وعلى مدى مساء أول أمس وليلة الاثنين بمحاصرة منزل شقيق الإرهابي المذكور بمنطقة الصيّاح 1.5 كلم بن قردان ونظرا لغزارة إطلاق الرصاص من داخل المنزل والكثافة النارية ذهب في اعتقاد العسكريين والأمنيين بأن المنزل به مجموعة إرهابية تتعدى العنصرين غير أنه وبعد مقتل الإرهابي تأكد وجوده لوحده.
بحكم معرفة الإرهابي للمنزل وزواياه وشراسته فقد تمكّن من الصمود لما يقارب الـــ 12 ساعة وقد نقل شهود عيان عاينوا جثّته بعد مقتله أنه كان يلبس واقيا من الرصاص والرصاصة القاتلة كانت بالرأس إضافة إلى إصابة ثانية بإحدى رجليه. وكان بحوزته عدد 2 سلاح كلاشينكوف وكمية كبيرة من الذخيرة وعدد كبير من الرمانات اليدوية ذات القدرة التفجيرية الهائلة وكان الإرهابي على مدى ساعات المواجهة يستعمل الكلاشينكوف حينا ويرمي بالرمانات اليدوية أحيانا، كما أنه كان وبحسب تقدير بعض العسكريين يستعمل المدرج الذي كان داخل المنزل ذي الطابقين وانه لا صحّة لوجود كهف تحت المنزل.
وكانت المصالح المختصة صنّفت الإرهابي الذي قُضي عليه أمس بـــ «الخطير جدا» الإرهابي رغم علو كعبه الإرهابي لم يستطع الصمود يوم السابع من مارس جرّاء الصمود والروح القتالية العالية للجيش والأمن فاختفى ليستقر في منزل شقيقه المقيم في الخارج لكن احد أقاربه وشى به إلى السلطات الأمنية لتتم محاصرة المنزل ومن هناك القضاء عليه.
فرضية الانتحار
بالنظر إلى مكان الإصابة القاتلة – بالرأس وأمام الأذن – لا يستبعد البعض إمكانية أن يكون الإرهابي قد انتحر بعدما أيقن أنه لا مفر له هذه المرة سيما وأن القوة العسكرية والأمنية تحيط بالمنزل من جميع الجهات. في حين كانت المروحية العسكرية تحلّق فوق المكان.
اشترك في النسخة الرقمية للمغرب ابتداء من 25 د
وبعد القضاء على الإرهابي المدعو محمد كردي لم يبق فارا سوى المدعو الغندري المصنّف هو الآخر بالخطير وترجّح معلومات أن يكون الغندري أصيل الخروبة – بن قردان قد هرب إلى ليبيا عبر منفذ راس الجدير ساعات قليلة بعد صدّ الهجوم الإرهابي ومقتل أمير إمارة بن قردان المزعوم مفتاح مانيطة الذي قُتل أمام منطقة الحرس الوطني وأضافت المعلومات حيازة الغندري لجواز سفر ليبي وسيارة ليبية وأن الغندري وكردي قد صُدما وتأثرا كثيرا بعد مقتل الإرهابي مانيطة وهو الذي كان طمأنهما قبل عملية بن قردان الإرهابية بأن الأهالي سيرحّبون بداعش وأن الخلايا النائمة في بن قردان خاصة في المنطقة الغربية من المدينة سوف تتحرك في الوقت المناسب ليتم بعد ذلك إعلان قيام الإمارة الإسلامية في بن قردان وكان تسجيل فيديو عُثر عليه لدى الإرهابيين القتلى تحدّث عن قدوم تعزيزات من ظهرة الخسّ قرب الحدود ومنطقة جرجيس لكن ذلك الحلم تبخّر.
داعش وأنصار الشريعة وجهان لعملة واحدة
تتحدث المصادر الرسمية ووسائل الإعلام الوطنية والدولية على أن الجهة التي هاجمت بن قردان هي تنظيم داعش الإرهابي إضافة إلى إشارة مناشير التفتيش الصادرة بحق العناصر الإرهابية المتورطة في العملية على أنها داعشية.
لكن المستجدات بعد العملية تثبت بالدليل والبرهان تورط تنظيم أنصار الشريعة بفرعيه في تونس وليبيا في التحضير للعملية الإرهابية ضد تونس والدليل على ذلك اليقين الموجود لدى المؤسسة العسكرية والأمنية اليوم بأن مخازن الأسلحة على الأقل التي تم العثور عليها بعد وعددها 8 مخازن تعود جميعها إلى فترة لا تقل عن 3 سنوات وحالة الذخيرة من حيث الفاعلية سيئة جدا حتى أن الرمانات اليدوية لم تنفجر عند استعمالها – الرمانة التي استعملها مفتاح مانيطة – لم تنفجر فكان من السهل على الحرس الوطني -فرقة الطلائع- إصابته وقتله.
وبالتالي وكما نعلم أن داعش أعلن تواجده رسميا في ليبيا منتصف 2015 وقبل ذلك كان تنظيم أنصار الشريعة الإرهابي هو الذي ينشط ما بين تونس وليبيا وبعد حظر التنظيم بفرعيه ظهر تنظيم داعش الإرهابي.
إصابات خفيفة ومتوسطة بين صفوف العسكريين والأمنيين
نتج عن مواجهات أمس بين الإرهابي كردي والجيش والأمن تسجيل إصابات متفاوتة الخطورة تعلقت بإصابة 3 عسكريين و2 أمنيين إضافة إلى 3 مدنيين تم نقلهم إلى المستشفى الجهوي ببن قردان لتلقي العلاج وقد غادر أغلبهم المستشفى وعادوا إلى منازلهم.