المجلس الأعلى للقضاء: هل من مخرج ؟!

يبدو أن أزمة المجلس الأعلى للقضاء بصدد التعقيد من يوم إلى أخر إذ يتبين انه لا يوجد مخرج قانوني مقنع ومنسجم مع كل النصوص الحالية ابتداء من الدستور وصولا إلى القانونين الأساسيين للمجلس الأعلى للقضاء وللهيئة الوقتية للقضاء العدلي..


فكل حل مقترح إلى حد الآن يصطدم بصعوبات قانونية جمة إن لم نقل استحالة..

فحتى موافقة رئيس الحكومة على تعيين الأسماء التي رشحتها الهيئة الوقتية للقضاء العدلي لسد الشغورات وخاصة لتعويض الرتب الأولى لمحكمة التعقيب والذي يكون بصفته رئيسا لهذه الهيئة الوقتية المخول الوحيد لدعوة المجلس الأعلى للانعقاد... في هذه الفرضية وان تم تبنيها، تصطدم بمقتضيات الأحكام الانتقالية للدستور والتي تنص في فقرتها الأولى ان العمل «بأحكام الفصول 17 إلى 20 من التنظيم المؤقت للسلط العمومية» يتواصل إلى حين نيل أول حكومة ثقة مجلس نواب الشعب..

أي أن العمل بهذه الفصول انتهى منذ منح الثقة للحكومة الأولى للحبيب الصيد..والفصل 17 في التنظيم المؤقت،حسب هذه القراءة ،نعم وحده الذي بإمكانه حل هذا الإشكال..وبانتفاء وإمكانية العمل به تتعقد الوضعية أكثر إذ لا وجود لأي سند قانوني يمكن أن يجبر رئيس الحكومة على تسمية القضاة المرشحين من الهيئة الوقتية القضاء العدلي..
يبدو أن الأمور تعقدت للغاية وان الحل الوحيد يكمن في اتفاق أغلبية أعضاء المجلس الأعلى للقضاء على مخرج موحد وان لزم الأمر تنقيح القانون الأساسي المنظم لهذا المجلس..

قد تشهد الأيام القادمة اقتراحات جديدة يأمل بعض المتابعين ان تكون مدخلا للخروج من هذه الأزمة التي أضحت مزمنة..

المشاركة في هذا المقال

من نحن

تسعى "المغرب" أن تكون الجريدة المهنية المرجعية في تونس وذلك باعتمادها على خط تحريري يستبق الحدث ولا يكتفي باللهاث وراءه وباحترام القارئ عبر مصداقية الخبر والتثبت فيه لأنه مقدس في مهنتنا ثم السعي المطرد للإضافة في تحليله وتسليط مختلف الأضواء عليه سياسيا وفكريا وثقافيا ليس لـ "المغرب" أعداء لا داخل الحكم أو خارجه... لكننا ضد كل تهديد للمكاسب الحداثية لتونس وضد كل من يريد طمس شخصيتنا الحضارية

النشرة الإخبارية

إشترك في النشرة الإخبارية

اتصل بنا

 
adresse: نهج الحمايدية الطابق 4-41 تونس 1002
 
 
tel : 71905125
 
 fax: 71905115