هذه السنة أن يكون احتفالا مختلفا عن السابق، ولن تكون الشخصيات الرسمية والأحزاب السياسية على موعد معه في القصر الرئاسي بل مع أهالي وشباب ولاية قفصة، زيارة انطلق التحضير والاستعداد لها تنظيميا ولوجستيا وأمنيا منذ أيام.
لئن تستعد رئاسة الحكومة هي الأخرى للذكرى السادسة للثورة، فإن شكل الاحتفال مازال لم يتحدد بعد وفق ما أكدته بعض المصادر الحكومية والتي أكدت أن رئاسة الحكومة بصدد تحضير برنامج ثري لهذه الذكرى وإعلانات مهمة مرتقبة يوم 14 جانفي الجاري تتعلق برؤية الحكومة والبرامج العملية لتنفيذها، غير أن مصادر أخرى رجحت إمكانية إلقاء الشاهد خطابا إلى جانب عديد الأنشطة المصاحبة له في ذات اليوم، برنامج يمكن أن يتغيّر بين الحين والآخر في انتظار استكمال رسمه.
القطع مع الخطابات الكلاسيكية
قرر رئيس الجمهورية الباجي قائد السبسي هذه السنة القطع مع الاحتفالات الكلاسيكية التقليدية بتنظيم موكب احتفالي في القصر الرئاسي يلقي خلاله الرئيس خطابا وسيتم تعويضه بزيارة ميدانية إلى إحدى ولايات الجنوب والتي سميت عليها أيضا الثورة، ولاية قفصة، وقد تولى الفريق الاستشاري بالقصر الإعداد الجيّد لهذه الزيارة تبعا لما طلبه منهم الباجي قائد السبسي، واختيار الولاية كان رمزيا وسياسيا بامتياز ، ذلك أن هذه الولاية قد عرفت انتفاضة الحوض المنجمي سنة 2008 إضافة إلى أنها تعدّ من الولايات المهمشة والمحرومة ومن بين الولايات الـ 14 التي شملتها مبادرته الاقتصادية والتي كان قد أعلن عنها في شهر نوفمبر الماضي وسيكون الرئيس خلال هذه الزيارة على مقربة من أهالي الولاية وشبابها وسيستمع خلالها إلى مشاغلهم ومشاكلهم والإعلان عن مجموعة من الإجراءات والقرارات.
إجراءات منتظرة لفائدة الولاية
أراد رئيس الجمهورية هذه السنة التي تتزامن مع الذكرى السادسة أن يقطع مع الخطابات الكلاسيكية في القصر وأن يحيي هذه الذكرى وسط الأهالي والشباب في قفصة، ولاية عانت سنوات من الحرمان والتهميش والتوزيع غير العادل للتنمية، برنامج الزيارة مازال بصدد الإعداد لكن حسب المعطيات الأولية سيكون له عدد من اللقاءات مع الأهالي وبعض الأطراف المسؤولة وسيطلع خلالها على بعض المشاريع الفلاحية إلى جانب تدشين مشروع كان قد تمّ الإعلان عنه في اللقاء الذي نظمته رئاسة الجمهورية مع رجال الأعمال، لقاء تمّ الإعلان فيه عن انجاز عديد المشاريع في 14 ولاية وذلك في إطار المبادرة الاقتصادية للباجي قائد السبسي، ويتمثل هذا المشروع في إحداث وحدة صناعية للسماد الفسفاطي بقفصة ستمكن من تشغيل 250 شخصا من منطلق دعم مجهود شركة فسفاط قفصة والمجمع الكيميائي وخلق نسيج صناعي في القطاع الخاص.
برنامج زيارة رئيس الجمهورية إلى قفصة بات في اللمسات الأخيرة من الزيارات التي سيقوم بها وما سيعلنه من مبادرات وإجراءات لفائدة الولاية التي اختارها من ضمن 24 ولاية لتوفرها على كل الجوانب الاقتصادية والسياسية التي يشتغل الباجي قائد السبسي عليها، ولعلّ اختيار الرئيس عدم إحياء الذكرى في تونس العاصمة وبالتحديد في القصر الرئاسي خطوة لوضع حدّ للتجاذبات التي من الممكن أن تحدث على غرار السنة الفارطة ومقاطعة العديد من الأحزاب السياسية وكذلك اتحاد الشغل لموكب الاحتفال وخيروا إحياء الذكرى بين شارع الحبيب بورقيبة وبطحاء محمد علي.