عبد الجليل بن سالم وزير الشؤون الدينية في لجنة الحقوق والحريات أول وزير تونسي يعلن : الوهابية مصدر الإرهاب!

يبدو أن كلمـات وزيـر الشـؤون الدينيـة التونسـي عبد الجليل بن سالم في لجنة الحقوق والحريات ستظل فارقة في التاريخ السياسي التونسي، حتى وان اختلف الكل حول الرجل ومأتاه، فهو الوزير الوحيد الذي أعلن صراحة ما يضمره زملاؤه السابقون والحاليون، الوهابية هي مصدر الإرهاب

وعلى المملكة العربية السعودية إصلاح هذا الفكر وحملها مسؤولية الإرهاب المنتشر في العالم.

دون مواربة وبكل وضوح أعلنها وزير الشؤون الدينية عبد الجليل بن سالم، الإرهاب صنيعة الفكر الوهابي/الحنبلي، وان على المملكة العربية السعودية إصلاح مدرستها الدينية المسؤولة تاريخيا عن انتشار الإرهاب والتكفير في العالم.
كلمات وزير الشؤون الدينية التي حملت لأول مرة إدانة من مسؤول حكومي تونسي رفيع المستوى للمملكة العربية السعودية وتحميلها مسؤولية الإرهاب بطريقة مباشرة وغير مباشرة، بل وان يعلن أنه ابلغ هذا الموقف الى السفير السعودي بتونس كما ابلغه للامين العام لمجلس وزراء الداخلية العرب، سعودي الجنسية(انظر المؤطر).

إفصاح الوزير لن يطول صمت المملكة العربية السعودية عنه كثيرا، فهي ستتبع قنواتها الدبلوماسية وأجهزتها الدينية للرد عليه، فالمملكة ردت في السابق على مواقف انتقدت الفكر الوهابي في جزئيات منه عبر مؤسسة الإفتاء، على غرار رد على مقال نشرته صحيفة «اردات» تصدر في الهند بفتوى تدافع عن الفكر الوهابي وتعتبره على منهج وعقيدة السلف الصالح، كما انها وفي الفروع على المذهب الحنبلي.

رد المملكة على انتقادات وجهتها صحيفة إسلامية هندية بخصوص تحريم الاحتفال بالمولد النبوي الشريف، كاف ليبين إلى أي حدّ قد يصل الرد السعودي على انتقادات تمسّ من احدى ركائزه وهي الفكر الوهابي/الحنبلي. خاصة ان كانت الانتقادات صادرة عن وزير الشؤون الدينية لم ينف الوزير إدانة المملكة العربية السعودية التي تصنف العالم الإسلامي وفق ثنائية «سنة/شيعة». ثنائية دفعتها إلى إنشاء تحالف إسلامي يضم 35 دولة، التحقت به تونس وأعلنت أنها جزء منه دون التزامات عسكرية.

كلمات الوزير التي جاءت صريحة وفي سياق لم يفرض أي ارتجال منه بل وتأكيده على انه ابلغ هذا الموقف للسعوديين أنفسهم، في التصريح او في البيان. ستنظر إليه السعودية بغير عين الود وستعتبره هجوما مباشرا عليها وعلى احد أهم الركائز المؤسسة للمملكة منذ نشأتها الأولى حينما تحالف محمد ابن عبد الوهاب، مؤسس الوهابية، مع أمير منطقة درعية في القرن 18 محمد ابن سعود، صاغا عهد «المذهب والسيف» الذي مازال قائما ويجسده العلم السعودي الجامع ما بين كلمة التوحيد و السيف المسلول.

أهمية العقيدة الوهابية في البناء السياسي للمملكة العربية السعودية ستنعكس في ردها على اتهام الوهابية بأنها مصدر الإرهاب ومفرخته، خاصة في ظل تصاعد حدة الانتقادات الدولية للمملكة واتهامها بنشر الإرهاب عبر نشر عقيدتها الرسمية التي تطلق عليها اصطلاحا «عقيد أهل السنة والكتاب» او «عقيدة السلف الصالح» التي انتقلت من عقيدة إمارة الدرعية الى عقيدة المملكة السعودية حينما أعيد تأسيسها في أوائل القرن العشرين تحت قيادة عبد العزيز بن سعود (1902 - 1953) مؤسس المملكة العربية السعودية

هذا التشابك بين السيف والعقيدة في المملكة العربية السعودية الذي ينعكس في.....

اشترك في النسخة الرقمية للمغرب ابتداء من 25 د

المشاركة في هذا المقال

من نحن

تسعى "المغرب" أن تكون الجريدة المهنية المرجعية في تونس وذلك باعتمادها على خط تحريري يستبق الحدث ولا يكتفي باللهاث وراءه وباحترام القارئ عبر مصداقية الخبر والتثبت فيه لأنه مقدس في مهنتنا ثم السعي المطرد للإضافة في تحليله وتسليط مختلف الأضواء عليه سياسيا وفكريا وثقافيا ليس لـ "المغرب" أعداء لا داخل الحكم أو خارجه... لكننا ضد كل تهديد للمكاسب الحداثية لتونس وضد كل من يريد طمس شخصيتنا الحضارية

النشرة الإخبارية

إشترك في النشرة الإخبارية

اتصل بنا

 
adresse: نهج الحمايدية الطابق 4-41 تونس 1002
 
 
tel : 71905125
 
 fax: 71905115