• هل بات رئيس الحركة خطا احمر لا يمكن محاسبته أو انتقاد سياسته، ليقع فصل من يقول بذلك؟
حالة الهشاشة الحزبية في البلاد تغري بالمقارنة، بل قد تدفع البعض الى محاولة التأثير. حركة النهضة حركة ديمقراطية، وابناؤها حريصون على هذه الصفة، و هي لا تضمن فقط بالمكارمة و المسامحة، بل بالآليات و القوانين، و الثقافة.
وفي النهضة نفرق بين المودة، والأخوة، ومستلزماتها، وبين استقلال الشخصية، الحفاظ على التنوع، والتوازن بين المؤسسات، والمحاسبة. قوانيننا ضبطت مسالك وسبل المتابعةوالمساءلة والمحاسبة عندالاقتضاء، ولا احد فوق ذلك، بشروطه. فنحن بشر نخطيء ونصيب.
في قوانينها لا توجد خطوط حمراء، وفي ممارستنا نحرص على الا يصيبنا الترهل الذي يصيب الاحزاب عند تهرمها فيغرس رقابة ذاتية في ضمائر مناضليها، فتكمم افواههم.
• إعفاء الشهودي وهو قيادي تاريخي من منصبه بعد حديثه عن المحاسبة هل يحمل مؤشرات بان الحركة تضيق الخناق على معارضي سياسات الغنوشي؟
الشهودي قيادي كبير ،من جيل ظلم اكثر من غيره ،و رغم ذلك أعطى كل شيء للحركة و البلاد ،لم يبخل ،و لم يلتفت للوراء ،و لم يطالب بشيء .شغل موقعا حساسا، في مرحلة حساسة .قدم استقالته منه منذ أشهر لأسباب بسطها في نص نشره منذ يومين ،تتعلق في الجوهر بصعوبة المواءمة بين الواجبات التي يتطلبها الموقع و قناعاته كمناضل حر في حركة حرة .اختار الانسجام مع قناعاته .اذن ما حدث هو اعلان عن المسؤول الجديد اكثر منه اعلانا عن قبول استعفاء قدم منذ اشهر .و هذا يجعلنا ننتبه اكثر الى سياقات التقبل عند الإعلان عن اي أجراء .
• كيف سيتم التعاطي مع التضيق من قبل التيار الذي يتبني تصورا مغايرا لرئيس الحركة؟
مزيد تعميق الديمقراطية داخل الحركة هو احد الخيارات الكبرى للمؤتمر العاشر،يشترك في الاقتناع به، و العمل من اجله، السواد الأعظم من قيادات الحركة و من مناضليها. لذلك فان تشخيص حالة الديمقراطية النهضوية، وسبل واليات تجذيرهاوتطويرها، كل ذلك سيكون من محاور التدافع الثري داخل النهضة. واليوم بالتحديد الاحد 4ديسمبر ينظم مجلس الشورى ندوات إقليمية موسعة، في العاصمة، وصفاقس، وقابس، حول الإصلاح في حركة النهضة من حيث المجالات والمحاور والاليات.
• قلت في السابق ان قيادات تاريخية ستتخذ قرارات ان احست بان هناك تضيقا على الحريات او ابعاد لها من المسؤوليات في الحركة؟
المسالة اكبر من ان تتعلق بأفراد و مسؤوليات. في تصريحات متتالية قلت: يوم نجد ان منسوب الديمقراطية ضعف، وان هناك انحسارا للحريات وحالة اختناق من المؤكد ان مناضلين كبارا سيبحثون عن سبل اخرى لخدمة البلاد. ولكنني أكدت ايضا اننا لسنا،اليوم في هذه المرحلة، واننا سنعمل على عدم الوصول لها، لذلك نراهن على قابلية الحياة الداخلية لمزيد التطور.
اننا نوازن بين طلبين: الطلب النهضوي للتطور، وعدم قدرة البلادعلى تحمل المزيد من الهشاشة الحزبية. ولذلك سنحسن إدارة تنوعنا ولن نخذل الفاعلين الاقتصاديين ولا الشباب الباحث عن اطر جاذبة، بمزيد اثقال الحياة السياسية بالمشكلات الداخلية للأحزاب.