أنيس العامري: «السجين» الذي استقطبه «أبو الولاء» سفير داعش الإرهابي في ألمانيا

هدأت قليلا الاصوات وباتت الصورة تتضح أكثر. انيس العامرى، تونسي له من العمر 24 سنة نفذ عملية ارهابية هزت العاصمة الالمانية برلين وأسفرت عن مقتل 12 شخصا كانوا في اسواق الميلاد ساعة قرّر مبايع «داعش» ان يقدم وجها جديدا للتنظيم الارهابي في أوروبا.

تنظيم يمنح «إرهابييه» حرية في التخطيط للعمليات الارهابية وتنفيذها بل وفي اقامة كتائب وتنصيب أنفسهم أمراء لها، طالما انهم في المحصلة يخدمون «داعش» حتى وان كانوا على هامشها هيكليا.
«أريد حقّ أبني» هي كلمات والدة انيس العامري، منفذ عملية الدهس الارهابية في برلين يوم الثلاثاء الفارط. وحق ابنها الذي تبحث عنه يكمن في فهم العملية الارهابية برمتها، خاصة وان الابن استقطب ابن اخته وجعله خليله واحد اعضاء خلية «ابو الولاء»، التي اسسها العامري وأسماها تيمنا باسم القيادي الداعشي في المانيا «أبو الولاء»، وهو العراقي أحمد عبد العزيز عبد الله.

هذا القيادي الذي اعتبرته المانيا «سفير داعش» الارهابي في اراضيها، كان من «شيوخ» انيس العامري، وهو ما أثبتته التحقيقات الامنية الالمانية التي ضبطت وثائق تضمنت إحداها اسم العامرى، الذي كان مصنفا أمنيا لدى السلطات الالمانية بانه «خطر» منذ سنة بسبب علاقاته بـ«ابو الولاء» وعدد من قادة شبكة التجنيد والتسفير، على غرار حسن /تركي الجنسية، وبوبان/ألماني صربي ، محمود /ألماني ، و أحمد / كامروني وهم جميعا قادة خلية تعرف باسم «أبو الولاء» في ألمانيا وأوروبا.
هذه الخلية التي كان من اعضائها انيس العامري، وفق ما تبينه الابحاث الامنية التونسية التي ضبطت خلية بذات الاسم في تونس، لها ارتباط بالعامري. خلية اعلنت الداخلية التونسية انها كشفت اعضاءها وهم منتشرون بين مدينة فوشانة ومعتمدية الوسلاتية من القيروان، وقع استقطابهم من قبل انيس عبر الانترنت.

ومن بين الثلاثة المرتبطين بأنيس ابن شقيقته، الذي كشف تفاصيل جديدة عن انيس الذي كان باتصال مع الخلية عبر تطبيقات آمنة مكنته من التواصل مع الثلاثة الموقفين، وإقناعهم بمبايعة تنظيم «داعش» الارهابي. والالتحاق بخلية «ابو الولاء» التي روج نفسه على انه أميرها، مما يعكس حالة الانهيار التي بلغها انيس الذي يبدو انه بات من دون حاضنة له في المانيا ومن دون قنوات اتصال مباشر بتنظيم «داعش» الارهابي.

غياب الاتصال الذي يتضح من اعلان تنظيم «داعش» الارهابي عن تبنيه للعملية وإعادة نشر تسجيل انيس الذي يعلن فيه بيعته لـ«داعش»، وقد نشر ذلك عبر وكالة أعماق التابعة له. التي نشرت خبر مقتل الارهابي في تبادل لإطلاق النار في إيطاليا وصنفت ذلك على انه عملية جديدة نفذها العامري بعد تمكنه من الفرار من المانيا والانتقال الى مدينة ميلانو بعد تمكنه من تجاوز الحدود الايطالية الفرنسية.

معطيات ان جمعت مع بعضها تقدم صورة اكثر وضوحا للشاب التونسي الذي سافر بطريقة غير قانوينة الى ايطاليا في 2011، في احدى المراكب التي كانت ضمن موجة «الحرقة» التي شهدتها ايطاليا اثر الثورة التونسية. وأدت الى تصادم بين الاف من التونسيين الذي نجحوا في الوصول الى إيطاليا والامن هناك وانتهى الى ايداع عدد كبير منهم في السجون، كان من بينهم انيس العامري، الذي امضى ثلاث سنوات في السجن.

ليغادره في 2014 الى المانيا اين ظل مستقرا ونجح في ربط علاقات مع شبكة «ابو ألولاء» وبات جزءا منها حتى بعد سقوط قادتها الذين يقبعون في السجون الالمانية على عكس انيس الذي لم يتمكن القضاء الالماني من ادانته او ترحيله، رغم العثور على اسمه في وثائق «ابو الولاء» في عملية امنية شهر نوفمبر الفارط، أي شهرا قبل تنفيذ العملية الارهابية.

هذه المدة(شهر) هي فترة مجهولة ، لا يعلم فيه أي ارتباطات قام بها الارهابي التونسي، الذي كان على ما يبدو محاطا من خلية ابو الولاء، معنويا وماديا، وفقد هذه الاحاطة بسقوط قادتها، قبل سقوطه هو قتيلا يوم الجمعة الفارط في ميلانو بايطاليا.
شهر قدم فيه انيس نفسه على انه الأمير الجديد لخلية «ابو الولاء». وهكذا قدم نفسه لابن اخته وللمجموعة التي استقطبها في تونس.قبل تسجيله لفيديو يدعو فيه من هم مثله ومنتشرون في الدول الاوروبية الى تنفيذ عمليات ارهابية تستهدف دول اقامتهم.
هذه الدعوة التي قد يكون انيس تلقفها من «ابو الولاء» او أي قائد داعشي، وجعلته ينفذ عمليته الارهابية التي استنسخها من عملية دهس «نيس» واستلهم من منفذها محمد بوهلال، شاحنة تستهدف تجمعا للمدنيين.

المشاركة في هذا المقال

من نحن

تسعى "المغرب" أن تكون الجريدة المهنية المرجعية في تونس وذلك باعتمادها على خط تحريري يستبق الحدث ولا يكتفي باللهاث وراءه وباحترام القارئ عبر مصداقية الخبر والتثبت فيه لأنه مقدس في مهنتنا ثم السعي المطرد للإضافة في تحليله وتسليط مختلف الأضواء عليه سياسيا وفكريا وثقافيا ليس لـ "المغرب" أعداء لا داخل الحكم أو خارجه... لكننا ضد كل تهديد للمكاسب الحداثية لتونس وضد كل من يريد طمس شخصيتنا الحضارية

النشرة الإخبارية

إشترك في النشرة الإخبارية

اتصل بنا

 
adresse: نهج الحمايدية الطابق 4-41 تونس 1002
 
 
tel : 71905125
 
 fax: 71905115