ظواهر بدأت تتفاقم في السنوات الأخيرة ومنها بالخصوص جنوح الاطفال والولادات خارج إطار الزواج والعنف المسلّط على الأطفال بمختلف أشكاله.
في ظل الاحداث الانية الاخيرة التى عرفتها تونس هذا الاسبوع والتى تعلقت بالمخاطر التي تهدد الطفولة واهمها زواج قاصر من المعتدي عليها واغتصاب طفلة الاربع سنوات فان مؤشرات اخرى وردت في التقرير لا تقل خطورة عن هذه الاحداث حيث جاء في مؤشرات رعاية الطفولة لسنة 2015 ان المعهد الوطني لرعاية الطفولة تعهد بـ496 طفلا لم تتجاوز أعمارهم 6 سنوات، وتعهدت مراكز الدفاع والإدماج الاجتماعي بحوالي 6095 طفلا من مختلف الفئات الهشة.
اشار التقرير الذي قدم امس بحضور وزيرة المراة ورئيس الحكومة الى ان مندوبي حماية الطفولة تلقوا 8722 إشعارا (أي 2.7 إشعارا لكل ألف طفل) وتم التعهد بـ7021 حالة. وقد كان الوالدان أو أحدهما في 48.% من هذه الإشعارات المتسبب الرئيسي في تهديد أصحابها، وتوصلت اللجان الجهوية المكلفة بمتابعة وضعيات الأطفال الفاقدين للسند العائلي إلى إحصاء 920 حالة ولادة خارج إطار الزواج، وأضاف التقرير ان هياكل النهوض الاجتماعي تولت تقديم خدمات لـ909 أمّا منجبة خارج إطار الزواج
وفي إطار الحماية القضائية، بلغ عدد القضايا المفصولة في مادة جناحي الأطفال من طرف المحاكم الابتدائية 6246 قضية، وقد شهدت جرائم الاعتداء على الجسم البشري على غرار قضايا القتل العمد ومحاولة القتل والجرح على وجه الخطأ والاعتداء على الحرية الذاتية والعنف الناجم عنه الموت سنة 2015 انخفاضا بنسبة 18 % مقارنة بسنة 2011، فيما ناهزت الجرائم الاقتصادية والمالية، من خلال عمليات التدليس وتهريب الأموال وتزييف العملة وغيرها المرتكبة ضد الأطفال، 38 قضية خلال سنة 2015.
وتضاعف عدد الأطفال المهدّدين المنحدرين من عائلات ميسورة مقارنة بالسنة القضائية 2013 /2014 إذ بلغ 87 حالة، وتضاعفت سنة 2015 جرائم المخدرات إذ بلغت 257 قضية 2011، وفق نفس التقرير.
بيّن التقرير أن عدد الأطفال (من 0 إلى 17 سنة) بلغ حوالي 3 ملايين و195 ألف طفل خلال سنة 2015، أي حوالي 28.7 % من مجموع السكّان. وتبرز المؤشرات تحسنا ملحوظا في الخدمات الصحية الموجهة للطفل سواء تلك المتعلقة بصحة الأم أوالوليد أما في مجال الصحة المدرسية. فقد بلغت معدلات التغطية الوطنية طبيبا لكل 8.05 مؤسسة تربوية وتعليمية، وممرضا لكل 5.69 مؤسسة تربوية وتعليمية، لتغطية 11878 مؤسسة. وناهزت نسبة التذكير بالتلاقيح في الوسط المدرسي 99 % خلال السنة الدراسية 2014 - 2015 بكلّ من المدارس الابتدائية والمعاهد العمومية، في حين بلغت هذه النسبة 79 % بالمعاهد الخاصّة خلال نفس الفترة.
وفي مجال محاضن الأطفال، لم يتجاوز عدد الأطفال المسجلين بها 5761 طفلا، أي بنسبة تغطية لم تتجاوز 0.9 % من مجموع الأطفال دون 3 سنوات. وتستمر هيمنة المحاضن الخاصّة على القطاع من خلال الاستئثار بــ98.8 % من مجموع المحاضن خلال السنة
التربوية 2014 /2015. وفي ما يتعلق برياض الأطفال فقد بلغت نسبة التغطية الوطنية برياض الأطفال خلال السنة التربوية 2014 /2015 حوالي 71 روضة لكل ألف طفل من الفئة العمرية (من 3 الى 5) سنوات.
كذلك تبرز المؤشرات الايجابية في نسبة التمدرس (من 6 إلى 11 سنة) والتي وصلت إلى 99 %، إلاّ أن نسبة الانقطاع عن الدراسة بلغ 1,04 % بالمرحلة الابتدائية و9,2 % بمرحلة الإعدادي العام و12,8 % بالتعليم الثانوي خلال السنة الدراسية 2014 /2015.
تعكس مُؤشرات التثقيف والترفيه والرياضة وفق التقرير تحسنا هامّا في الانشطة الموجهة للطفل، فمثلا بلغ عدد دور الثقافة 210 دارا موزعة على 186 معتمدية، بنسبة تغطية ناهزت 70 % خلال سنة 2015. وبلغ عدد الأنشطة الموجهة للطفل بمؤسسات العمل الثقافي سنة 2015 حوالي 7700 نشاطا استفاد منها 888727 طفلا، مسجلة بذلك انخفاضا بـ11 % في عدد الأنشطة وارتفاعا بـ4.8 % في عدد المستفيدين مقارنة بسنة 2010. وبلغ عدد نوادي الإعلامية الموجهة للطفل الخاصة سنة 2015 حوالي 661 مؤسسة احتضنت 42807 طفلا. لكن تبين الاحصائيات أنّ مادة التربية البدنية غير معمّمة في كثير من المستويات والمؤسسات التربوية والجهات، حيث بلغت نسبة التغطية 60.4 % بالمدارس الابتدائية و96.6 % بالمدارس الإعدادية و99.8 % بالمعاهد الثانوية خلال السنة الدراسية 2014 /2015.