عبد الرحمان بلحاج علي يستقيل من الإدارة العامة للأمن الوطني: أيّ دور لحافظ قائد السبسي في إبعاده؟

أسباب شخصية هي التي استند عليها عبد الرحمان بلحاج علي ليبرر قرار استقالته يوم أمس من منصبه كمدير عام للأمن الوطني، وهو المنصب الذي شغله طوال سنة و13 يوما. مدة كان فيها بلحاج على محل تشهير واتهام بالتجسس من قبل رجل الأعمال شفيق جراية ونجل رئيس الجمهورية

حافظ قائد السبسي الذي نجح في جعل رئاسة الجمهورية تتخذ مواقف حادة من الرجل انتهت الى أن تكون احد أسباب ابتعاده.

اكتفي المدير العام للامن الوطني عبد الرحمان بلحاج علي بان يعلن انه استقال لأسباب شخصية وان لا خلافات له مع اي كان، استقالة الرجل التي أعلن عنها عشية أمس، وأكدتها وزارة الداخلية في بيان شددت فيه على ان الاستقالة لأسباب شخصية.
هذه الأسباب الشخصية التي اكّد عبد الرحمان نفسه في نوفمبر الفارط انها لن تكون دافعا لمغادرته منصبه وآداء واجبه، في يوم دراسي جمع إطارات وزارة الداخلية والصحفيين، قال فيه بلحاج علي انه تربي تربية عسكرية تحول دون ان ينسحب من واجبه معتبرا ذالك بمثابة خيانة.

خيانة اكّد انه لن يرتكبها وهو الذي عاد من تقاعده ليشغل خطة مدير امن وطني مع حكومة الحبيب الصيد، في 1 ديسمبر من السنة الفارطة، ليدخل في صدام مباشر مع نجل الرئيس انتهى باعلان الاخير وعدد من نواب نداء تونس ان عبد الرحمان بلحاج علي «يتجسّس على (حافظ) وعلى عائلة (الرئيس).

تهمة وجهها الناطق الرسمي باسم حركة نداء تونس يومها عبد العزيز القطي، وابلغها عدد من نواب نداء تونس لرئيس الحكومة الحبيب الصيد الذي دافع عنه أمامهم يوم الخميس 05 ماي 2016، مثلما دافع عنه مع رئيس الجمهورية في وقت لاحق، حيث قال الصيد في حوار تلفزي انّ (الرئيس) توجه اليه بسؤال عن صحة الاتهامات الموجهة لمدير الامن الوطني السابق بالتجسس علي نجله وعائلته.

اتهامات نفاها الصيد الذي تمسّك بالدفاع عن عبد الرحمان بلحاج علي مستندا الى عامل خبرته في وزارة الداخلية التي شغل فيها منصب مدير إدارة الحدود والأجانب، قبل أن يعيّن أواخر سنة 1987 مديرا عامّا للأمن الرئاسي قبل ان يبعد عن المنصب في ويعين سفيرا في نواكشوط، موريتانيا.

خبرة الرجل الذي اشتغل مع رأس النظام السابق وكان يعتبر ابرز رجالته الحديديين هو ما راهن عليه الصيد للإبقاء على بلحاج علي، وهو ما دفع بيوسف الشاهد الى الإبقاء عليه بعد تشكيله لحكومته الجديدة، التي سبق تشكيلها تواتر الخبر عن إبعاده إرضاء لنجل الرئيس.
تهمة عادت للظهور من جديد مع استقالة الرجل الذي تشير مصادر من وزارة الداخلية انه اجبر عليها، بعد بلوغ خلافه مع رئاسة الجمهورية مرحلة لا يمكن معها الاشتغال سويا. اذ يبدو أن الرئيس لم يغفر لمدير الأمن العام السابق ما لاحقته من اتهامات بالتجسس على نجله، رغم التوضيحات التي قدمت إليه من أن الملاحقة الأمنية كانت موجهة لملحق عسكري أجنبي.

غضب رئاسة الجمهورية عبر عنه في لقاءات مجلس الأمن القومي، وفي مناسبات عدة، لكن يبدو ان ما أخر عملية الدفع للاستقالة هو تجنب ارتباطها برغبات نجل الرئيس التي لحقها خروج رجل الأعمال شفيق جراية ليعلن بدوره ان بلحاج علي يتجسس عليه وتأجيل الحسم الى مابعد المصادقة على قانون المالية لسنة 2017 لتجنب توتير الأوضاع.

الاستقالة/ الإقالة للرجل الذي يوم تم استقدامه لمنصب دافع الجميع عنه رغم تاريخه المهني، واعتبروه الرجل المناسب لعودة الاستقرار الأمني الذي يعتبر ابرز انجازات حكومة الصيد في 2016، يبدو انه يخفي أكثر من أسباب شخصية التي يلجأ إليها لإخفاء صراع اكبر، يبدو انه سيكشف في القريب.

المشاركة في هذا المقال

من نحن

تسعى "المغرب" أن تكون الجريدة المهنية المرجعية في تونس وذلك باعتمادها على خط تحريري يستبق الحدث ولا يكتفي باللهاث وراءه وباحترام القارئ عبر مصداقية الخبر والتثبت فيه لأنه مقدس في مهنتنا ثم السعي المطرد للإضافة في تحليله وتسليط مختلف الأضواء عليه سياسيا وفكريا وثقافيا ليس لـ "المغرب" أعداء لا داخل الحكم أو خارجه... لكننا ضد كل تهديد للمكاسب الحداثية لتونس وضد كل من يريد طمس شخصيتنا الحضارية

النشرة الإخبارية

إشترك في النشرة الإخبارية

اتصل بنا

 
adresse: نهج الحمايدية الطابق 4-41 تونس 1002
 
 
tel : 71905125
 
 fax: 71905115