوصول اليه، مما أعاد طرح مبادرات سابقة على غرار لجنة الـ6، او فتح الحركة لاستيعاب أحزاب تجمعية او أحزاب قيد الإنشاء ، مقابل منح قياداتها مواقع متقدمة في الحركة.غير ان هذه المشاورات غير الرسمية تواجه تعثرات عدة، خاصة تلك المتعلقة بمنذر الزنايدي الذي رفض عرضا سابقا ولا يبدو انه في طريقه للقبول بالجديد.

اطمئنان تيار حافظ قائد السبسي الى ان الشاهد لن يرفض عرضهم وان رفض فان تدخل قصر قرطاج سيدفعه إلى القبول، جعلهم لا يعدون خططا بديلة مما فرض عليهم العودة للنبش في القديم، الذي رفض.

لكن مصاب شق حافظ لن يمر دون ان يقع استغلاله من قبل مجموعة الانقاذ/الهيئة التسييرية، التي اعتبرت المبادرة، محاولة للالتفاف على الحركة من قبل حافظ قائد السبسي، وفق عبد العزيز القطي الذي اكد انه سبق وقدمت هذه المبادرة في سبتمبر الفارط، ورفضت.
حسم الشاهد سيدفع بالازمة في حركة نداء تونس الى تطورات جديدة ستظل عصية على الفهم او التوقع حتى من قبل قادة النداء انفسهم.

المشاركة في هذا المقال

من نحن

تسعى "المغرب" أن تكون الجريدة المهنية المرجعية في تونس وذلك باعتمادها على خط تحريري يستبق الحدث ولا يكتفي باللهاث وراءه وباحترام القارئ عبر مصداقية الخبر والتثبت فيه لأنه مقدس في مهنتنا ثم السعي المطرد للإضافة في تحليله وتسليط مختلف الأضواء عليه سياسيا وفكريا وثقافيا ليس لـ "المغرب" أعداء لا داخل الحكم أو خارجه... لكننا ضد كل تهديد للمكاسب الحداثية لتونس وضد كل من يريد طمس شخصيتنا الحضارية

النشرة الإخبارية

إشترك في النشرة الإخبارية

اتصل بنا

 
adresse: نهج الحمايدية الطابق 4-41 تونس 1002
 
 
tel : 71905125
 
 fax: 71905115