الخلافات تتعمق بعد اتهام المنجي الرحوي بالكفر وتهديده بالقتل: حركة النهضة والجبهة الشعبية خطان متوازيان لا يلتقيان

فجرت التهديدات التحريضية والتكفيرية ضدّ النائب عن الجبهة الشعبية المنجي الرحوي الخلاف من جديد بين حركة النهضة والجبهة بعد أن تولت صفحات تابعة لحركة النهضة توجيه اتهامات ضدّ النائب بالكفر والإلحاد والتحريض على القتل، وفق أعضاء من الجبهة

هذه الاتهامات ليست الأولى من نوعها التي توجهها الجبهة ضدّ النهضة، فقد سبق وأن حملتها مسؤوليّة الاغتيالات السياسية التي حصلت في عهد حكمها لتحملها حاليا المسؤولية الكاملة للتصريحات المحرّضة ضدّ الرحوي.اشترك في المغرب إبتداء من 20 د
بعد مرور أسبوع على هذه التهديدات ومطالبة حزب الوطد مجلس نواب الشعب بتحمل مسؤوليته إزاء التهديدات الموجهة إلى المنجي الرحوي بصفته نائبا وتفادي وقوع عملية اغتيال أخرى، ونظرا لعدم اتخاذ
أي خطوة من قبل المجلس في هذا الشأن، أعيد يوم أمس خلال جلسة عامة بمجلس نواب الشعب طرح الموضوع من قبل النائبين عن الجبهة زياد الأخضر وأيمن العلوي ومطالبة البرلمان بإصدار بيان تضامني مع الرحوي، مطلب حسب عبد الفتاح مورو نائب رئيس المجلس ستتم إحالته على مكتب المجلس للنظر فيه.

النهضة تدعو إلى الترفع عن إلقاء التهم ضدّها
لئن دعا نور الدين البحيري رئيس كتلة حركة النهضة في الجلسة العامة كل الكتل النيابية على أن تترفع عن إلقاء الاتهامات الخالية من الصحة، مشددا على أن المجلس لديه مسؤوليات تجاه ناخبيه وشهداء الوطن ولا بد من النأي عن إضاعة الوقت في اتهامات تافهة، وأنه ليس هناك وقت للمتاجرة بالدماء وبقضايا الشعب إزاء ما تقتضيه المرحلة من تحديات ومن رهانات وعلى رأسها الحرب على الإرهاب، فإن الجبهة متمسكة بموقفها وتوجيه أصابع الاتهام إلى حركة النهضة بناء على ما صرح به أيمن العلوي الذي أكد أن الذراع الإعلامي للحركة قام بتبني الخطاب «الداعشي» والتكفيري بتعميم الإرهاب والتحريض على القتل عبر صفحاته على مواقع التواصل الاجتماعي».

حملات تشويه بسبب المنحة الشهرية
إعادة طرح موضوع الحملة الممنهجة في الجلسة العامة والتهديدات ضدّ الرحوي الذي كان متغيبا لتواجده في الخارج لالتزامات مهنية، أحدث ضجة كبيرة داخلها خصوصا في صفوف نواب حركة النهضة، الذين رفضوا مثل هذه التصريحات التي لا تليق بالبرلمان، ووفق تصريح الجيلاني الهمامي القيادي في الجبهة الشعبية لـ»المغرب» فإنّ منجي الرّحوي تلقّى تهديدات تحريضية تستهدف حياته واتّهامات بالتكفير من طرف صفحة تابعة لحركة النهضة منذ أكثر من أسبوع إلى جانب حملات التشويه التي يتعرض لها على خلفية عدم إرجاعه للأجور الشهرية التي تحصل عليها في مجلس نواب الشعب والحال أن نشاطه كان معلقا في صيف 2013 بسبب اعتصام باردو وتعليق النشاط كان من قبل رئيس المجلس آنذاك مصطفى بن جعفر وفي الحقيقة قدم الرحوي مطلبا يكشف قيامه بإرجاع المال الذي تحصل عليه، مشيرا إلى أن ليس فقط الرحوي قام بإرجاع ما تحصل عليه بل كذلك جميع النواب ولكن رغم ذلك فإن الرحوي بخلاف بقية النواب قدّم مطلبا في هذا الشأن وتبعا لذلك فإن حملات التشويه ضدّه ليست في مكانها وتؤشر إلى أن هناك حملة واضحة لاستهداف النائب عن الجبهة الشعبية وتكفيره.

مطالبة المجلس بإصدار بيان تضامنياشترك في المغرب إبتداء من 20 د
الهمامي أضاف أن كتلة الجبهة الشعبية خلال افتتاح أشغال الجلسة العامة أمس طالبت بأن يتحمل المجلس ومكتبه المسؤولية ويتضامن مع الرحوي وإصدار بيان يلزم جميع كتل المجلس بالتضامن معه والوقوف إلى جانبه ضدّ الأطراف التي تقف وراء هذه الحملة التحريضية والتشويهية والتكفيرية، مبينا أن الجبهة في خلاف قديم مع حركة النهضة حول تصريحاتها وتوجهاتها واختياراتها وطيلة السنوات الخمس تعمقت الخلافات بين الطرفين وهي بالأساس خلافات جوهرية أخذت طابعا آخر بعد الاغتيالات السياسية، اغتيال الشهيدين شكري بلعيد ومحمد البراهمي، في ظلّ حكومة الترويكا بمعنى أن الخلافات تحولت من صراعات سياسية فكرية إلى خلافات «ملوثة بالدمّ» باعتبار أن العديد من الشكوك حامت حول مسؤولية حركة النهضة السياسية والأخلاقية ومازالت هذه الشكوك لم تتبدّد إضافة إلى ذلك فإن الحملة التشويهية ضدّ الرحوي زادت في تعميق الخلافات وبذلك فإنه من المستحيل أن تكون هناك نقطة لقاء بشكل من الأشكال بين النهضة والجبهة ليبقى الصراع بين الطرفين صراعا قائما.اشترك في المغرب إبتداء من 20 د
رغم محاولات النهضة كسب ودّ الجبهة الشعبية وإقناع رئيس الحكومة قبل التحوير الوزاري بإغرائها من أجل ضمان دخولها للائتلاف الحاكم، فإن العلاقة فيما بينهما ما انفكت تزداد توترا يوما بعد آخر لاسيما بعد إلصاق الحزب المعارض تهمة الإرهاب بالنهضة مما جعل رئيس الحركة راشد الغنوشي يؤكد في تصريح صحفي له سابق أن الجبهة تحاول الضغط على القضاء والتأثير عليه في اتجاه إلصاق هذه التهم بها، مشددا على أن الجبهة علاقتها متوترة بالحركة وليست النهضة في توتر مع الجبهة.

فتح تحقيق جدي
والجدير بالذكر أن حزب الوطنيين الديمقراطيين الموحد الوطد كان قد أدان بشدة في بيان له ما وصفه بالحملة الدعائية المغرضة التي عمد حزب حركة النهضة عبر صفحاته على الشبكة العنكبوتية إلى شنها ضّد الرحوي، حملة بلغت حدّ الاتهام الصريح بالكفر والإلحاد وحمل حزب الوطد في بيان له حركة النهضة المسؤولية الكاملة في أي مكروه يمكن أن يطال سلامة الرحوي الجسدية داعيا السلط العمومية ذات الصلة إلى اتخاذ كافة الإجراءات الضرورية لتأمين سلامته الجسدية. ودعا النيابة العمومية إلى فتح تحقيق جدي مع المسؤولين قانونيا عن هذه الصفحات ومع الممثل القانوني لحزب حركة النهضة. كما طالب حزب الوطد مجلس نواب الشعب بتحمل مسؤوليته إزاء التهديدات الموجهة ضدّ الرحوي والقطع مع ما وصفه بالسلوك المتهاون الذي أبداه المجلس التأسيسي إزاء اغتيال الشهيد محمد البراهمي .اشترك في المغرب إبتداء من 20 د

صراع حركة النهضة والجبهة الشعبية لم يعد مجرد كلام بل وصل إلى حدّ التراشق بالتهم ودعوة الرحوي في تصريح له لـ«موزاييك» الأحزاب الديمقراطية إلى العمل على تقليص شعبية حركة النهضة من 30 % إلى 20 % ثمّ إلى ما دونه»، دعوة ردت عليها قيادات النهضة بأنه لن يزيدها إلا توسعا.

المشاركة في هذا المقال

من نحن

تسعى "المغرب" أن تكون الجريدة المهنية المرجعية في تونس وذلك باعتمادها على خط تحريري يستبق الحدث ولا يكتفي باللهاث وراءه وباحترام القارئ عبر مصداقية الخبر والتثبت فيه لأنه مقدس في مهنتنا ثم السعي المطرد للإضافة في تحليله وتسليط مختلف الأضواء عليه سياسيا وفكريا وثقافيا ليس لـ "المغرب" أعداء لا داخل الحكم أو خارجه... لكننا ضد كل تهديد للمكاسب الحداثية لتونس وضد كل من يريد طمس شخصيتنا الحضارية

النشرة الإخبارية

إشترك في النشرة الإخبارية

اتصل بنا

 
adresse: نهج الحمايدية الطابق 4-41 تونس 1002
 
 
tel : 71905125
 
 fax: 71905115