رضا بلحاج: القيادي بمجموعة الانقاذ في الهيئة التسييرية في حركة نداء تونس: «النهضة خصمنا السياسي وليست عدوّنا »

• نحن لسنا استئصاليين
• سنعيد التوازن للمشهد السياسي

حسمت مساء الخميس الفارط ابرز الخطوط العريضة لـ «جبهة الانقاذ» التي يراد لها ان تلعب دورا أساسيا في المرحلة القادمة وان تعدل موازين القوى في الساحة السياسية لصالح مكوناتها التي تضم خمسة أحزاب وشخصيات مستقلة، هذه الجبهة التي سيعلن عنها يوم الاربعاء القادم بشكل رسمي حاورت « المغرب » احد قادتها رضا بلحاج ليوضح أهدافها

• تنشآ الجبهات وفق رؤية ومقاربة سياسية، لتحدد من تضم وما تريد، هذا يدفع لسؤالكم عن رؤيتكم والمقاربة التي اشتغلتم عليها؟
ان مقاربتنا السياسية تنطلق من قراءة قوامها ان المشهد السياسي التونسي ومنذ انتخابات اكتوبر 2014 عرفت فيه التوازنات السياسية اختلالا لعدد من الاعتبارات، لصالح التيار المحافظ، اي حركة النهضة، وذلك على حساب التيار الديمقراطي الحداثي.
هذا التيار الحداثي يعاني من تشتت وازمات انجر عنها في النهاية انخرام التوازن السياسي عامة، وهذا يهدد التداول السلمي على السلطة بل واستكمال مسار الانتقال الديمقراطي.

تهديد مرده تشوه النظام السياسي الذي لم يعد متناغما مع ما نص عليه الدستور، واصبح مجلس نواب الشعب خاضعا لحزب واحد تقريبا، نتيجة التوافق الحاصل بين الكتلتين، النهضة والنداء، توافق ساهم في تعطيل الآليات الدستورية.
من جانب اخر لدينا تعطل في استكمال الانتقال الديمقراطي، وهو ناجم عن توقف بناء المؤسسات الدستورية و تعثر استكمال المسار الانتخابي البلدي وتعطل تركيز المجلس الاعلي للقضاء وبالتالي تعطل تركيز المحكمة الدستورية. هذا بالاضافة الى تعثر تجديد اعضاء الهيئة العليا للانتخابات وقس عليها من التعثرات عدم استكمال تثبيت المؤسسات الدستورية.

هذا كله ادى الى تعطل مسار الانتقال الديمقراطي في تونس، بصفة لم تحدث منذ 2011.

قراءة جعلتنا من الناحية السياسية، كمجموعة من الاحزاب والشخصيات نفكر في تكوين قطب سياسي يساعد على عودة التوازن ويدفع الى تسريع الانتقال الديمقراطي، لتنتهي نقاشات دامت لفترة زمنية محترمة بتأ سيسنا لهذا القطب السياسي والانتخابي الذي اخترنا له اسم « جبهة الانقاذ »، اسم مستمد من المهام ومن القيم التي ندافع عنها وهي مبادئ الجمهورية والعصرنة والحداثة.

• حددتم المهام والمقاربة، فهل نصصتم عليها في الارضية السياسية التي ستحدد فعليا من سيكون في الجبهة ومن يكون خارجها؟
اولا نحن حاولنا ولانزال، تجميع اقصى ما يمكن من القوى الديمقراطية الحداثية الوطنية، وجعلنا الجبهة مفتوحة لمن اسسها ولغيرهم مع تشديدنا اننا لا نحتكر الفضاء الديمقراطي ومجال العمل السياسي في القوى التي نشترك واياها في الفكر والتصور والاهداف.
اما الارضية السياسية فهي في مرحلة اللمسات الاخيرة، اذ ستتضح ابتداء من يوم الاثنين القادم، تاريخ عقد الاجتماع النهائي للمصادقة على صياغة الارضية التي تتضمن ما اشرت اليه سابقا من اهداف ومبادئ وقراءة للمشهد السياسي الحالي في تونس.

• « جبهة الانقاذ » اسم يوحي باستمرار تجربة سابقة كانت فيها حركة نداء تونس قاطرة للفعل الجبهوي ولكنها تخلت عن حلفائها لاحقا؟
في تجربتنا الحالية نحن انطلقنا من تقييمات ومن قناعات بان كل الاطراف في الجبهة سواسية وكلهم سيكونون قاطرة العمل الجبهوي، صحيح انه في فترة سابقة كان النداء هو قاطرة التحالف نتيجة لسياق وظروف تغيرت، كما اننا تعلمنا من الاخطاء ولا نرغب في تكرارها لذلك فنحن نسعى الى ان تكون الجبهة مسيرة بآليات ديمقراطية. ونناقش في هذه المرحلة امكانية اختيار ناطق رسمي باسمها ومنسق عام لها ولكن ذلك سيكون وفق اليات ومعايير اختيار شفافة وعادلة ستطبق في كل عمليات اختيار من يمثل الجبهة في الانتخايات وغيرها من المحطات التي قد نواجهها.

• تحديد اليات اختيار الافراد وتشديد على ان الجبهة ستكون سياسية وانتخابية يوحي بان لكم انتقادات حادة للتجربة السابقة ولدور النداء فيها؟
نحن نريد تجاوز اخطاء الماضي، لذلك اخترنا عن قناعة ان ندخل التجربة الجبهوية الجديدة بروح تشاركية وبتنسيق بين مكوناتها وبتناغم والبحث عن المشترك لتجنب الاخطاء السابقة.

• لننتقل من الماضي الى المستقبل وانتم كجبهة وليدة ستواجهون اكبر تحد لكم أوّلا في الانتخابات البلدية، فهل حددتم خياراتكم فيها؟
الانتخابات البلدية مفصلية للبلاد برمتها وليس لنا فقط، لذلك كلما تاخر انجازها اضر بالانتقال الديمقراطي، ان الوضع يقتضي ان نسرع بانجاز الانتخابات البلدية وان نحدد موعدها وان يقع الاستعداد لها.
من جانبنا نحن نعتبر انها مهمة لانها ستحدد المشهد السياسي في الفترة المتبقية عن موعد 2019، لذلك فنحن نفكر فيها من الان ونفكر في حشد الطاقات لها والاستعداد لهذه المحطة التي تعتبر محطة كبرى.

• البعض يصفكم بالجبهة الاستئصالية؟
نحن لسنا استئصاليين، نحن نقر بان المشهد السياسي اختل وهذا ليس في صالح تونس او اي طرف سياسي بما فيها حركة النهضة التي نعتبرها منافسا وليست عدوا.

• ماذا عن التحالفات الممكنة التي قد تعقدونها في الانتخابات البلدية او بعدها؟
الجبهة مفتوحة لكل من ينخرط في الارضية السياسية التي حددت تموقعها في المشهد ومنطلقها الفكري

• وماذا عن مهدي جمعة والمنذر الزنايدي ونجيب الشابي
إنّناباتصال بهم ونأمل ان يقتنعوا بالانصمام معنا، اذ اننا نعتقد ان الجبهة ستكون حاضنة لكل من له توجه سياسي بديل للمنظومة الموجودة الان، ونحن نرحب بكل الشخصيات ونحترم حقها في ان تكون لها أحزابها .

المشاركة في هذا المقال

من نحن

تسعى "المغرب" أن تكون الجريدة المهنية المرجعية في تونس وذلك باعتمادها على خط تحريري يستبق الحدث ولا يكتفي باللهاث وراءه وباحترام القارئ عبر مصداقية الخبر والتثبت فيه لأنه مقدس في مهنتنا ثم السعي المطرد للإضافة في تحليله وتسليط مختلف الأضواء عليه سياسيا وفكريا وثقافيا ليس لـ "المغرب" أعداء لا داخل الحكم أو خارجه... لكننا ضد كل تهديد للمكاسب الحداثية لتونس وضد كل من يريد طمس شخصيتنا الحضارية

النشرة الإخبارية

إشترك في النشرة الإخبارية

اتصل بنا

 
adresse: نهج الحمايدية الطابق 4-41 تونس 1002
 
 
tel : 71905125
 
 fax: 71905115