وزير التربية ناجي جلول لـ«المغرب» أستغرب من الشعارات التي رفعت..والتفاوض حول إقالتي يكون مع الشاهد وباب الانتدابات المباشرة أغلق

• التفاوض حول صرف منحة العودة المدرسية مع وزارة المالية

تتالت الدعوات في الأيام الأخيرة سواء من التلاميذ أو الأساتذة أو المعلمين لرحيل وزير التربية ناجي جلول، دعوات رافقتها الاحتجاجات المنددة بسياسة الوزير وتجاهله خاصة وفقا للطرف النقابي لمطالبهم وآخر الاحتجاجات الوقفة الاحتجاجية المشتركة التي تمّ تنفيذها يوم أمس من طرف نقابتي التعليم الأساسي والثانوي أمام مقر الوزارة ثمّ في ساحة الحكومة، تمّ خلالها رفع العديد من الشعارات «المسيئة والصادمة» إلى جانب رفع شعار «ديقاج» في وجه الوزير.
موقف رئيس الحكومة يوسف الشاهد بالنسبة إلى المطالبة بإقالة وزير واضح، وقد سبق وأن ردّ على مثل هذه الدعوات والحملات والاحتجاجات التي قام بها التلاميذ الأسبوع الفارط للمطالبة بإقالة وزير التربية ناجي جلول وذلك خلال تدشينه الطريق السريعة بين ولايتي باجة وجندوبة السبت الفارط بقوله «الوزراء لا يرحلون بهذه الطريقة»، مشددا على أنه لن يرحل أي وزير من حكومته. ويشار إلى أن الشعارات التي رفعها الأساتذة والمعلمون المحتجون قد أثارت جدلا كبيرا على مواقع التواصل الاجتماعي واعتبروها شعارات لا تليق بمستوى المربين.

مطالب تتجاوز وزارة التربية
أعرب وزير التربية ناجي جلول في تصريحه لـ«المغرب» عن استغرابه من الشعارات التي رفعها الأساتذة والمعلمون خلال وقفتهم الاحتجاجية المشتركة يوم أمس، واعتبرها شعارات غير معقولة ومن غير المقبول أن تصدر عنهم، مشيرا إلى أنه ليس هناك أي نقاط تفاوض مع هذه النقابات باعتبار أن ما يتم المطالبة به يتجاوز الوزارة مثال ذلك المطالبة بإقالة ورحيل الوزير، هو أمر يتجاوزه والتفاوض حوله يكون مع رئيس الحكومة يوسف الشاهد وليس مع شخصه وبذلك عليهم التوجه إلى القصبة فلهم كامل الحرية للتعبير عن آرائهم ورغباتهم، كذلك نفس الشيء بالنسبة للمطالب الأخرى، فالمطالبة بصرف منحة العودة المدرسية هو كذلك مطلب يتجاوز وزارة التربية والتفاوض حولها يكون مع وزارة المالية.
الوزير أوضح أيضا أن ادعاء الطرف النقابي بأنه لم يتم صرف عدد من المنح على غرار الساعات الإضافية ومنحة مراقبة الامتحانات لا أساس له من الصحة وأن منحة العودة المدرسية هي التي لم تصرف فقط وكما سبق وأن أكدت فإن التفاوض حولها يكون مع وزارة المالية وليس مع وزارة التربية، أضف إلى ذلك فإن هذا الملف هو حاليا محلّ تفاوض في إطار لجنة 4 زائد 4 . وعن أسباب التأخر الحاصل في صرف منحة العودة المدرسية التي في العادة تصرف في شهر أكتوبر، قال ناجي جلول إن الأسباب تعود إلى المشاكل الحاصلة على مستوى المالية العمومية، وعدم صرف المنح ليس فقط مشكلة وزارة التربية بل العديد من الوزارات.

ليس هناك ما يتفاوض حوله مع المحتجين
أما فيما يتعلق بمطالب الانتدابات فقد أفاد الوزير أن هناك 3 آلاف انتداب مبرمج في مجال تكوين المعلمين وكذلك في مجال تكوين الأساتذة أما بالنسبة للانتدابات المباشرة فلم يعدّ لها مجال والباب قد أغلق في هذا الشأن طبقا لمخرجات عملية الإصلاح التربوي والتي شاركت فيها النقابات التابعة للاتحاد العام التونسي للشغل، مشددا على أن هناك توافقا وطنيا على غلق باب الانتداب المباشر. وعن الاحتجاج المشترك بين نقابتي التعليم الثانوي والأساسي، أكد جلول أن الاحتجاج حق مشروع وموجود في الدستور وأنه ليس هناك ما يتفاوض حوله مع المحتجين.

وأشار الوزير إلى أن مشروع الإصلاح التربوي قد اكتمل ومن المنتظر الإعلان عنه في القريب العاجل، من المرجح الأسبوع الجاري، مشروع تمّ إعداده بالاشتراك مع اتحاد الشغل وبذلك الاتهامات الموجهة ضدّ الوزارة بالسطو عليه في غير محلّهاّ، ذلك أن كل القرارات قد تمّ اتخاذها بالتشاور معهم، مشددا على أن هناك إجراءات جديدة سيتم الإعلان عنها أيضا في القريب لفائدة القطاع التربوي. وأضاف ناجي جلول أن مشروع الإصلاح التربوي سيصدر في شكل قانون توجيهي وسيتم تمريره هذا الأسبوع إلى مجلس نواب الشعب للنظر فيه والمصادقة عليه، قائلا «المشروع سيكون في البرلمان ولا أعرف كم سيبقى هناك ومن يريد التفاوض فالوزارة مستعدة لذلك.

إصلاح منظومة مريضة يستدعي الكثير من التضحيات
الأسبوع الفارط شهد أيضا العديد من الاحتجاجات من قبل التلاميذ، احتجاجات قال عنها الوزير إن الأمر عادي جدا ذلك أنه تمّ الانتقال من نظام امتحانات إلى نظام المراقبة المستمرة وأي إجراء جديد يتم إدخاله في المنظومة التربوية تنجرّ عنه العديد من الاحتجاجات وقد تمّ في هذا الصدد التقليص قليلا من الامتحانات، مشددا على أن الحوار متواصل في هذا الشأن بين الوزارة والتلاميذ، فالإصلاح التربوي له تكاليف وصعب وليس هناك أي خيار آخر، إما القيام به أو الإبقاء على ذات المنظومة التربوية «المتخلفة» في العالم، فإصلاح منظومة مريضة يستدعي الكثير من التضحيات. وعن وجود أطراف أخرى وراء تأجيج احتجاجات التلاميذ، صرح الوزير أنه لا يمكن التعليق على هذه المسألة والوزارة تبقى دائما محايدة وبعيدة عن الاحتجاجات والتجاذبات والأطراف التي ترفع مثل تلك الشعارات. من جهة أخرى وعن آخر المستجدات في أزمة حركة نداء تونس، قال جلول انه موجود فقط في نداء تونس وليس له أي رأي بخصوصه.

المشاركة في هذا المقال

من نحن

تسعى "المغرب" أن تكون الجريدة المهنية المرجعية في تونس وذلك باعتمادها على خط تحريري يستبق الحدث ولا يكتفي باللهاث وراءه وباحترام القارئ عبر مصداقية الخبر والتثبت فيه لأنه مقدس في مهنتنا ثم السعي المطرد للإضافة في تحليله وتسليط مختلف الأضواء عليه سياسيا وفكريا وثقافيا ليس لـ "المغرب" أعداء لا داخل الحكم أو خارجه... لكننا ضد كل تهديد للمكاسب الحداثية لتونس وضد كل من يريد طمس شخصيتنا الحضارية

النشرة الإخبارية

إشترك في النشرة الإخبارية

اتصل بنا

 
adresse: نهج الحمايدية الطابق 4-41 تونس 1002
 
 
tel : 71905125
 
 fax: 71905115