على هامش ندوة حول الذكرى الخامسة لسقوط النظام، إلى المطالبة بإشراك القبائل وأنصار القذافي في إطار المصالحة الوطنية.
عقد مركز البراهمي للسلم والتضامن ومنظمة الراصد الليبي واللجنة الوطنية الطلابية للتصدّي للعدوان الأجنبي على ليبيا (فصيل طلابي في الاتحاد العام لطلبة تونس) والتجمع العالمي من أجل ليبيا موحّدة وديمقراطية، أمس ندوة بأحد النزل بالعاصمة، حول الذكرى الخامسة للعدوان على ليبيا «ليبيا والوطن العربي إلى أين ؟ «.
لا يزال البعض من أنصار العقيد معمر القذافي يرفضون اعتبار ما حدث في ليبيا ثورة، ويضعونه في خانة «العدوان الأجنبي»، هؤلاء ومنهم الصيد شنفير، وهو ديبلوماسي ليبي سابق في نظام القذافي، نفى أن تكون أسباب تدخل الناتو تهدف إلى حماية المدنيين، معتبرا أنها «أكبر كذبة» عاشها العالم في القرن الحادي والعشرين، رغم أن تدخل الناتو كان بغطاء مجلس الأمن والجامعة العربية، وسخّر لها الإعلام العالمي والعربي للتضليل من أجل خدمة القوى الكبرى للاستحواذ على خيرات ومقدرات البلاد، مؤكّدا أن ملخّص الوضع في ليبيا، هو إرهاب صهيوني، بترجمة أمريكية وتنفيذ عربي.
اليوم وقد تحوّلت ليبيا إلى معسكر لتجنيد واستقطاب المجرمين من كل أنحاء العالم، وإلى غرفة عمليات لإدارة المشروع الغربي الأمريكي في المنطقة، ونظرا لموقعها الجيوستراتيجي، أصبحت بعد
اشترك في النسخة الرقمية للمغرب ابتداء من 25 د
5 سنوات تشكّل خطرا على ما بقي من شعبها، وخطرا يتهدّد منطقة المغرب العربي وإفريقيا والمنطقة العربية ككل، ذات الموقف عبّر عنه القيادي بالتيّار الشعبي (حزب في الجبهة الشعبية) محسن النابتي، إنه من العبث أن تبقى شعوب المنطقة في موقع المتفرّج في ما يجري بليبيا.النابتي أكّد أن الهدف ممّا يحصل اليوم في ليبيا، هو إغراق المنطقة في الحروب الطائفية والإثنية، وتدمير كيان الدولة عن طريق الإسلام السياسي، والحلّ متجذّر في القبائل التي تضمن المصالحة والوحدة الليبية، فالمجتمع الليبي مجتمع قبلي، والإشراك السياسي لهذه القبائل، إلى جانب تفعيل القوّات المسلّحة سيفضي حتما إلى تهدئة الوضع في ليبيا، وتحقيق وحدة الشعب وأمنه واستقراره.
الناشط الحقوقي والأمين العام لمنظمة «الوطن للشباب الليبي» خالد الغويل، اعتبر بدوره أنه على عاتق القبائل الليبية دور كبير لتوحيد الصف الوطني وإفشال مشروع التقسيم الوطني والمشروع الإرهابي الذي تقوده أجندات خارجية داخل ليبيا.
وقد تطرّقت رئيسة التجمّع العالمي من أجل ليبيا موحدة وديمقراطية، فاطمة بن نيران، إلى ملابسات إصدار القرارين 1973 و 1970 الصّادر في 26 فيفري 2011، والذي مهّد طريق التدخل في ليبيا، قرار وصفته بقرار اغتيال ليبيا، صدر بناء على تقارير إعلامية وإحالات غير مسؤولة وغير شرعية من طرف جامعة الدول العربية ومجلس التعاون الخليجي، مؤكّدة أن تنفيذ هذا القرار، كان لحماية الإرهاب وتمكينه من كل مفاصل القوّة ومواقع السلطة والنفوذ في الدولة، فحقيقة حماية المدنيين في ليبيا كانت فقط لتركيز معسكرات الإرهاب.
بن نيران قالت إنه تمّ تزييف الواقع من خلال الإعلام العالمي، «فالعقل العربي تعوّد أن يكون في تبعية»، وهناك حقائق جهلها وتجاهلها «الكثير»، كما إنه من بين، ما قالت عنه، ما يسمّى بالثوار، هناك مرتزقة الضباط القطريين والاستخبارات الأمريكية والأوروبية، عكس ما روّج له الإعلام آنذاك، وقد عرضت بن نيران خلال مداخلتها في هذه الندوة، بعض الأشرطة المصوّرة، بثّتها قنوات عربية وأجنبية بنِيّة التزييف والمغالطة، صوّرت مشاهد
اشترك في النسخة الرقمية للمغرب ابتداء من 25 د
اعترافات ليبيين على أساس أنهم مرتزقة أفارقة تحت التعنيف والتهديد.وقد سقط أكثر من 400 ما بين قتيل وجريح، في أحداث «الثورة الليبية» التي اندلعت يوم 17 فيفري 2011، إثر احتجاجات شعبية انطلقت منذ يوم 15 فيفري بمدينة بنغازي، تحوّلت فيما بعد إلى ثورة مسلّحة للإطاحة بنظام القذافي، وانتهت إثر إسقاط العاصمة طرابلس ونظام القذافي في 20 أوت 2011، كما تمّت السيطرة على آخر معاقل القذافي وقتله في سرت يوم 20 أكتوبر من نفس العام.